الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان الأمريكي السعودي برا وبحرا وجوا منذ بداية الحرب الاجرامية أفضى إلى معاناة كارثية لحقت بجميع أبناء الشعب اليمني. وليس خافيا على أحد بأن تحالف العدوان اغلق الموانئ والمطارات والمنافذ، ومنع وصول سفن السلع والوقود والدواء والمساعدات، وأوقف رحلات الطيران أمام المرضى والمسافرين، وتعمد تدمير البنية التحتية والمقومات الاقتصادية والمعيشية.
كل ذلك يندرج في إطار المساعي المشبوهة للدور الأمريكي السعودي الاماراتي لاحتلال اليمن، والسيطرة على المناطق الاستراتيجية الهامة، ويأتي عسكرة الجزر اليمنية الاستراتيجية ضمن الأجندة الاستيطانية التي تعزز فيها القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية تواجدها، على المياه الإقليمية اليمنية.
وقد شهدت الأيام الماضية وصول العشرات من الضباط الأمريكيين والاماراتيين إلى أرخبيل سقطرى الواقعة على المحيط الهندي قادمين من دويلة الاحتلال الإماراتي.
الضباط الذين وصلوا سقطرى المحتلة كانوا برفقة حاكم إمارة عجمان عوض الجنيبي، على متن الطيران الإماراتي إلى مطار حديبو قبل أن ينقلوا بعدها إلى جزيرة عبد الكوري التي تشهد استحداثات جديدة لإقامة قاعدة عسكرية لصالح أمريكا والكيان الصهيوني.
يأتي هذا التصعيد الخطير لتفخيخ الاجواء، وزيادة التوترات بالتزامن مع مساعي السلام التي يبذلها وفد سلطة عمان بين حكومة صنعاء والتحالف، للاتفاق قبل أي هدنة حول الملف المتعلق بالجانب الإنساني لإنهاء الحرب، ورفع الحصار، وإطلاق رواتب الموظفين اليمنيين، ومغادرة القوات الأجنبية الأراضي اليمنية.
هذا التصعيد الأمريكي في عسكرة أرخبيل سقطرى خطوة تتناقض مع المزاعم الأمريكية في إحلال السلام يكشف عن طبيعة الدور الأمريكي المشبوه في اليمن لاستمرار الحرب والحصار، ومزيد من معاناة اليمنيين، وكل ذلك يأتي في سياق السيطرة على اليمن والتحكم في طرق الملاحة الدولية، وتهديد المنطقة، وتشكيل الأخطار عليها من خلال زيادة حجم القوات والقواعد العسكرية على الجزر والموانئ والمطارات لعسكرة البلد، ونهب ثرواته النفطية والغازية، ومناجم الذهب والحجر الجيري، وغيرها من المعادن الثمينة.
وأوضحت المصادر أن حاكم إمارة عجمان عوض الجنيبي عقد فور وصوله مطار سقطرى اجتماعاً بالعاملين في مؤسسة “خليفة” الإماراتية التي تعمل في سقطرى والتي تقوم بمهام استخبارية بذرائع إنسانية.
وأضافت المصادر أن الضباط الأمريكيين والإماراتيين اتجهوا مع حاكم عجمان إلى جزيرة عبدالكوري التي سبق أن كشفت وسائل إعلام دولية في فترات سابقة بأنها أصبحت تحوي قاعدة عسكرية مشتركة بين الكيان الصهيوني ودويلة الامارات.