قالت صحيفة ”مورنينغ ستار“ البريطانية إنه مع احتفال العالم برأس السنة الجديدة وتركيزه على الكريسمس، كم منا قد فكر خلال موسم الأعياد بأطفال اليمن المنسيين – وإلى أي مدى يعرف الرأي العام العالمي والبريطاني دور بريطانيا في معاناتهم؟
وأكدت أنه بينما كان اليمن بلد فقيراً منذ فترة طويلة، أدى التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في مارس 2015 ضد اليمن إلى زيادة عدد الوفيات والدمار بشكل كبير.. ومع ذلك يستمر القتال، حيث تشن السعودية حملة قصف واسعة النطاق، إلى جانب الحصار الجوي والبحري والبري الذي تفرضه على اليمن.
وذكرت أنه لا يوجد نقص في الإحصاءات المروعة التي تسلط الضوء على محنة أطفال اليمن.. حيث أن بحلول نهاية عام 2021، قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عدد الوفيات المباشرة وغير المباشرة بسبب الحرب بـ 377 ألف شخص..
وأشار التقرير إلى أن 259 ألف من إجمالي الوفيات – وما يقرب من 70 في المائة من إجمالي الوفيات الناجمة عن الصراع – هم أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وأوردت أنه من المخزي والمخجل أن بريطانيا لعبت ولا تزال تلعب دورا حاسماً في تأجيج الصراع، إلى جانب الولايات المتحدة، وبالتالي فأنها تتحمل مسؤولية كبيرة عن الكارثة الإنسانية المستمرة..
وفي سبتمبر 2022، قدرت الحملة ضد تجارة الأسلحة أنه منذ مارس 2015، رخصت الحكومة البريطانية ما لا يقل عن 23 مليار جنيه إسترليني من الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية.
وتابعت أن الدعم يتجاوز مجرد بيع الأسلحة، حيث أشار آرون ميرات في صحيفة “الجارديان” البريطانية في عام 2019، إلى أن اليمن تتعرض وتقصف كل يوم بالقنابل البريطانية – وتلك القنابل أو الصواريخ تسقطها طائرات بريطانية يقودها طيارون بريطانيون مدربون ويقومون بصيانتها وتجهيزها داخل السعودية من قبل آلاف المتعاقدين البريطانيين.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر ضابط سابق في سلاح الجو السعودي في الفيلم الوثائقي “الحرب الخفية البريطانية” على القناة 4 في نفس العام،
وأوضح أن السعودية “لا يمكنها إبقاء طائرة “تايفون” البريطانية الصنع في الجو بدون البريطانيين. الصحيفة رأت أن الطيارين لا يمكنهم الطيران بدون صيانة وبدون الخدمات اللوجستية.. نعلم أيضا أن العسكريين البريطانيين يتمركزون في مركز القيادة والتحكم للضربات الجوية السعودية ولديهم إمكانية الوصول إلى قوائم الأهداف.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل”البريطانية في عام 2019، أن جنود القوات الخاصة البريطانية موجودون على الأرض في اليمن، ويعملون كمراقبين جويين متقدمين، ويطلبون الدعم الجوي من سلاح الجو الملكي السعودي.
وقالت مورننيغ ستار إن بريطانيا توفر الغطاء الدبلوماسي لمذبحة السعودية المستمرة.. في حين يقول بعض الوزراء السابقين في حكومة المحافظين، ولا سيما أندرو ميتشل، إن بريطانيا كانت تحمي السعودية من الانتقادات هناك.. والحقيقة هي أن واشنطن ولندن كان بإمكانهما إيقاف السعوديين، وإنهاء الحرب في أي وقت يحلو لهم.
الصحيفة تطرقت إلى أن العالم بحاجة إلى معرفة عمق معاناة الشعب اليمني.. حيث تكمن المشكلة في الاستطلاع التي أجرته شركة “يوجوف” الدولية في عام 2017، وجدت أن 49 في المائة فقط من البريطانيين كانوا على دراية بالحرب في اليمن – وهو أمر يجب أن يهين كل من يعمل في وسائل الإعلام البريطانية السائدة.
وأوضحت أنه من المحبط أن في الأوقات النادرة التي يتم فيها التحدث والنشر عن الحرب، غالبا ما يتم حذف دور بريطانيا في اليمن..وبالطبع، بعض الحروب – والضحايا – تستحق النشر أكثر من غيرها.. وفي الواقع، فإن تحليل حجم ونوعية التغطية الإعلامية المقدمة للهجوم الروسي على أوكرانيا مقارنة بالهجوم الذي تقوده السعودية على اليمن من شأنه أن يجعل مشروعاً بحثياً كافياً لدرجة الدكتوراة.
وأكدت أنه فيما يتعلق بتضامن البريطانيين، كانت أوكرانيا محظوظة للغاية، من خلال المظاهرات الداعمة في الشوارع، والأشخاص الذين يرفعون الأعلام الأوكرانية من منازلهم ونشر التغريدات على حساباتهم الشخصية على منصة تويتر، والتبرعات القياسية للمنظمات الإنسانية التي تعمل على مساعدة الأوكرانيين، والترحيب الحار باللاجئين الأوكرانيين.
واضافت أن مع انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت في اليمن، فإن ما نحتاج إليه حالياً، وما يجب القيام به هو توسيع تعاطفنا وغضبنا ليشمل أولئك الموجودين في اليمن، وخاصة الأطفال اليمنيين، الذين تدمرت حياتهم بسبب السياسة الخارجية البغيضة والمقيتة لبريطانيا.