عن السيول المتدفقة والطوفان البشري المبتهج بالمولد النبوي الشريف بميدان السبعين
سيول بشرية جارفة تجمعت من مختلف البقاع ومن شتی الأماكن.. تدفقت من خلف الجبال الشرقية ومن أمام الشواطئ الغربية.. وانحدرت من أطراف القری الشمالية ومن أوساط المدن الوسطی لتلتقي في مصب واحد..ومنبع واحد.. “”يجرون في موج كالجبال ونادوهم إركبو معنا ولا تكونو مع الكافرين””.. كأنما تلك الحشود أمطار عذاب علی أولئك المعتدين وعبيدهم..
احتفل ذلك الطوفان بمولد الرسول وردد الصلوات وغرد الأناشيد وصدح الأشعار المتغزلة في الحبيب.. حتی إذا جاءت كلمة قائدهم سكنت النفوس وهدأت الأنفاس ولم يعد يسمع إلا ذلك الصوت الخاشع بذلك الوجه الشاحب بهموم الأمة وصدی تلك الكلمات التي تتسلل آسرة لتلك القلوب النقية.. حتی إذا انتهت الكلمة بعدما تشربتها تلك النفوس.. صعدت الصرخات عاليا وهتفت بلبيك يارسول الله.. وعادت الأمواج الی مراسيها.. ويا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي.. وغيض الناس وقضي الأمر.. وبعدا للقوم الكافرين..
بقلم سامي الأشول