قال نائب رئيس وفد صنعاء المفاوض، ونائب رئيس حكومة صنعاء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق جلال الرويشان، للميادين، إنّه يتمنى أن تكون “زيارة الوفد العماني هذه المرة نقطة تحول في فهم العدوان للقضية اليمنية”.
وأكد الرويشان أنّ موقف حكومته ثابت منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، ويدعو إلى “الحرية والاستقلال السياسي وعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية”، مشيراً إلى أنّ “قضية الاستقلال والسيادة” هي القضية التي ناضل من أجلها الشعب اليمني 8 أعوام في مواجهة العدوان، وفي سبيل الدفاع عن البلد، و”لم تتغير هذه القضية ولن تتبدل”.
وقال الرويشان إنّ “زيارة الوفد العماني حملت، هذهِ المرةَ، نقاطاً إيجابية تتعلق بحلحلة الجانب الاقتصادي، عبر صرف المرتبات”، وإبداء رغبة مبدئية من دول العدوان في التوصل إلى حلّ وسلام في اليمن. وتابع أن “السلام بالنسبة إلينا مشروط بأن يكون مشرّفاً وعادلاً”، مشيراً إلى أنّ اليمن واجه “طوال 8 أعوام العدوان في سبيل تحقيق ذلك، ولا يمكن أن يدخل في سلام في ظل الهيمنة والوصاية”.
وبشأن عملية التفاوض، أشار الرويشان للميادين إلى أنّ صنعاء طرحت “شروطها بوضوح”، وضمنها “وقف الحرب، ورفع الحصار، وخروج الأجانب من اليمن”، مؤكدةً أنّ “هذا حق مشروع لليمنيين جميعاً”. وطالب الرويشان بتسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز اليمنيين، و”لا نريد مِنّةً من أحد”، مضيفاً: “نريد أن تُدفَع ثروات اليمن إلى أبنائه، وإلى كل موظف ينتمي إلى المؤسسة المدنية أو المؤسسة العسكرية، وهذا حق مشروع لكل يمني”.
وأضاف أنّ صمود الشعب اليمني، خلال الـأعوام الثمانية الماضية، “لم يكن مغامرة، بل كان حالة اضطرارية للدفاع عن النفس”، لافتاً إلى أنّه “حتى الآن، لا نزال تحت العدوان”، مشيراً إلى أن “الهُدَن الثلاث لم تغير شيئاً، كما هي الحال بالنسبة إلى الأشهر التي أعقبت هذه الهدن”.
وأكد أنّ اليمن ما زال مُحاصَراً “جواً وبحراً وبراً، وأنّ العدوان ما زال فارضاً وجوده على الأراضي اليمنية، ولا شيء تغير”، مؤكداً: “ما زلنا في موقف الدفاع عن النفس، وسنواصل هذا الأمر حتى يحقق اليمن الحرية والاستقلال”.
لا حل سياسي في اليمن تحت العدوان والحصار
ولفت الرويشان إلى أنّ مواقف “السيد القائد، ورئيس المجلس السياسي الأعلى، والحكومة، وكل خطاب يصدر عن صنعاء، كلها تدعو إلى السلام”، مضيفاً: “لسنا مغامرين على حساب أبناء الشعب اليمني، لكننا إذا فرطنا بهذه المصالح وهذه المبادئ فسنكون مغامرين فعلاً بحقوق الشعب اليمني”.
وأكد أن “لا علاقة لحقوق الشعب اليمني الإنسانية بالتفاوض والحلّ السياسي في البلاد”، مشدداً على أنّه “لا يمكن أن يكون هناك حلّ سياسي في اليمن والبلد تحت العدوان والحصار”. وراهن على “وحدة القيادة والشعب وعلى جاهزية القوات المسلحة”، مؤكداً أنّ القوات المسلحة اليمنية استطاعت أن تحقق، خلال الأعوام الثمانية، “توازن الرعب بيننا وبين دول العدوان، وهذا أمر واضح ومشهود له”.
وأمل أن تُحْدث زيارة الوفد العماني تحولاً في مسار الحلول للقضية اليمنية، من دون الحاجة إلى الوصول إلى ما يتم التلويح به عسكرياً. وأكد أن الحديث عن “جاهزية القوات المسلحة ليس لمجرد التهديد، وقد خبِروها أخيراً في ميناء الضبة في حضرموت”.
وقال إنّ القوات المسلحة اليمنية لديها “اليد الطولى للوصول إلى أي نقطة، وهذا أمر لا نرغب في استخدامه إلّا في حالة اضطرارنا إلى الخيار العسكري”.
من جهته، وصف رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، أمس الأحد، لقاءات الوفد العُماني بقائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشّاط، ورئيس هيئة الأركان، اللواء الركن محمد الغماري، بـ”اللقاءات المثمرة”.