تسببت الإمارات بقيادة عائلة آل نهيان التي تعتبر العائلة الأغنى حول العالم بفعل العمليات المشبوهة وغسيل الأموال في تحول حياة كثير من الشعوب العربية والإفريقية إلى مأساة حقيقة.
وتمارس دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة محمد بن زايد وإخوته دوراً بالغاً في تخريب المنطقة العربية وبعض الدول الأفريقية والآسيوية من أجل تمرير مصالحها على دماء الشعوب. حيث اتجه بن زايد إلى دعم الانقلابيين والعصابات والجماعات المتمردة بالمال والسلاح والعتاد كي يتم له ما أراد فاستطاع بذلك القضاء على الثورة المصرية والسورية وتسبب في زعزعة استقرار ليبيا من خلال دعمه خليفه حفتر.
كما قام باجتياح اليمن بمساعدة السعودية وعملت على حصارها حتى مات أبناؤها وأطفالها جوعاً بفعل حصار الإمارات.. ووضع بن زايد عينه على بلاد القرن الأفريقي بعد اليمن فحاول السيطرة على بلاد الصومال والتي تشهد نزاعاً كبيراً بين حكومة فيدرالية معترف بها وبين الحركات المتمردة التي دعمتها الإمارات.
أما في ليبيا فسخرت كل الأدوات القذرة في يد الانقلابي خليفة حفتر والذي ارتكب جرائم حرب في حق أبناء الشعب الليبي.. لكن كان لتدخل الإمارات السافر في كل هذه البلدان دافعاً واضحاً فدخولها اليمن السعيد من أجل الاستحواذ على مقدراته وهو البلد الغني.
أما تدخلها في مصر للاستحواذ على ريادتها الإقليمية بالإضافة لموقعها الاستراتيجي، ودعمت قاتلاً متعطشاً للدماء فقتل 5000 شخص بيوم واحد على مرآي ومسمع من العالم.
الصومال
وتدخلت الإمارات بالصومال مستخدمةً النفوذ الاقتصادي وقامت باعتراف شبه ضمني من خلال التعاون الواقع مع حكومة “صوماليا لاند” أو أرض الصومال غير المعترف بها وعملت على إرساء حكمها هناك بل واستعانت في ذلك بشركات وأفراد “مرتزقة” كي تستحوذ على البلد الأفريقي العريق فكيف لعبت الإمارات هذا الدور في الصومال؟!.
موقع استراتيجي ونزاع طويل الأمد
تحدثت تقارير عن تدخل دولة الإمارات في النزاع الصومالي والذي يعود إلى عام 1991، وذلك من خلال شركة موانئ دبي التي تحاول أن تعزز من نفوذها، حيث استقبل رئيس “صوماليا لاند” موسى بيحي عبدي في قصر الرئاسة وفداً به الرئيس التنفيذي للشركة منذ أيام.
وخلال الاجتماع تم مناقشة القضايا المتعلقة بالمشاريع التي نفذتها دولة الإمارات في “صوماليا لاند” وخاصة في منطقة بربرة علاوة عن بعض المشروعات الأخرى التي دشنتها الإمارات هناك.
وبالرجوع للصراع القائم بين الحكومة الصومالية و”صوماليا لاند” لدى دولة الصومال اعتراف دولي على النقيض من “صوماليا لاند” ولذلك فإن الحكومة الصومالية ترى في ذلك تشجيعاً للانفصاليين ودعماً من الإمارات إليهم.
لذلك أدى التدخل الاقتصادي والعسكري لدولة الإمارات في إقليم “صوماليا لاند” توتر العلاقة مع الحكومة الفيدرالية الصومالية والتي ألغت كل الإتفاقيات التي وقعتها الإمارات مع الإقليم لكن حكومته تستمر بفعل السيطرة على بعض الأراضي الصومالية.
شركات ومرتزقة
في شهر مارس من العام العام الماضي أصدر مركز الديموقراطية للشفافية تحقيقاً تحدث عن دعم الإمارات للمرتزقة في أرض الصومال لتحقيق نفوذ مشبوه من قبل الدولة الخليجية.
وصف التحقيق هؤلاء المرتزقة التي تجندهم الإمارات بأنهم “صقلتهم عقود من المذابح لا يعرفون الشفقة ولا التسويات ويشكلون صورة الوحشية التي تتغذى على الدم والمال والخوف.
هؤلاء المرتزقة لم يكونوا السبيل للوحيد للإمارات من أجل السيطرة على البلد الأفريقي بل دفعت بعدد كبير من شركات المقاولات والتدريب والبترول وشركات تدريب الجيوش وعلى رأسها شركة Saracen International.
الخلاصة أن الإمارات دفعت بالمال والعتاد من أجل استمرار تقسيم دولة الصومال ليصب ذلك في مصلحتها كي تستطيع السيطرة على منطقة القرن الأفريقي تعمدت زيادة الشقاق بين الجانبين الصوماليين حتى قال أحد الوزراء الصوماليين أن الإمارات تعمد أن تصبح الصومال مثل ليبيا واليمن.
تنزانيا ومأساة الماساي
لكن تدخل الإمارات في تنزانيا كان بدافع مختلف يدل على جنون العظمة الذي أصيب به حكام تلك الدولة الخليجية ألا وهو الصيد والمتعة. منذ عشرات السنين تجمع عدداً من القبائل النيلية التي تعيش على رعاية الماشية بدولة تنزانيا بشرق وسط قارة إفريقيا واتخذوا من ذلك الموقع موطناً وتمت تسميتهم بقبائل الماساي.
عاش الماساي بسلام في تلك المناطق حتى ثمانينيات القرن الماضي حين عمد حكام الإمارات إلى الخروج في رحلات ترفيهية بتلك الأماكن الغنية بالحيوانات والطيور وكانت هذه اللحظة بداية المأساة الحقيقية.
في عام 1992 أسس نائب وزير الدفاع الإماراتي العميد محمد عبد الرحيم العلي شركة تدعى OBS في مقاطعة بيوليندو على مساحة 400 ألف هكتار والتي عمد لتحويلها محمية تابعة للإمارات.
وبمجرد أن تأسست الشركة قامت الشرطة التنزانية بطرد القبائل وتهجيرها من أراضيها، وفي عام 1993 زار حاكم إمارة دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تلك المحمية مع حاشيته وتم رصد تجاوزات عديدة قام بها المسؤول الإماراتي من قتل لحيوانات معرضة للانقراض ونقل بعضها إلى الدولة الخليجية.
فقامت القبائل بمحاولة إبلاغ السلطات بتلك التجاوزات لكنها استمرت في تهجيرهم وظلت الشركة الإماراتية تعمل حتى عام 2017.
رشوة وفساد
في عام 2017 قام وزير السياحة التنزانية بإنهاء امتياز الشركة الإماراتية التي ظلت على مدار ثلاثة عقود من العمل لا تقيم الرحلات السياحية لتنزانيا ولا تملك موقعاً إلكترونياً، مما يدل على أن الشركة كانت وهمية وأن الغرض من إنشائها هو تهجير تلك القبائل فقط.
علاوة على ذلك فقد تم اعتقال مدير شركة OBS لكن الشركة ظلت نشطة بسبب تقديم الإمارات ملايين الدولارات للجيش التنزاني والحكومة علاوة عن استثمارها في البنية التحتية بالدولة الإفريقية ولا عزاء للقبائل المهجرة.
وطبقاً للأرقام الأولية فإن عدد ما يقرب من 80 ألف شخص من قبائل الماساي قد اضطر بشكل جبري على ترك أرضه وموطنه من أجل متعة ورفاهية حكام الإمارات.
الخلاصة أن حكام الإمارات تدهس الشعوب بالقوة من أجل رفاهيتها أو قضاء وقتاً ممتعاً وهم يقتلون الحيوانات المعرضة للانقراض على أراضي الشعب الإفريقي المسكين الذي يهجر قسرياً بعدما عاش في تلك البقعة عشرات السنين.