أمريكا تصرخ أمام العالم اجمع بقتل الأطفال والنساء والرجال لتتخذ من قواعد الاشتباك تكريس لثقافة الكراهية والقتل للشعب اليمني وكعقيدة عسكرية لجيشها ترجمتها منذ عقدين بعدوان مارس عام 2015م.
فشتان بين من يصرخ ويحرض إعلاميا على قتل الأخرين وتدمير اوطانهم وبين من يصرخون دفاعا عن أنفسهم واوطانهم وشعوبهم وثرواتهم ضد إمبراطورية الأرهاب و الشر و القتل و الأجرام.
ذبح اليمنيين
بتكلفه 60 مليون دولار قامت (البنتاجون) وزارة الدفاع الأمريكي بالاشتراك مع هوليود بانتاج فيلم (قواعد الاشتباك ) وبمدة مشاهدة 128 دقيقة وتم عرضه مطلع ابريل عام 2000م لاقى نجاحا كاسحا طيلة أسبوعين كاملين.
في حين وصفته ( لجنة الأمريكيين العرب لمناهضة التمييز ) بأنه ( قد يكون أشد الأفلام العنصرية وحشية وضرارة في معاداة العرب تنتجه شركة هوليودية في تاريخ السينما ) ورغم المدافعين على الفيلم على أنه ( لم يكن اتهاما أو تجريما لأية حكومة أو ثقافة أو شعب) لكن في مراجعته النقدية وصف أن ( المتفرجين هللوا وصفقوا حين قتل وذبح مشاة البحرية الأمريكية المدنيين اليمنيين).
تدور احداث الفيلم الأمريكي ( قواعد الأشتباك ) في اليمن حيث حوصرت السفارة الأمريكية من قبل عدد من المحتجين ثم أرسلت وحدة من مشاة البحرية (المارينز) من حاملة طائرات قريبة – من السواحل اليمنية فهذه احدى اخطار تواجد الاساطيل البحرية الامريكية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ويزداد هذا الخطر شدة بعدوان 2015م – لتعزيز أمن السفارة وإجلاء العاملين فيها إذا دعت الحاجة وحين اقتربت الحوامة احتل مسلحون مواقع لهم على أسطح المنازل المجاورة وأخذوا بإطلاق النار على السفارة في الساحة التي تطل عليها السفارة.
ومازال المتظاهرون المحتجون متجمهرين يرددون الهتافات ويلقون الحجارة على المبنى. وتستمر احداث الفيلم بدخول وحدة المارينز مجمع المباني وتعرضت لرصاص القناصة المتمركزين على الأسطح المجاورة وما ان تم إجلاء السفير وعائلته وأصيب بعض أفراد الوحدة حتى أصدر الضابط المسؤول أمرا بفتح النار لا على القناصة بل على الحشد المتجمع في الساحة.
فقتل المارينز عدا كبيرا من الرجال والنساء والأطفال وعند هذا المشهد من الفيلم ( هلل المتفرجون في الصالة وصفقوا) وحين أوقف مشاة البحرية إطلاق النار هدأ المشهد ولم يبق أحد في الساحة إنها مجزرة راح ضحيتها ثلاثة وثمانون قتيلا ومئات الجرحي.
تضليل الحقائق
يشير كل من سردار و ديفيز مؤلفي كتاب ( لماذا يكره العالم أمريكا) إلى مجريات احداث لفيلم انه بعد ذلك تحولت إلى دراما مؤثرة تدور داخل قاعة المحكمة فقد وجهت تهم بالقتل والسلوك غير اللائق وخرق السلام ضد عقيد مشاة البحرية الذي أصدر الأمر بارتكاب المجزرة.
ومع تقدم سير المحاكمة يتضح ان هؤلاء المتظاهرون الذين قدموا في بداية الفيلم على انهم ضحايا مدنيين أبرياء ليس سواء ارهابيون حتى الأطفال والنساء، حيث وجدت نسخ من أشرطة التسجيل على أرض السفارة المدمرة بل حتى إلى جانب أسرة الجرحى وحين ترجمت هذه الأشرطة في المحكمة كشف غنها تحتوي إعلان الجهاد المقدس ضد امريكا ودعوة إلى قتل كافة الأمريكان مدنيين وعسكريين.
وتستمر احداث الفيلم بتعبيه الجمهور بكشف ان كل المتظاهرين يحملون أسلحة بمن فيهم النساء والأطفال بل إن النساء كن يخرجن السلاح من تحت العباءات السوداء وأطلقوا جميعا النار على المارينز حتى الفتاة الصغيرة العرجاء التي ظهرت في عدة مشاهد وهي تتعثر على عكازين وبدأ شكلها مؤثرا بوجهها الجميل وعينيها النجلاوين تحولت إلى قاتلة شيطانية تسدد مسدسا على الجنود الأمريكيين المدججين بالسلاح !
إعلام هوليود
المصدر الرئيسي لمعلومات الرأي العام الأمريكي حول سياسة الحكومة الخارجية هو هوليود بكل صورها الخيالية المريعة وخطابها المنمق المرعب عن الخير والشر. في الواقع شارك البنتاجون مع هوليود في إنتاج الفيلم مثلما فعل في كثير من الأفلام التى تمجد المؤسسة العسكرية وحين قدمت الشكاوى ضده صرح الناطق باسم وزارة الدفاع (كينيث بيكون ) حيث أشار أن الأفلام السينمائية توفر صورة نزيهة ودقيقة كما يأمل للجندي الأمريكي.
والسؤال من هي الجهة التي تدقق وتتفحص وتقدم المشورة فيما يتعلق بتقديم الناس وحشد الأعداء وغرس ثقافة الكراهية ضد المسلمين عامة واليمنيين خاصة لقتلهم على شاشة هوليود ليرد السفير اليمني الهاجري محتجا ( فجأة أصبح اليمنيون رجالا ونساء وأطفالا إرهابيين ويريدون قتل الأمريكان أنه لأمر شائن وفاضح ؟! ).
أما جاك شاهين مؤلف كتاب ( صورة العرب على شاشة التلفزيون ) فقد قال: ( إنه يعتبر الفيلم الأسوأ في تاريخ السينما فهو ينقل رسالة بسيطة من المناسب والصائب أخلاقيا قتل العرب وذبح حتى أطفالهم ) وأضاف إن هوليود تجد ( من المقبول تماما ذم وقدح وأبلسة كل عربي ومسلم كائنا من كان).
سفير امريكي سابقا في اليمن
فيما نقل عن وليام رو سفير امريكي سابقا في اليمن، قوله: (بأنه فيلم منحاز يعزز الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب.. وإنه تشويه الحقائق ناتج عن الجهل ) -ثقافة القتل لم تكتفي امريكا بقوتها العسكرية لقتل الأخرين بل استخدمت الإعلام عبر هوليود كسلاح ضد الأخرين ووصفهم بالارهاب لتحقيق اطماعها خارجيا وتوجيه الرأي الأمريكي داخليا وغرس فيهم ثقافة الكراهية والقتل وانهم محاطون باعداء يحب قتلهم وهذا ما شوهد في فيلم قواعد الأشباك حينما هلل وصفق الجمهور وهم يشاهدون جنود مشاة البحرية الأمريكية يقتلون ويذبحون الأطفال والنساء والرجال الأبرياء انها امبراطورية الأرهاب والشر.
فهذا هارولد بنتر كاتب مسرحي مشهور انتقد امريكا بقسوة كاشف حقيقتها إذ قال: ( مارست أمريكا سياسة القوة بطريقة مستدامة ومنهجية ووحشية ورصينة وغير قويمة في مختلف أرجاء العالم في حين قنعتها بقناع القوة الهادفة لصلاحه وخيره وهي دولة متغطرسة تزدري القانون الدولي ولا تبالي به وتتجاهل وتستغل وتتلاعب بالأمم هذه هي الآن أخطر قوة عرفها العالم في تاريخه).