ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة، اليوم الأربعاء، كلمة في الذكرى السنوية للشهيد تحدث من خلالها عن أهمية الشهادة وثقافة الاستشهاد وثمار الشهادة في سبيل الله، كما تطرق إلى الوضع الحالي للبلد وما هي المشكلة بيننا وبين قوى العدوان وماذا يريد الأعداء من شعبنا خلال فترة الهدنة وما الهدنة على موقفنا من استقلال بلدنا ومواقفنا الخارجية، محذرا قوى العدوان من أن تتجه الامور نحو التصعيد فالعمليات العسكرية القادمة ستكون أكبر مما حدث خلال الفترة الماضية بكثير.
وفي كلمته أوضح قائد الثورة أن لدينا مشكلتان مع قوى العدوان على أساسهما يحارب تحالف العدوان شعبنا العزيز، المشكلة الاولى هو التوجه التحرري لأحرار الشعب اليمني الذين يريدون لوطنهم أن يكون بلداً حراً عزيزاً كريماً مستقلا على اساس من هويته الايمانية وانتمائه للإسلام.
قواعد الحوار
وحدد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قواعد الحوار مع تحالف العدوان السعودي الامريكي واضعا عددا من النقاط في خطابه الذي القاه اليوم بمناسبة ذكرى اسبوع الشهيد. حيث اكد قائد الثورة عدم التفريط بالحرية والاستقلال وعدم القبول بالتطبيع مع إسرائيل ورفض معادة إيران أو التنازل على المرتبات وهي النقاط التي حددت قواعد للحوار والسلام للمرحلة المقبلة وفق مراقبون.
ورفض السيد عبدالملك الحوثي وصف القبول بذلك بالمرونة السياسية, حيث قال “مشكلتهم مع شعبنا أنهم يريدونه محتلا فاقدا للاستقلال والحرية، ويمسخون هويته الإيمانية “. وأضاف “لا يريدون جيشا يحمي استقلال وسيادة البلد، ويريدون مجاميع من المقاتلين تتقاتل تحت إمرة الضباط الإماراتيين والسعوديين الذين هم تحت إمرة ضباط أمريكيين وبريطانيين وإسرائيليين”.
واكد عدم القبول بأن يكون اليمن محتلا بالقوعد الامريكية والبريطانية والإماراتية والسعودية, مشيرا بالقول “لن نقبل أن يتحكم المحتلون بالوضع السياسي في اليمن وأن ينهبوا ثرواته”.كما أكد على رفض التطبيع ومعادة الجمهورية الإيرانية، ورد عن ذلك بالقول:” إيران لم تحاربنا ولم تعتدِ علينا بل أعلنت موقفا متميزا عن كل الدول في التضامن مع شعبنا”.
مضيفا “يريدون منا أن نعادي حزب الله الذي وقف أشرف موقف معنا، ويريدون أن نعادي أحرار العراق دون أن يفعلوا أي شيء ضدنا “. واكد ايضا على الإصرار على خيار التحرر والاستقلال و رفض معاداة أي بلد إسلامي من أجل أمريكا وإسرائيل.
وحول المرتبات اشار قائد الثورة بالقول: “طالما يستكثرون على شعبنا الحصول على المرتبات وحقوقه المشروعة فهذه مشكلة كبيرة، ونحن لن نتنازل عن حقوق شعبنا”. ورفض السيد عبدالملك الحوثي وصف القبول بتلك المطالب بالمرونة السياسية, متسائلا: “هل المرونة السياسية هي أن نقبل بالاحتلال وبإخضاع شعبنا العزيز الحر للهيمنة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والسعودية والإماراتية؟”.
واشار الى ان الأمور لا تزال تراوح مكانها لأن الأمريكي -وهو أصل المشكلة- مستفيد من الحرب ولا يريد إلا سلامًا يستفيد منه هو، وهذا السلام استسلام بالنسبة لنا. وأكد الاستعداد لاي تصعيد والتحرك بما هو أكبر من كل المراحل.
ولفت السيد إلى أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني والكثير من الدول الأوروبية وأدواتهم في المنطقة كلهم يردون اليمن أن يكون محتلاً خاضعا بالمطلق لهم، مستسلما لهم، خانعا لهم وأن تكون مصلحتهم هي المأخوذة بعين الاعتبار.. مضيفا أنهم يريدون أن يجعلوا لهم قواعد عسكرية في أي مكان استراتيجي في البلد، في الجزر وفي المحافظات المهمة ويريدون أن يسيطروا على المنشآت الحيوية وأن يكون الوضع السياسي خاضعا لهم إلى درجة أن يكونوا هم من يختار من يكون رئيسا أو رئيس وزراء أو وزير إلى مستوى مدير، فيريدون أن يكون لهم أولا حق الاختيار .
كما أكد السيد أن الأعداء يريدون أن تكن سيطرتهم على البلد فيما يتعلق بالثروات ، فيريدون أن تكون مصالح الشعب من نفطه وغازه، وأن تكون لهم هم، وأن لا يحصل الشعب إلا على القليل القليل والفتات اليسير وأن يبقى الوضع الاقتصادي مأزوما للغاية وأن يبقى الشعب يعاني أشد المعاناة فيما تذهب مئات المليارات لصالح الشركات الأمريكية والكندية والفرنسية، ويمكن أن يعطوا بعض الخونة الفتات كرشوة ويبقى الشعب يعاني.
حرمان الشعب من حقوقه
وواصل السيد القائد حديثه عن مؤامرات الأعداء بحق الشعب اليمني، مؤكدا أن قوى العدوان أثناء الهدنة وما بعد الهدنة يستكثرون على شعبنا أن يحصل على المرتبات من نفطه وغازه وعندهم مشكلة كبيرة جدا أن يحصل الشعب اليمني على حقوقه ، بينما هي حقوق للشعب اليمني في كل قوانين الدينا ولكنهم يحاولون ان يمنعوا ذلك ويستكثرون على شعبنا أن تدخل المشتقات النفطية والبضائع بثمنها وقيمتها إلا بعد عناء شديد، وبشكل مستمر يتقطعون في البحر للسفن حتى وأن السفن تكون مرخص لها ومفتشة ولم يبقى إلا أن تتجه الى ميناء الحديدية فيحاولون منعها ويؤخرون إدخالها حتى يتحمل التاجر تكاليف إضافية تضاف إلى قيمتها على المواطن .
وأكد أن قوى العدوان تريد أن يعاني كل مواطن وأن يعاني الطبقة الكبيرة من الشعب وهم الفقراء ، فيستكثرون على المواطن اليمني ان تصل البضائع بأسعارها الحقيقية وهكذا يحاربون هذا الشعب وهذه الحرب تأتي في إطار توجههم العدائي للشعب.. موضحا أن كل هذه الممارسات تلحق أضرارا بكل الشعب حتى في المناطق المحتلة فالوضع الاقتصادي لا يقل سوء عن الوضع الاقتصادي في المناطق الحرة بل الوضع هناك أسوأ بكثير.
يريدون يمناً محتلاً
ولفت السيد إلى أن مشكلة قوى العدوان معنا أنهم يريدون يمنا محتلا فاقداً للحرية والاستقلال ويتحكمون به في كل الأمور صغيرها وكبيرها ويمسخون هوية الشعب الإيمانية التي شرفه الله بها وأعلنها رسول الله يوم قال :الايمان يمان والحكمة يمانية”.
وأضاف أن قوى العدوان تعمل هكذا في بقية الأمور، فعلى مستوى الجيش لا يردون جيشا وطنيا يحمي بلده من الاحتلال ويحمي سيادة واستقلال البلد، بل يريدون مجاميع من المقاتلين تحت اسماء متعددة يقاتلون تحت إمرة الضابط السعودي والإماراتي وأولئك تحت أمرة الأمريكي والإسرائيلي وهذا هو الوضع الذي يصممون عليه واقع بلدنا.
لن نقبل بما يريده الأعداء
وأكد السيد أننا لن نقبل لهم بذلك و لو قبلنا لكان خسارة لنا في الدنيا والآخرة ، لأنه ما الذي يمكن أن يجعلنا أن نقبل بذلك؟ هل أن هذا سيخرجنا من بعض المعاناة التي نعاني منها ونحن في الموقف الصحيح؟.. مؤكدا أن النتيجة لن تكون إلا ما هو أسوأ من ذلك من المعاناة و بدون أثر ولذلك لا يمكن أن نقبل بما يريدونه.. فهم يريدون أن يكون بلدا محتلا وأن يأتي الامريكي ويضع فيه القواعد العسكرية أينما يريد و في اهم المناطق الاستراتيجية ، كما يريدون أن يتحكموا في الوضع السياسي من مستوى تعيين رئيس إلى مدير عام وأن ينهبون الثروات وهذا ما لا يمكن أن نقبل به.
وأكد السيد أن المحافظات التي لم تكن فيها مواجهات في حضرموت والمهرة وسقطرى قد فضحتهم وفضحت أهدافهم بأنها أهداف احتلال فقد ذهبوا إلى تلك المناطق ليبنوا فيها قواعد عسكرية مع انه لا يوجد هناك جبهات ، لذلك هم يريدون البسط والتحكم والسيطرة على البلد وبدون أي ذرة احترام فهم لا يحترمون حتى من خانوا وطنهم.. فالبعض من الخونة يذهب لرهن زوجته عند السعودي وعند الاماراتي ليثبت صدق خضوعه لهم.
التحدي الثاني: السيطرة على موقفنا الخارجي
وأوضح السيد أن التحدي الذي نواجهه هو موقفنا الخارجي فقوى العدوان يريدون منا أن نتوجه توجهاتهم وأن نطبع العلاقات مع ” إسرائيل” ونعادي الشعب الفلسطيني وأن نعادي إيران وبغير أي سبب ، فإيران ليست من حارنا ولا اعتدى علينا ولا فعلت بنا أي شيء بل أعلنت موقفا متميزاً عن كل الدول في التضامن مع شعبنا العزيز.
وأضاف أن قوى العدوان تريد منا في موقفنا الخارجي أن نعادي حزب الله الذي وقف موقف شرف لا مثيل له في الوطن العربي، فلماذا نعاديهم وما الذي فعلوه بنا، فليسوا هم من قصفونا بالطائرات وقتلوا الآلاف من أطفالنا.
مشكلتنا مع العدوان على المستوى الوطني
كما تحدث السيد عن مشكلتنا مع قوى العدوان على المستوى الوطني.. مؤكدا أننا نصر على التحرر والاستقلال والعيش بكرامة لأن هذا جزء من ديننا وحريتنا جزء اساسي .
وأكد السيد أننا لن نعادي أي بلد اسلامي من أجل امريكا أو من أجل ” إسرائيل” و لو فعل عملائهم ما فعلوا وقالوا ما قالوا فموقفنا واضح ومبدئي وهو موقف عام تجاه أي بلد اسلامي.. موضحا أننا لسنا الإماراتي أو السعودي أن نوطن أنفسنا على تلقي التوجيهات من أمريكا.. فالإماراتي والسعودي اتخذوا حتى مواقف من الفلسطينيين خدمة للعدو الاسرائيلي وصنفوا حركات المقاومة الفلسطينية بالارهاب وهي تتصدى للعدو الاسرائيلي المحتل لفلسطين باجماع كل الدنيا، وأقدموا على سجن أعضاء من حركة حماس بتهمة موقفها من ” اسرائيل” هذا
لا تنازل عن الحقوق المشروعة
وأكد السيد أن قوى العدوان تستكثر على شعبنا الحقوق المشروعة وهذه مشكلة كبيرة لأنه لا يمكن أن نتنازل عنها، لأن هذا المقام ليس مقام المناورات السياسية حين يصورنا البعض أننا لا نمتلك المناورة السياسية .. مؤكدا أننا لن نقبل باحتلال البلد ولن نقبل بإخضاع الشعب ولن نعيش تحت الهيمنة الامريكية ، فالحرية أمر لا يمكن أن ندخله في مزاد المساومة، والعزة والكرامة لا وجو للتنازل عنها في قاموسنا الساسي.
وعلى المستوى الاقتصادي فأكد السيد أننا لا يمكن أن نقبل بأن يصل ظلمهم بشعبنا بأن يمنعونا حتى من الاحتياجات الضرورية لأنها استحقاق لنا، فحتى في القانون الدولي الذي لم يعملوا به .. فهم يمنعون عن هذا البلد وصول ما يستحق وصوله وما هو مكفول له كحق.
مؤكدا أن هذه هي المشكلة التي تدور عليها الآن رحى الصراع بيننا وبينهم فلا زالت الأمور تراوح مكانها هنا.. لان الأمريكي وهو أصل المشكلة مستفيد من الحرب وهو لا يريد إلا سلاما يستفيد منه والسلام الذي يستفيد منه الامريكي هو استسلام لنا واستباحة لحقوق الشعب واهانة ومصادرة للحرية والاستقلال وهذا ما لا يمكن أن نقل به.
اذا اتجهت الأمور للتصعيد
وشدد السيد أن على قوى العدوان أن يراجعوا سياساتهم فإذا اتجهت الأمور الى التصعيد نتيجة لتعصدهم فإننا معنين أن نستعين بالله كما كنا في المراحل السابقة ، موضحا أن النتيجة كما كانت في المراحل الماضية حيث كان موقفنا يزداد فاعليا أكثر فأكثر وكانت بتوفيق الله الضربات اكبر واكبر .
وخاطب السيد شعبنا اليمني العزيز .. مؤكدا أن الأعداء خلال هذه المرحلة يتجهون إلى ان يضعوننا في خيارات غير منصفة والشيء الذي لا يمكن أن نقبل به هو التفريط في كرامة الشعب واستقلال البلد وغير ذلك لدينا مرونة ونحن حريصون على وقف الأحداث لكن موقفنا هو الدفاع.
وقال السيد ” اذا عادوا للتصعيد فنحن جاهزون للتحرك بما هو أكبر من كل المراحل الماضية وأملي في الشعب أن يكون أكثر وعيا وبصيرة وأكثر عزما وارادة في مواصلة التصدي للأعداء لأن ظلمهم لبلدنا ظلم كبير نظلم وواضح ووصل الأمر إلى أن تصبح الصورة السوداوية معروفة عن قوى العدوان في كل العالم ، فالصيت السعودي والإماراتي هو صيت اجرامي ووحشي وسمعتهم سيئة وانهم ارتكبوا الجرائم البشعة.
ما يعنينا في الداخل
وفيما يتعلق بالداخل وفيما وصلنا اليه والذي تحقق هو الشي الكبير فيما مررنا به من تحديات ومخاطر إلا ان العنوان هو الحفاظ على تمساك الجبهة الداخلية وتعزيز روابط التماسك والعمل بكل ما نستطيع على اصلاح وضع البلد الداخلي فالأعداء يستهدفون الوضع الداخلي ويستغلون المشاكل فتعزيز الجبهة الداخلية مهم جدا والمعني الأول هو الجانب الرسمي فهم معنيون بالارتقاء في خدمة الشعب ومعالجة الاختلالات وتجاوز المصالح الشخصية وهذا له اهمية في تعزيز الجبهة الداخلية فكلما كان المسؤولين يبذلون الجهد وهم على قرب من الناس ويبذلون كل جهد فله اهمية وتأثيره ايجابي بشكل كبير في تماسك الداخل في مختلف المجالات.
كما أكد السيد أن على المسؤولين أن يحملوا النظرة الاستيعابية وينظروا للشعب كشعب عام فمسؤوليتهم تجه الشعب بشكل عام. كما أنه لتعزيز الجبهة الداخلية فأكد السيد على أهمية السعي لتقوية الروابط بين الجبهات الرسمية والجهات الشعبية وان تتظافر الجهود فالتعاون يمكن من خلاله ان نتغلب على التحديات مهما كانت وان تتفعل طاقات وجهود الشعب وهي كبيرة حينما تأتي حالة التعاون .
كما أكد السيد أن من الأشياء التي ينبغي الحذر منها هي مساعي الفرقة والتي يشتغل عليها الاعداء والعنوان العنصري كذلك العدو يشتغل عليها فالشعب له هوية ايمانية وله في واقعه الحياتي الواقع الوطني نحن أبناء أمة واحدة انتمائها ومصيرها واحد فيجب أن نعوز حالة التعاون ون ننبذ كل مساعي الفرقة على المستوى الاجتماعي والعدو لا يألوا جهدا ان يستغل أي فرصة أو أي نزاع على ليؤجج نيران الفتن لسفك الدماء والغرق والانشغال في مشاكل هنا وهناك، كما ينبغي أن نعزز هويتنا الجامعة والقواسم المشتركة التي تجمع بين أبناء الشعب ايمني وأن نعي أساليب العدو للحذر منها.