العدوان السعودي الإماراتي على اليمن كشف ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي حيث إنه ومنذ بداية العدوان على اليمن أثبت المجتمع الدولي تجرده من المواقف والمبادى الاخلاقية. فخلال السنوات الماضية كان هناك صمت عالمي وانحِياز دولي للعُدوان السعودي الإماراتي على اليمن.
المجتمع الدولي وقادة الدول لم يكتفوا بالصمت تجاة الجرائم التي قام بها التحالف السعودي بحق أبناء الشعب اليمني بل صدرت المواقف تلو الاخرى التي أيدت العدوان السعودي على اليمن وتجاهلت المأساة التي سببها التحالف السعودي في اليمن.
وفي هذا الصدد وعلى الرغم من أن التحالف السعودي ارتكب العديد من المجازر بحق أبناء الشعب اليمني وعمل على تدمير المنشآت الحيوية المدنية والعسكرية والمرافق الصحية وغيرها من المؤسسات فإن الإدنات التي صدرت أثبتت النفاق الدولي ففي الوقت الذي يتعرض فيه الشعب اليمني لعملية إبادة ممنهجة وقتل جماعي من قبل تحالف العدوان لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا.
بينما إنه وعقب كل عملية مشروعة قامت بها القوات المسلحة اليمنية في الداخل اليمني ضد أهداف عسكرية للعدوان السعودي يخرج المجتمع الدولي عن صمته ويدين القوات المسلحة اليمنية ويعتبر أن ذلك يهدد الامن والسلم. وفي هذا السياق تُطرح العديد من التساؤلات حول تلك المواقف المخزية التي تصدر بين الحين والاخر فهل يريد المجتمع الدولي وقادة تلك الدول أن يسمح الشعب اليمني للتحالف السعودي الإماراتي بتدمير ونهب ثروات اليمن دون وجه حق ؟
تصريحات مخزية وهزلية
في ظل العدوان القائم على اليمن لطالما صدرت العديد من المواقف والتصريحات المخزية والتي هي بالحقيقة مواقف داعمة للعدوان السعودي متجاهلة معاناة الشعب اليمني فمن ضمن المواقف والتصريحات التي صدرت خلال الأيام الماضية تلك التي حذر فيها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من تداعيات ما وصفه بهجمات حركة أنصار الله على جهود السلام في اليمن، والوضع الإنساني في البلد الذي يمزقه الصراع منذ 8 أعوام.
وقال غروندبرغ خلال إحاطة قدمها إلى جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن مستجدات الأوضاع في اليمن: “نفَذت أنصار الله هجمات على محطات وموانئ نفطية في محافظتي حضرموت وشبوة بهدف حرمان الحكومة اليمنية من مصدر إيراداتها الرئيسي من تصدير النفط، هذه الهجمات وآخرها حصل البارحة في ميناء الضبة في حضرموت لها تبعات وانعكاسات اقتصادية خطيرة.
حيث إن استهداف البنى التحتية وتهديد الشركات النفطية يقوّض رفاه كامل الشعب اليمني، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد عسكري واقتصادي”.وتابع: “إضافة إلى خطر تصاعد العنف وتقويض جهود الوساطة الحالية، إن الاعتداء على البنى التحتية المدنية محظور بموجب القانون الإنساني الدولي.. ويمكن أن تفاقم هذه الهجمات من الوضع الاقتصادي والإنساني”.
في السياق نفسه أصدر ممثل أمريكا لشؤون اليمن و خلال رحلته إلى المنطقة لعقد اجتماعات في عمان والسعودية ، بيانًا وطالب “الحوثيين بوقف هجماتهم على الموانئ والتي إعتبر انها تؤثر على إمدادات الطاقة في العالم.وزعم هذا المسؤول الأمريكي في بيان الخارجية الأمريكية: في هذه اللحظة الحرجة، نذكر الحوثيين بأن اليمنيين يريدون السلام وليس العودة إلى الحرب! إن مثل هذه الهجمات لا تؤدي إلا إلى زيادة خطر دفع اليمنيين إلى دوامة العنف والمعاناة.
تواطؤ الأمم المتحدة مع التحالف تسبب في أزمة إنسانية هي الأسوأ
فيما يخص التصريحات الصادرة من قبل الامم المتحدة فهي تصريحات هزيلة حيث إن حكومة الانقاذ الوطني دعت مرات عديدة موافقتها لوقف استهداف الضربات ضد التحالف السعودي بشرط إنهاء الحصار على اليمن والتوقف عن نهب ثروات اليمن ولكن التحالف السعودي لم يستجب لذلك، وهنا لابد من الاشارة بكل وضوح إلى ان الضربات التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية هي في إطار الرد المشروع وفي إطار الدفاع عن اليمن وثرواته وسيادته. وفي هذا السياق فإن الضربات التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية جاءت بعد عدة تحذيرات لم تستجب السعودية لها.
من جهةٍ اخرى وحول فشل الامم المتحدة في اليمن يمكن القول إنه لم يحدث أن تعرضت القوانين الدولية لهذا القدر من التعطيل مثل ما يحدث تجاه اليمن فمنذ اليوم الأول لهجمة التحالف العسكرية على اليمن، تم تغييب القانون الدولي والأعراف الإنسانية عن ما يحدث بحق اليمنيين من جرائم قتل ممنهجة بفعل الحصار والقصف.فهناك الكثير من الإجحاف الذي يتعرض له الشعب اليمني، على يد التحالف بتشجيع الأمم المتحدة.
لذلك يتوجب على الأمم المتحدة ومبعوثها هانز غروندبيرغ مراجعة مواقفهم والتراجع عن مسايرة التحالف لتجويع الشعب اليمني، وخصوصاً أن غروندبيرغ نفسه كان قد طالب في احاطته أمام مجلس الأمن في أكتوبر العام الماضي “بوقف التصعيد الاقتصادي” وهي مطالبة جاءت بعد سلسلة من التصريحات لنفس المبعوث اعتبر فيها أن الحرب الاقتصادية هي أكبر معضلة يعاني منها الشعب اليمني.
الدعم الأمريكي للتحالف السعودي.. هو سبب المعاناة في اليمن
تدين الولايات المتحدة جرائم الحرب المحتملة المرتكبة في نزاعات مسلحة ، لكنها تواصل دعم التحالف الذي يرتكب انتهاكات مماثلة في اليمن. وفي هذا السياق قال مدنيون يمنيون إن الولايات المتحدة، عبر تزويد الأسلحة المستخدمة لاستهدافهم، تساهم في نشر العداء والألم والكراهية. يقول اليمنيون إنهم يدركون جيدا أن بعض القنابل التي تسقط على منازلهم ورؤوسهم مصنوعة في الولايات المتحدة، كما أظهرت مرارا مخلفات الأسلحة التي عثر عليها الصحفيون والباحثون وغيرهم في مواقع الضربات.
حيث تواصل الولايات المتحدة عدم إظهار الالتزام الكافي لضمان المساءلة عن الجرائم المحتملة لحلفائها، السعودية والإمارات، ودورها في ذلك، بعد ثماني سنوات من تجاهل تحذيرات المنظمات الحقوقية بشأن تواطؤ الولايات المتحدة المحتمل في جرائم خطيرة في اليمن، وهنا لابد من القول يجب على واشنطن عكس مسارها واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء تواطئها، بما في ذلك عن طريق تعليق مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات إلى أن تتوقفا عن شن الغارات الجوية غير القانونية. على الولايات المتحدة أيضا أن تجري تحقيقات ومحاكمات ذات مصداقية في الانتهاكات السابقة المزعومة.
في هذا السياق يمكن القول إن التصريحات التي صدرت موخراً تحمل ازدواجية واضحة فالتصريحات التي أصدرها ممثل أمريكا لشؤون اليمن هي تأتي في إطار الدعم للتحالف السعودي والذي أعلن عن بداية من واشنطن فليس مستغربا أن المواقف التي تصدر من الجانب الامريكي هي بالاساس دعم للتحالف السعودي وهنا لابد من الإشارة إلى أن تلك التصريحات تجاهلت تماماً العدوان السعودي على اليمن.
وأن السبب الحقيقي لما وصلت اليه اليمن اليوم هو بفعل العدوان السعودي والذي دعمته الولايات المتحدة الامريكية بشكل مباشر او غير مباشر حيث ان هذا العدوان تم بتاييد الولايات المتحدة الامريكية وخلال كل السنوات الماضية قدمت الولايات المتحدة الامريكية الدعم اللوجستي وجميع أنواع الاسلحة للتحالف السعودي لاستخدامها لقصف الشعب اليمني
في الختام لا يخفى على أحد أن ثروات اليمن وخلال كل السنوات الماضية تعرضت للنهب والسرقة من قبل التحالف السعودي الإماراتي حيث استمر التحالف السعودي بنهب ثروات اليمن من الموانئ اليمنية وعمل على تصديرها إلى الخارج بطرق غير قانونية وخالف بذلك كل القوانيين الدولية التي تنص على احترام سيادة البلدان.
القوات المسلحة اليمنية أصدرت مرات عديدة تحذيرات لقوى التحالف بالكف عن نهب الثروات اليمنية ولكن التحالف السعودي الإماراتي استمر في نهب ثروات اليمن رغم التحذيرات التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية وهنا كان لابد للقوات المسلحة اليمنية أن توجه رسائل تحذيرية لقوى التحالف، جاءت الرسائل التحذيرية عبر إطلاق القوات المسلحة لطائرات ضد سفن تابعة للتحالف كانت تعمل على سرقة النفط اليمني وهنا لابد من الإشارة إلى ان تلك الضربات التي نفذتها القوات المسلحة لم تكن الا مجرد رسائل تحذيرية.
رغم الضربات التحذيرية التي أطلقتها القوات المسلحة لم تستجب قوى التحالف السعودي للكف عن نهب ثروات اليمن وهذا ماجعل القوات المسلحة وحكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني توجه خطاباً شديد اللهجة لقوى التحالف السعودي وجاء في ذلك الخطاب أن القوات المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية والاستعداد لتنفيذ ضربات حقيقة ضد السفن التي تحاول نهب ثروات اليمن.