قالت صحيفة “آيرش تايمز”الأيرلندية إن الحرب المستمرة في اليمن منذ سبع سنوات دمرت تراثها المعماري الفريد. وأن التحالف الذي تقوده السعودية دمر المواقع الأثرية عمداً.. ومع ذلك لقد تم نهب الآلاف من القطع الأثرية القديمة والإسلامية وتهريبها خارج البلاد لبيعها عبر الإنترنت أو من قبل دور المزادات في الغرب.
وأكدت الصحيفة أن مركز الهدهد للدراسات الأثرية في صنعاء أفاد عن سرقة 4265 قطعة أثرية.. ومن بين هؤلاء، يذكر إنه تم بيع 2523 مقابل 12 مليون دولار لهواة جمع التحف والأثار في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل وهولندا. وذكرت أنه قد تم بيع أكثر من 2000 من هذه القطع الأثرية بالمزاد العلني في الولايات المتحدة، والتي بذلت في السنوات الأخيرة جهودا جادة لاستعادة وإعادة القطع الأثرية الإقليمية المسروقة إلى بلدانها الأصلية.
وأفادت انه بينما يعرف العراق ومصر عالميا باسم مهد الحضارة، فإن اليمن، الذي أطلق عليه الرومان اسم “العربية السعيدة”بسبب مناخها اللطيف، يحظى بالاحترام في الشرق الأوسط باعتباره أساس مهد الحضارة العربية. وأوردت أن عملية نهب اليمن بدأت في القرن التاسع عشر، لكن التدفق المتسارع للقطع الأثرية، المسماة “آثار الدم”، حدث على طول طرق المهربين عبر السعودية والإمارات منذ أن قاتلوا قوات صنعاء في اليمن.. في حين تم نقل معظم الآثار والكنوز إلى الغرب، انضم بعضها إلى مجموعات خاصة في قطر والكويت.
وكشفت أن استمرار تدمير ونهب التراث الثقافي اليمني هو أقل أبعاد هذا الصراع ذكراً.. لقد تعرضت مواقع التراث الثقافي الثلاثة لليونسكو – مدينة شبام الشاهقة المبنية من الطوب الطيني، وصنعاء القديمة ومدينة زبيد إحدى أقدم مدن اليمن – لأضرار جانبية خلال الغارات الجوية السعودية. وتابعت أنه تم أضافتهم ومواقع أخرى تعرضت للقصف، بما في ذلك سد مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد، على قائمة اليونسكو المهددة بالانقراض..ومن الأمثلة الرئيسية على الدمار والنهب متحف تعز، الذي كان ذات يوم قصرا عثمانيا، والذي احتلته قوات المرتزقة التي ترعاها السعودية.
وبحسب الصحيفة، قامت قوات المرتزقة بنهب المخطوطات والمنحوتات الحجرية والسيوف والدروع، التي تم استرداد بعضها.. بيد أن عملية الإعادة إلى الوطن صعبة جداً.. سيما والبلد في حالة حرب.. لكن يبدو أن سرقة وتهريب الآثار كانا موجودان قبل فترة طويلة من الصراع.
وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في يونيو 2015، بعد ثلاثة أشهر من التدخل السعودي الإماراتي، أشارت عالمة الآثار الفلسطينية الأمريكية لمياء الخالدي إلى أن النهب من أجل تحقيق مكاسب مالية قد اقترن بـ ثقافة التسليح.. ومع ذلك أن هذا هو التدمير المتعمد للمواقع التراثية اليمنية من قبل السعوديين.
وفي السياق ذاته كتبت العالمة أن الأيديولوجية يبدو أنها تقود السعوديين” الحرب الجوية ضد الأدلة المادية لحضارات اليمن القديمة.. لقد تم تدمير التراث الثقافي لليمن من قبل أطراف الصراع والقاعدة والعصابات الانتهازية حيث تم دمرت أفقر دولة في المنطقة. وختمت الصحيفة حديثها بالقول: لقد قتل حوالي 377 ألف يمني في الحرب بين التحالف تقوده السعودية وقوات الجيش اليمني المعروفة باسم قوات صنعاء.وتقدر الأمم المتحدة، أن 80 في المائة منهم يعانون من الفقر.