وصل المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الثلاثاء، إلى العاصمة العمانية، مسقط، ضمن جولته التي تشمل السعودية، لكن الملفت للنظر إن زيارة المبعوث إلى الرياض جاءت في وقت نقل فيه مقر السلطة الموالية للتحالف جنوب اليمن إلى الأردن، فهل تجرى الترتيبات النهائية لاتفاق تاريخ جديد بين صنعاء والرياض أم محاولة سعودية للمناورة؟
وفقا لبيان الخارجية الأمريكية الذي استبق جولة ليندركينغ في الخليج، فقد دعا المبعوث الأمريكي الأطراف اليمنية إلى الذهاب نحو سلام وليس العودة للحرب، مشددا على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية بقيادة يمنية.
هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها واشنطن عن المفاوضات بين الأطراف اليمنية بعيدا عن التدخلات الخارجية بعد أن ظلت تربطها بملفات عدة تخدم مصالحها، وهي مؤشر، وفق خبراء، على وجود ترتيبات من نوع ما لتحقيق تقدم في مسار انهاء الحرب على اليمن، فجولة المبعوث الجديدة، تقتصر على سلطنة عمان.
حيث يقيم وفد صنعاء المفاوض، والرياض التي فكت توا ارتباطها بسلطة المجلس الرئاسي سواء برفض دعمه ولو بإعلان وديعة الثلاثة مليارات التي تدخرها السعودية لمرحلة ما بعد اتفاق السلام الشامل في اليمن، أو بإجلاء العليمي وطاقمه إلى الأردن هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فإن زيارة المبعوث الأمريكي الجديدة تأتي في ظل تقارير عن استمرار مفاوضات صنعاء والرياض في احراز مزيد من التقدم ولو ببطيء شديد.
لم تتضح حتى اللحظة ما اذا كانت جولة المبعوث الأمريكي المتعثر منذ تعينه قبل سنوات في احداث أي اختراق على الأقل بالاتصال المباشر بصنعاء، تهدف لعرقلة التقدمات المحرزة في مسار المفاوضات التي تقودها سلطنة عمان، كما تحدثت قيادات يمنية عن ذلك في أوقات سابقة عاد فيه المبعوث الأمريكي إلى المشهد، أم ضمن مساعي أخرى، لكن تزامنها مع بدء المبعوث الأممي وسفراء الاتحاد الأوروبي من الأردن لقاءات مع رشاد العليمي في إطار الترتيب لجولة جديدة واشتراط ملك الأردن خلال لقائه بالعليمي التقدم في مسار السلام مقابل اقامته.
وتشير إلى أن الوضع في الملف اليمني يتجه نحو حالة انفراج متوازية اقربها اعلان اتفاق بين صنعاء والرياض بحكم الجهود المبذولة منذ اشهر، قد يليها مفاوضات على مستوى القوى اليمنية الموالية للتحالف في إطار إعادتها إلى اليمن خصوصا اذا ما قرن الأمر بالتصريحات الأخيرة لمحمد الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء واعلانه فتح أبواب صنعاء لمن وصفهم بـ”المرتزقة” للعودة ولو من باب المشاركة في تشييع المقالح، وهي اول دعوة للعودة منذ مشاركة هذه الأطراف بالحرب التي تقودها السعودية ضد صنعاء.