خلال كل السنوات الماضية وخلال فترات قصيرة جداً، لطالما حذرت القوات المسلحة اليمنية قوى التحالف السعودي الإماراتي مرات عديدة للكف عن الاستمرار بالعبث بمقدرات اليمن وثرواته، ولكن يبدو أن قوى العدوان السعودي الإماراتي لم تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد بل استمرت في نهب ثروات اليمن بشكل كبير.
استمرار التحالف السعودي بنهب ثروات اليمن جعل القوات المسلحة اليمنية توجه ضربات تحذيرية لبعض الموانئ التي كانت السفن التابعة لقوى التحالف تحاول تصدير النفط عن طريقها، وفي هذا السياق ما تجدر الإشارة إليه أن الضربات التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية لم يكن الهدف منها إحداث أضرار على الإطلاق وإنما هي كانت في سياق توجيه رسائل للتحالف السعودي الإمارتي للكف عن الاستمرار في نهب ثروات اليمن.
وفي هذا السياق يمكن القول إن الضربات التحذيرية التي وجهها الجيش اليمني كانت تحمل في طياتها العديد من الرسائل ايضاً ومنها أن القوات اليمنية أصبحت أكثر قوة وتطوراً وأصبح لديها صواريخ وقدرات مناسبة للتعامل مع كل أنواع التهديدات.
موخراً عادت القوات المسلحة اليمنية لتترجم تحذيراتها وتهديداتها ضد قوى العدوان عملياً على ارض الواقع، فميناء الضُبة النفطي بمحافظة حضرموت شرق البلاد كان مسرحاً لعملية عسكرية نفذتها القوات اليمنية اثناء قيام ناقلة اجنبية بمحاولة نهب مليوني برميل من النفط الخام، وهنا لابد من الإشارة الى ان القوات المسلحة اليمنية ذاهبة إلى ما هو ابعد من ذلك حيث إن القوات المسلحة اليمنة وخلال نهاية الاسبوع الماضي صرحت أنها ستنقل الضربات التحذيرية لسفن النفط في الموانئ الخاضعة لسيطرة ما تسمى الحكومة الشرعية إلى استهدافها بشكل مباشر.
تصريحاتٌ شديدة اللهجة لحماية ثروات اليمن
خلال سنوات العدوان أظهر الجيش اليمني قدرات هائلة في المعارك ضد العدوان السعودي الإماراتي وذلك من خلال تطوير القدرات العسكرية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والتي ضربت العمقين السعودي والإماراتي واستهدفت أهم المنشآت العسكرية والحيوية لدول العدوان، وبعد الاستهتار من قبل التحالف السعودي عادت صنعاء بتحذيرات شديدة اللهجة وجهتها للتحالف السعودي الإماراتي وذلك بالانتقال من الضربات التحذيرية لسفن النفط في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية إلى استهدافها بشكل مباشر.
وفي هذا السياق قال رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن عبد العزيز بن حبتور: “إذا لم يتم التفاهم معنا لتحويل المبالغ (عائدات النفط) إلى البنك المركزي بصنعاء فلن يكون التعامل إلا بالحديد والنار”، حسب تصريح نقلته قناة المسيرة”.
وأضاف: “في المرات القادمة لن نحذر السفن بل سنضربها بشكل مباشر وعلى العالم أن يعرف أننا لن نترك شعبنا يجوع وهم يعبثون بثروات اليمن”.من جهةٍ اخرى قال رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن عبد العزيز بن حبتور إن “القوات المسلحة اليمنية تمارس حقها في الدفاع عن ثروات الشعب اليمني، في حين التابعون للتحالف ومن يدور في فلكه يقومون بسرقة أموال الشعب”.
وفي إشارة إلى حجم نهب التحالف لثروات اليمن فقد صرح إبراهيم السراجي السكرتير الإعلامي للجنة الاقتصادية العليا أن التحالف وما تسمى الحكومة الشرعية”مجلس القيادة الرئاسي” “استقدمت شركات دولية في محاولة لنهب كمية من النفط عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت”.وأضاف السراجي “بعد استنفاد كل الإجراءات القانونية التي تم تجاهلها، وانتهاك المياه الإقليمية اليمنية ومحاولة نهب الثروة السيادية، تم الرفع إلى قيادة القوات المسلحة التي قامت بواجبها، وأجبرت الناقلة (براتيكا) على مغادرة ميناء الضبة مساء الاثنين”.وتابع “لقد كانوا ينوون نهب كمية 2.1 مليون برميل من النفط الخام، بقيمة تقديرية تبلغ 174 مليون دولار”.
في الختام من خلال التصريحات الاخيرة والتي صدرت من صنعاء بنقل الضربات التحذيرية لسفن النفط في الموانئ إلى استهدافها بشكل مباشر يتضح أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في نهب ثروات اليمن. وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت من صنعاء هي الاخيرة للتحالف السعودي.