أثارت أزمة سقوط صواريخ يعتقد أنها روسية داخل إحدى القرى البولندية القريبة من حدود أوكرانيا، مخاوف كبيرة من تصاعد الصراع الغربي مع روسيا، وتداعياته على مسار الحرب الأوكرانية.
وأفادت وسائل إعلام بولندية محلية، أن شخصين لقيا حتفهما بعد أن أصابت القذائف منطقة كانت تجف فيها الحبوب في قرية برزيودوف البولندية.
وعلى الفور، دعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي إلى عقد اجتماع طارئ لكبار مسؤولي الأمن القومي والدفاع في البلاد بسبب الوضع المتأزم حالياً.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس”، عن مسؤول استخباراتي أميركي قوله إن شخصين قتلا من جراء سقوط صواريخ روسية في بولندا، في الوقت الذي أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن نائب رئيس الوزراء اللاتفي أرتيس بابريكس، الذي يشغل أيضًا منصب وزير دفاع لاتفيا، قال إن الانفجارات في القرية البولندية نجمت عن هجوم صاروخي.
وكتب بابريكس على تويتر، إن الصواريخ لم تستهدف المدنيين الأوكرانيين فحسب، بل سقطت أيضًا على أراضي الناتو في بولندا، مضيفا: “لاتفيا تقف تمامًا مع الأصدقاء البولنديين وتدين هذه الجريمة”.
روسيا: لم نستهدف بولندا
وصفت روسيا تقارير أفادت بسقوط صواريخ روسية في بولندا المجاورة لأوكرانيا بأنها “استفزاز”، وذلك بعدما دعت وارسو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي البولندي.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها على تلغرام أن “ما أفادت به وسائل إعلام بولندية ومسؤولون عن سقوط مزعوم لصواريخ روسية قرب بلدة بريفودوف ينطوي على استفزاز متعمد هدفه تصعيد الأوضاع”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية هذه التقارير، بالقول: “لم نشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية”. وأبرزت: “مزاعم وسائل إعلام بولندية بشأن سقوط صواريخ روسية في بولندا هي استفزاز من أجل تصعيد الموقف”.
وأشارت إلى أنه “لا علاقة للحطام الذي نشرته وسائل الإعلام البولندية في تغطيتها من موقع قرية برزيودوف بالأسلحة الروسية”.
تصعيد خطير
من جانبه، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، إن تلك الصواريخ التي سقطت في بولندا ستتسبب في تصعيد الأزمة الراهنة بين روسيا والناتو.
وأضاف: “حتى لو كان سقوط القذائف عبر خطأ في الدفاع الجوي الأوكراني، فإنه لا يزال يظهر أنهم يحاولون التعامل مع غارة صاروخية روسية ضخمة والتي كانت تصعيدية، وحتى لو اتضح حقيقة أنه صاروخ روسي، فهذه أزمة كبرى ومجازفة كبيرة للغاية”.
وبشأن رد الفعل الغربي المتوقع إزاء تلك الأزمة، أشار “ألبيركي” إلى أن الأمر يعتمد على نتائج التحقيقات في هذا الحادث “فإذا تبين أنه صاروخ دفاع جوي أوكراني سقط بالخطأ، فلن يكون هناك رد كبير، أما إذا تبين أنها روسية، فإن بولندا سيكون ضمن حقوقها اتخاذ رد متناسب مع ذلك بمساعدة غربية”. ولفت إلى أنه من المتوقع أن يتم الاستفادة من الضغط الراهن لزيادة الدعم العسكري في تلك المناطق.
هل يتدخل الناتو؟
وشدد “ألبيركي” على أنه لكي يتدخل الناتو لحماية بولندا وفقا للمادة الخامسة من ميثاقه، فيجب أولا إثبات أنه “كان هجومًا متعمدًا من قبل روسيا”.
وتنص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو على أن “أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم”.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها أرض تابعة حلف الناتو خلال حرب أوكرانيا.
وبحسب صحيفة “الغارديان” فإنه يمكن أن يؤدي الهجوم المتعمد على أحد أعضاء الناتو نظريًا إلى استدعاء المادة 5 من الحلف، والتي تنص على أن الهجوم على أحد أعضاء التحالف العسكري يعتبر هجومًا على الجميع، لكن من المستبعد جدًا أن تنطلق معاهدة الناتو بهجوم عرضي.