أطاح محافظ المؤتمر في تعز، اليوم الأحد، بسلطة “الإخوان” المحلية في خطوة تصعيدية ضد الإصلاح. يتزامن ذلك مع فرض المحافظ الذي أوقف في وقت سابق وكيله الأول والقيادي في الحزب عبدالقوي المخلافي، حالة طوارئ في المدينة ما يعكس مخاوف من انقلاب.
وأصدر نبيل شمسان من مقر إقامته في عدن سلسلة قرارات شملت تغيير كافة مدراء المكاتب التنفيذية أبرزها المالية والصحة والإدارة العامة للبحوث والتنمية والاحصاء والتوثيق. كما أصدر سلسلة قرارات بتعيين مستشارين له في عدة مجالات، فيما الإدارات السابقة كانت ضمن منظومة سيطرة الإصلاح في المدينة.
وجاءت القرارات الجديدة بعد أيام على فرار شمسان من المدينة إلى المخا ومن ثم إلى عدن على واقع تصعيد لفصائل الإصلاح بقيادة غزوان المخلافي على خلفية قرار المحافظ توقيف الوكيل الأول لتعز.
وكان شمسان استبق القرارات هذه بتوجيه فصائل الأمن التي يمولها ويقودها منصور الأكحلي بفرض حالة طوارئ في المدينة. وأعلن الاكحلي في وقت سابق منع التجوال بالأسلحة والدراجات النارية. وتشير القرارات من حيث التوقيت إلى وقوف طارق صالح ورائها خصوصا وأنها جاءت بعد أيام قليلة على تصريحاته المثيرة للجدل بشأن ما وصفه “تحرير تعز”.
وتزامن القرارات مع استمرار عبدالقادر الجنيد المحسوب على الإصلاح والمكلف من العليمي مشرف على تعز بتقييم الوضع يشير أيضا إلى محاولة شمسان استباق التحركات الجارية في المدينة للإطاحة به لتعزيز قبضة حزبه على المدينة.
توتر في يافع مع قرار السعودية اسقاطها بيد الصبيحة
هذا وتشهد مديريات يافع، جنوبي اليمن، توترا متصاعدا بين الفصائل الموالية للتحالف مع قرار السعودية اسقاطها، كأحد أهم معاقل الانتقالي، بيد خصوم المجلس.
وأفادت مصادر قبلية بأن قيادات الانتقالي على مستوى المديريات الثمان رفضت تحركات سعودية لتوطين مسلحين من الصبيحة، أبرز الخصوم التقليدين لقبائل يافع، في هذه المديريات التي تعد بمثابة خطوط دفاع أمامية بالنسبة للجنوب.
وتقوم السعودية حاليا بدعم عملية تجنيد وتوطين لفصيل العمالقة الذي يقوده حمدي شكري الصبيحي، أبرز حلفاء الإصلاح جنوبا، وقد نقلت عددا من كتائبه من بيحان وحريب في شبوة ومأرب إلى يافع، في حين يتم تعزيز تلك الكتائب بقوات من ما يعرف بـ” قوات درع الوطن” المحسوبة على الصبيحى والتي تتولى حاليا عملية الانتشار في معاقل الانتقالي جنوبا خصوصا عدن.
وترفض قيادات يافع التي تحتفظ بعددا من الفصائل المسلحة في عدن ومناطق جنوبية أخرى نشر مسلحو الصبيحة التي خاضت معارك ضدها تاريخيا، معتبرة الخطوة دفع نحو اقتتال قبلي جديد.
وتسليم يافع لحمدي الصبيحي يبدو بانه نكاية بابوزرعة المحرمي أبرز قادة فصائل العمالقة، التي تشكل يافع قوامها، وهي في إطار إضعافه أو إيجاد قوة موازية له باعتباره يتبع الإماراتين. وتوقعت المصادر انفجار الوضع في تلك المنطقة في أية لحظة في ظل التهديدات المتبادلة.
نزع سلاح الفصائل الجنوبية في عدن
على ذات السياق، بدأ المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، حملة ضد خصومه السياسيين والعسكريين في عدن، يتزامن ذلك مع ترتيبه لتسليم المدينة ما يعكس مخاوف من انقلاب محتمل.
وكثفت فصائل العاصفة والحزام الأمني، أهم فصائل الانتقالي، انتشارها في شوارع وأحياء المدينة. كما قامت، بحسب مصادر محلية، بمصادرة أسلحة عناصر في فصائل جنوبية لا تدين بالولاء للانتقالي وأبرزها مجلس المقاومة الجنوبية إلى جانب احتجاز أطقم تتبع تلك الفصائل.
وأفادت مصادر في المجلس الانتقالي بأن عملية انتشار العاصفة والحزام ستتواصل خلال الأيام المقبلة لمنع أية تحركات أو تهريب للأسلحة من قبل الفصائل التي وصفتها بالمتمردة.
وكان أبو همام اليافعي قائد مجلس المقاومة الجنوبية هدد بانقلاب على الزبيدي في وقت سابقا ردا على مساعي تفكيك القوات الجنوبية. وتزامنت التحركات العسكرية مع حراك سياسي للانتقالي يهدف من خلاله احتواء أبرز خصومه الجنوبيين خشية الانقلاب عليه.
ودعم الانتقالي تحركات داخل الحراك الجنوبي ،تيار فؤاد راشد، المحسوب على هادي، ونجح خلال اجتماع لقيادات في الحراك، بالإطاحة به من قيادة الحراك في حين يجري أحمد بن بريك لقاءات مع حسن باعوم أحد أهم زعماء الحراك في حضرموت في محاولة لاحتوائه.
هذه التحركات تأتي في وقت يرتب فيه الانتقالي لتسليم أهم معاقله في عدن للقوات السعودية وفصائل مدعومة منها ويقودها خصومه، وسط مخاوف في صفوف الانتقالي من استغلال القوى الجنوبية المناهضة للمجلس حالة الفراغ الذي سيشكله غياب الانتقالي عن المشهد مستقبلا لقلب الطاولة عليه.