للمرّة الثالثة في غضون شهر، أحبطت قوات صنعاء محاولة جديدة لتصدير النفط من قِبَل حكومة المرتزقة.
وبحسب مصادر ملاحية في صنعاء، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن سفينة متوسّطة الحجم تجاهلت تحذيرات «اللجنة الاقتصادية» في صنعاء بشأن منْع نقْل الخام من موانئ محافظتَي شبوة وحضرموت، ودخلت المياة الإقليمية اليمنية قادمة من ميناء الظنة في أبوظبي.
وحال اقترابها من ميناء قنا الواقع في مديرية رضوم في محافظة شبوة في تمام الساعة العاشرة والعشرين دقيقة من صباح الأربعاء، تعرّضت لهجوم جوّي بواسطة طائرة مسيّرة مصدرها الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة «أنصار الله»، ما تسبّب بإصابات طفيفة لاثنَين من طاقمها، وحمَلها على مغادرة المياه اليمنية باتّجاه المياه الدولية، فيما أعلنت سلطات المرتزقة إغلاق الميناء حتى إشعار آخر.
صنعاء تثبت معادلة حماية الثروة السيادية
أكد متحدّث القوات المسلحة في صنعاء، العميد يحيى سريع، أن القوات المسلحة «أفشلت محاولةً لنهب النفط الخام عبر ميناء قنا في محافظة شبوة المستخدَم من قِبَل العدو للتهريب»، مُجدِّداً تحذيره الشركات الملاحية كافة من «مغبّة عدم الامتثال لقرار حماية الثروة الوطنية السيادية، باعتبارها من حقوق شعبنا المظلوم، وعلى رأس تلك الحقوق مرتّبات موظفي الدولة في كلّ المناطق اليمنية».
التحذيرات تحمي الثروات
في تطور وصفه مراقبون واقتصاديون بنجاح لتحذيرات صنعاء، ألغت سفن نقل أجنبية جديدة عقود لتصدير النفط اليمني عقب الهجمات التحذيرية التي استهدفت ميناء الضبة بمحافظة حضرموت.
وأبدت الشركات الاجنبية تخوفها من التحذيرات واخذتها على محمل الجد باحجامها عن ابرام اي صفقات عبر المرتزقة لنهب ثروات اليمن من الغازو النفط.
وتجلى ذلك في احجام شركت توتال الفرنسية قبولها بعروض حكومة المرتزقة لاعادة تصدير الغاز اليمني عبر منشأت بلحاف، الجهود والعروض اصطدمت بمخاوف فرنسية من قيام قوات صنعاءء بقصف المنشأة بصواريخ باليستية.
حيث كشفت مصادر محلية مطلعة في محافظة شبوة عن مغادرة أغلب مهندسي شركة “توتال” الفرنسية منشأة بلحاف الغازية بعد تحذيرات تلقتها من الجيش اليمني. وقالت إن العشرات من مهندسي شركة “توتال” الفرنسية أوقفوا نشاطهم في المنشأة الغازية وبدأوا بالمغادرة عقب تهديدات أمنية أبلغت بها الشركة جميع العاملين في المنشأة.
حكومة المرتزقة أقرّت مطلع الأسبوع الجاري خطّتها الجديدة لتصدير النفط
وكانت حكومة المرتزقة قد أقرّت، مطلع الأسبوع الجاري، خلال اجتماع استثنائي، خطّتها الجديدة لتصدير النفط من مرافق ثانوية، مِن مِثل ذلك القائم في سواحل مديرية رضوم.
وتتضمّن الخطّة، وفق مصادر حكومية في عدن، شقَّين: الأوّل، الطلب من الولايات المتحدة تأمين حقول النفط والغاز؛ والثاني، يتعلّق باستخدام موانئ غير رئيسية لتجنّب توقُّف قطاع العقلة النفطي، آخر القطاعات الإنتاجية العاملة في شبوة، بعد تعطُّل الإنتاج في قطاع «جنة هنت» في مديرية عسيلان، وامتلاء خزانات ميناء النشيمة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 600 ألف طن.
وفي أعقاب القرار الحكومي، نشطت العشرات من الصهاريج في نقل شحنات من خام العقلة الخفيف من ميناء النشيمة إلى ميناء قنا البدائي الواقع في عرض البحر، على رغم أن حكومة عدن سبق لها أن علّقت نشاط الميناء المذكور مطلع العام الجاري بشكل كلّي، واتّهمت حزب «الإصلاح» باستخدامه في أنشطة غير مشروعة.