لم يمض نصف عام على تشكيل السعودية لما عرف بمجلس القيادة الرئاسي، حتى تفكك هذا المجلس وبات عامل تفرقة بين الفصائل الموالية للتحالف بدلا من أن يكون إطارا يوحدهم.
وفي حين تتبادل مكونات هذا المجلس الاتهامات فيما بينها حول من هو الطرف الذي يقف ويعزز الصراعات بين قيادات المجلس التي باتت مشتتة في المنفى، يذهب مراقبون إلى التأكيد أن الرياض عملت على تعزيز عوامل الصراع، وتدفع نحو إنهاء هذا المجلس.
وبالعودة إلى ظروف تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل المنصرم، يمكن التأكيد أن الهدف السعودي من المجلس كان التقرب نحو صنعاء من خلال إزاحة قيادات الشرعية التي أكدت صنعاء في مفاوضات سابقة أنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في ظل وجود هذه القيادات.
وقد كان واضحا من خلال إعلان تشكيل المجلس، أن وظيفة المجلس هي التفاوض مع صنعاء، لكن ذهاب قيادات هذا المجلس نحو محاولة إطالة أمد الحرب، حول المجلس إلى عائق جديد، وهو ما يطيل بقاء السعودية تحت تهديدات قوات صنعاء، ويعيق توجه ولي عهدها محمد بن سلمان نحو رؤية 2030 لتنويع مصادر الثروة
وتؤكد المعلومات أن السعودية كانت وراء نفي عيدروس الزبيدي عضو المجلس إلى الإمارات، واحتجاز رشاد العليمي في الرياض، وتحييد معظم القيادات التي تتحدث عن الحرب أو تهدد بها.
ويأتي تفكيك السعودية للرئاسي بالتزامن مع مفاوضات مع صنعاء تستضيفها العاصمة العمانية مسقط، نحو إنهاء الحرب في اليمن.