وجه حزب الإصلاح، سلطة الأمر الواقع في مأرب، رسالة تهديد لوزير الدفاع في حكومة معين. يأتي ذلك بعد ساعات على اغتيال ابرز مستشاري الوزير وسط اتهامات لـ”الاخوان”.
وطالب عبدالله عبود الشريف، رئيس الحزب والحاكم الفعلي لمدينة مأرب، الوزير بسرعة العودة إلى مأرب. وقال الشريف في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي إن الوزير لم يزور مأرب منذ تعينه قبل اشهر مع أن وزارة الدفاع في المدينة.
وجاءت تغريدة الشريف بعد ساعات على اغتيال مجهولين لمستشار الوزير، محمد الجرادي، في مأرب. واتهمت وسائل اعلام تابعة للانتقالي “الاخوان” بتدبير الاغتيال.
وأشارت صحيفة الأمناء إلى أن الجرادي كان تعرض لمحاولة اغتيال في 2019 عقب تصاعد الخلافات مع الإصلاح وتم حينها الإطاحة به من قيادة اللواء 81 مشاة. كما استشهدت بقطع “الاخوان” كافة مستحقات الجرادي المالية حتى اوصلوه إلى مرحلة تم فيها طرده من شقته بسبب عجزه عن دفع الإيجارات.
وقد اثارت رسالة الإصلاح هذه مخاوف على حياة الوزير محسن الداعري، خصوصا وأنها تزامنت مع تطورات في مدينة مأرب اخرها تفجير مخزن أسلحة المنطقة العسكرية الثالثة قبيل وصول لجنة عسكرية كلفها الوزير بجرد أسلحة المنطقة التابعة لفصائل الحزب وسط اتهامات للجماعة بنهب الأسلحة ومحاولة التغطية عليها.
وربط ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين اغتيال مستشار الوزير وتفجيرات المخازن والدعوة لعودة الوزير مرجحين بان يكون الاغتيال رسالة أيضا.
وصول كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة
على سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة أن حزب الإصلاح يعمل منذ فترة على شراء كميات كبيرة من الأسلحة من الخارج وتهريبها إلى داخل اليمن، بما في ذلك طائرات مسيرة وأدوات تقنية، في إطار الاستعداد لمواجهة يعتقد الحزب أنها ستكون حتمية مع التحالف.
وتؤكد المعلومات أن الإصلاح في مأرب اشترى بشكل سري عبر تجار متعاونين ومهربين، أسلحة من بينها طائرات مسيرة وأجهزة تشويش وتجسس، ونقلها إلى محافظة مأرب. واشتكى حزب الإصلاح سابقا من عملية رفض التحالف تزويد “الشرعية” بالأسلحة، وعدم ائتمانه لها حتى بمدفعية واحدة.
وتوضح المعلومات أن عملية التهريب تتم بطريقتين الأولى بحرية وذلك عبر ميناء نشطون في محافظة المهرة، وموانئ أخرى في حضرموت، ويتم فيها تهريب الأسلحة الحديثة والمتطورة وصواريخ الدفاعات الجوية وغيرها.
أما الطريق الآخر فهو الطريق البري ويتم فيه تهريب الطائرات المسيرة والأجهزة الحديثة عن طريق التجار الإخوان الذين ينقلون بضائع من الإمارات إلى اليمن.
وبحسب المعلومات فإن القيادي في حزب الإصلاح عبداللطيف الحبيشي هو المٌكلف من قبل ما يسمى المقاومة بعملية الإشراف على تهريب واستيراد الأسلحة.
الاصلاح بمأرب يكشف مخطط لإسقاط العرادة
صعّد رئيس حزب الإصلاح في مأرب، ضد خصومه في جناح صالح بـالمؤتمر الشعبي العام. يتزامن ذلك مع تطورات تنبئ بسقوط المدينة الثرية بالنفط والغاز.
ووجه عبود الشريف رسالة على صفحة نجله بمواقع التواصل الاجتماعي لمحافظ المدينة المحسوب على الحزب سلطان العرادة والمحتجز في السعودية يحذره من مخطط يحاك لإسقاطه.
وإشار الشريف إلى أن من وصفها بـ”استخبارات العدو” تحاول استغلال المواجهات في الوادي لإضعاف العرادة في إشارة كما يبدو للمواجهات الأخيرة بين قوات تتبع مفرح بحيبح المدعوم من طارق والانتقالي وال فجيج التي ينتمي إليها العرادة إثر محاولة تطويق القبيلة بمواقع عسكرية جديدة.
وفي تغريدة أخرى لعبدالله الشريف توعد بمنع من وصفهم بـ”الدنق” وهو مصطلح اعتاد ناشطي الإصلاح إطلاقه على اتباع جناح صالح في المؤتمر، من حكم المدينة. وكان الشريف شن هجوم على صغير بن عزيز وقيادات عسكرية محسوبة على طارق على خلفية تخزين الأسلحة في المدينة.
وتشهد مأرب منذ أيام احتقان متصاعد ومواجهات متفرقة ضمن سيناريو لفك ارتباط السلطة الحالية وسط محاولة أطراف الصراع الموالية للتحالف استغلال تلك الأحداث لترجيح كفتها.
تنبأ بقرب سقوط مأرب
بدوره، كشف برلماني عن مأرب وأبرز وجهاء الإصلاح، توجه المدينة الخاضعة لفصائل الحزب نحو السقوط. وأشار علوي باشا بن زبع، وهو من أبرز المؤيدين للتحالف، إلى أن المدينة تنزلق حاليا نحو مستنقع جديد عنوانه الاغتيالات والعنف.
وجاءت تغريدة بن زبع عشية تصاعد وتيرة الأحداث في المدينة التي تشهد أيضا حراك سياسي للإطاحة بمحافظها سلطان العرادة.
واغتال مجهولون، في وقت سابق الثلاثاء، مستشار وزير الدفاع محمد الجرادي في حادثة تعد الرابعة من نوعها في غضون شهرين. واغتيال الجرادي تزامن مع اتساع رقعة المواجهات مع كبرى قبائل مأرب على أكثر من جبهة بدء من الدماشقة وصولا إلى ال عقار ومرورا بال فجيج.
والتطورات تأتي في أعقاب تفجيرات مخازن أسلحة المنطقة العسكرية الثالثة، أحد أهم معسكرات الإصلاح شمالا قبيل وصول لجنة لتسلم الأسلحة من فصائل الإصلاح.
وتتبادل أطراف الصراع في المدينة ممثلة بجناح صالح في المؤتمر بقيادة بن عزيز والإصلاح الاتهامات بشأن من يقف وراء تلك الأحداث ويغذيها. واتهم سيف الحاضري، المستشار الإعلامي لعلي محسن، نائب رئيس سلطة ما كانت تعرف بـ”الشرعية” أطراف داخل المجلس الرئاسي بترتيب إسقاط المدينة، آخر معاقل الإصلاح.
توترات في عدن وخطة لإسقاطها عسكريا
على سياق أخر، تصاعدت حدة التوتر في عدن، اليوم الأربعاء، مع استكمال الترتيبات الأخيرة لحسم ملف المدينة، المعقل الأبرز للانتقالي وسط تمرد في صفوف الأخير.
وأفادت مصادر في حكومة معين بأن حالة من التوتر تسود قصر معاشيق، مقر إقامة السلطة والحكومة الموالية للتحالف، والذي حولته القوات السعودية إلى معسكر استقبال تعزيزات فصيل “درع الوطن ” الموالي لها.
وأوضحت المصادر بأن تهديدات متبادلة بين قائد قوات “العاصفة” التابع للزبيدي وضباط سعوديين نشبت خلال الساعات الماضية إثر تهديد أوسان العنشلي بالاستيلاء على المدرعات التي يتم نقلها من السعودية إلى القصر الرئاسي.
وتصاعد التوتر يأتي عشية نشر الانتقالي فصائله في مديريات عدن تحت مسمى “قوات رئاسية” في خطوة وصفت بأنها محاولة لفرض واقع جديد على السعودية والعليمي وقطع الطريق على مساعي تسليم المدينة لقوات “درع الوطن”.
في المقابل، ظهر بشير المضربي، قائد قوات درع السلفية والمكلفة بتأمين عدن خلال عرض عسكري لقواته شمال المدينة.
ودافع المضربي المحسوب على خصوم الانتقالي وأبرزهم حمدي شكري الصبيحي عن قرار تكليف قواته بتأمين عدن مشيرا إلى أنها قدمت تضحيات في سبيل ما وصفه باستعادة المدينة. وأعلن المضربي الذي كلفته السعودية بتجهيز 5 ألوية لتأمين عدن رفع الجاهزية القتالية في صفوف مقاتليه.
وتشهد مدينة عدن حالة احتقان متصاعدة بين الانتقالي من جهة والسعودية التي تضغط لاجلاء فصائله من المدينة وتسليمها لفصائل محسوبة على خصومه وسط مخاوف من انتهاء مستقبله.
خطة سعودية لإسقاط عدن عسكريا
كشف المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، خطة سعودية لتفجير الوضع عسكريا بعدن.
وأكد القيادي في المجلس عبدالله الغيثي في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي بأن السعودية ترتب لبدء دورة جديدة من المواجهات العسكرية لإسقاط الانتقالي، مستشهدا بالتحشيدات التي تسوقها إلى المدينة وترفض إرسالها إلى مأرب لحماية كبار مسؤولي الدولة ممن يتعرضون للاغتيالات هناك.
وتشهد عدن حالة احتقان غير مسبوق عقب تهديدات متبادلة بين القوات السعودية والانتقالي على خلفية مساعي الرياض إنهاء نفوذ المجلس في اهم معاقله، جنوبي اليمن، وتفكيك فصائله تحت مسمى دمج وزارة الدفاع والداخلية.
السعودية تستدعي العليمي لرفع الشرعية عن الانتقالي
استدعت السعودية، الأربعاء، رشاد العليمي، رئيس السلطة الموالية لها جنوب اليمن بعد أن كان قرر الإقامة في القاهرة بسبب منع الانتقالي هبوط طائرته في عدن. ووصل العليمي الرياض قبل ساعات.
وأفادت مصادر في حكومة معين بأن مغادرة العليمي، الذي الغى مكتبه لقاءات كانت على جدول أعماله، للقاهرة جاء بناء على استدعاء من قبل السفير السعودي، محمد ال جابر، مشيرة إلى أن السفير طلب من العليمي اصدار قرارات هامة لترتيب الوضع في عدن أبرزها اقالة المحافظ المحسوب على الانتقالي احمد لملس.
واقالة لملس ضمن مساعي سعودية لإجراء تعديلات على السلطة الموالية لها في عدن تشمل وزراء في حكومة معين ضمن مطالب للانتقالي، لكن قرار اقالة محافظ عدن بالتوازي مع التطورات الميدانية حيث تدفع السعودية بفصائل موالية لها لتسلم ملف المدينة يشير إلى مساعي الرياض رفع الشرعية عن الانتقالي تمهيدا لإنهاء نفوذه في عدن مقابل حقيبة أو حقيبتين لتهدئة أنصاره.