قال موقع ”أغورافوكس“ الفرنسي إنه منذ بدء التدخل السعودي في مارس 2015, كانت عواقب تدخله وخيمة. وأن موقع اليمن الجيواستراتيجي جعلت اليمن دولة تطمع بها القوى الأجنبية، حيث شاركت واشنطن ولندن وباريس وجيوش الخليج ومصر في عملية عاصفة الحزم بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأكد أن في أبريل 2022، تم توقيع هدنة هشة بين المتحاربين في اليمن قابلة للتجديد لمدة شهرين، وانتهت في 2 اكتوبر، حيث كانت تلك الهدنة بمثابة بصيص أمل لهذا البلد الذي دمرته سبع سنوات من الحرب منذ التدخل العسكري السعودي في مارس 2015.
وذكر أن عواقب الحرب كانت وخيمة، حيث أن 377 ألف ضحية و 70 في المئة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة وأربعة ملايين شخص نزحوا داخلياً.
وأفاد أن الرجال ليسوا الضحايا الوحيدين لجنون الحرب هذا الذي دمر جزءًا مهماً من التراث الثقافي والمعماري لليمن، وهو تراث عالمي للإنسانية.. تشارك الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وجيوش الخليج والقوات المصرية بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا العدوان المسلح الذي حمل اسم “عملية عاصفة الحزم”.
وأورد أن السعودية تستخدم الأسلحة التي تصنعها وتبيعها الولايات المتحدة في اليمن والتي تشكل خطورة كبيرة على المدنيين وتحظرها المعاهدات الدولية.. ولنتذكر أيضا أن الأسلحة التي تبيعها فرنسا للسعودية تستخدم على نطاق واسع في اليمن.
وتابع أنه يتم استهداف التراث الثقافي اليمني.. لقد دمرت غارات التحالف الجوية مناطق بأكملها مدرجة على أنها مواقع للتراث العالمي.. ومع ذلك لم تنج أحياء صنعاء القديمة، عاصمة اليمن والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، من العنف المدمر للطائرات الأمريكية التي يقودها السعوديون.
وأضاف أنه تم تصنيف مدينة صنعاء ومدينة شبام حضرموت من قبل اليونسكو الآن على أنها تراث عالمي في خطر.. أن تدمير التراث الثقافي اليمني يعني محو حضارات الشعب اليمني والتراث العالمي للبشرية، وأن هذا التدمير يشبه إلى حد كبير الجرائم التي ارتكبها الجيش الأمريكي ضد تاريخ وذكرى بلد آخر شهد ولادة حضارات عريقة وورائعة على أرضه.
وأضاف أننا نلاحظ أن اليمن هي الجمهورية الوحيدة في وسط الأنظمة الملكية النفطية الغنية والقوية.. اليمن المعروف سابقا باسم “العربية السعيدة” لازدهارها، هو الآن أحد أفقر الدول على هذا الكوكب.. وبالنسبة لمؤشر التنمية البشرية الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد أنزله إلى قعر الأرض.
وأورد الموقع الفرنسي أن اليمن هو أيضا بوابة العالم العربي والعالمي، حيث أن هناك مضيق باب المندب.. مدخل البحر الأحمر وخاصة خليج عدن، الذي يفصل القارة الأفريقية عن القارة الآسيوية، وبالتالي يشكل ممراً بحريا مهما للتجارة العالمية.
وكشف الموقع الفرنسية أنه يكفي القول إن اليمن يمثل مصلحة استراتيجية واضحة للسعودية وبالطبع للولايات المتحدة الموجودة جدا في المنطقة من خلال قواعدها العسكرية على وجه الخصوص.
الموقع رأى أن موقع اليمن الجيواستراتيجي وإمكاناته العديدة جعلت اليمن دائماً دولة تطمع بها القوى الأجنبية.. ونتيجة لذلك، فإن اليمن مصدر قلق وتهديد ليس فقط للسعودية ولكن أيضا للسلالات الخليجية الأخرى التي تخشى انتشار الثورات السياسية المحتملة والمطالب الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد أن في عام 2011، دفعت الانتفاضة الشعبية في اليمن كما في جميع أنحاء العالم العربي ضد بعض الأنظمة، ومع ذلك تدخلت السعودية بشؤون اليمن، بموافقة الأمريكيين، بغية كسر الزخم الهائل للثورات السلمية للشعب اليمني بكل تنوعه.
وأشار إلى أن هذه الانتفاضة نجحت في الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح، الذي تولى السلطة منذ عام 1978.. أدى سحق الانتفاضة الشعبية في اليمن من خلال الثورة المضادة التي جسدتها السعودية بالتواطؤ مع الإمبريالية الأمريكية إلى خلق الظروف المادية المواتية لتطوير الظلامية والإرهاب والحرب الأهلية.
وقال إن في ليلة الأربعاء إلى الخميس الموافق 26 آذار/ مارس 2015، تدخلت السعودية مرة أخرى في اليمن.. وفي هذا الجزء من العالم، تعمل السعودية كحصن ضد أي تغيير ديمقراطي وتقدمي.. وهكذا تعمل المملكة الوهابية من أجل توسيع نفوذها وسلطتها في المنطقة.