المشهد اليمني الأول| متابعات
لخص قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابة بمناسبة المولد النبوي العام الماضي ، المأساة التي تعيشها الأمة في ثلاث اشكالات
حيث قال السيد أن أبرز مشاكل الأُمَّــة اليوم تتخلص في ثلاث إشكالات، كلها نتيجة انحراف عن أَسَــاسيات في هذا الدين، في هذه الرسالة، في نهج النبي مُحَمَّــد صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِــهِ . سنورد خطابة التي خصص فيها مأساة الأمة
الاشكالية الأولى
الاشكالية الأولى هي الاختلال الرهيب في الوعي، فبعد أن قدّم الإسْــلَام بقرآنه وتعاليم نبيه وإرشاداته ما يكفل الإنْـسَـان أن يكون على أرقى مستوى من الوعي والبصيرة والنور لا يحمل في فكره ولا في تصوراته لا سذاجات ولا مفاهيم مغلوطة ولا أفكاراً سطحية ومغلوطة ولا نظراتٍ غيرَ واقعية، وأن يكون على مستوىً عظيمٍ، محصناً لا يتأثر بخداع الآخرين ولا تضليل الآخرين بأي شكل كان دعاية إعْــلَامية، نشاط تثقيفي، فكري، أصبح المسلم اليوم في كثير من البلدان مجرَّداً من الوعي قابلاً للتأثير، ونجد مظاهرَ الاختلال الرهيب في الوعى بأشياء كثيرة اليوم، ألا يجد التيار التكفيري من أوساط الأُمَّــة الكثير من الناس الذين ينخدعون له يتأثرون به، ويستغلهم لدرجة أنه يدفع بالكثير ليفجّروا أنفسهم ويقتلوا أنفسَهم؟!.
هذه السذاجة هذا الغباء هذا الفراغ التام من عملية الوعي والتحصن الفكري والثقافي يجعل البعضَ ضحيةً إلَى هذه الدرجة إلَى أن ينجر ليكون أداةً بيد التكفيرين، وقد يذهب ويفجّر نفسه ويقتل الكثير من الأطفال وَالنساء ويستهدف تجمعاتٍ بشرية متنوعة، هذه القابلية للتكفيريين التي جرّت معهم وتجر يومياً العدد الكبير من الناس في مجتمعنا الإسْــلَامي هي تدل بكل وضوح على اختلال رهيب في الوعي، الانسياق وراء أَعْـدَاء الأُمَّــة، الانسياق وراء أَمريكا، الانسياق وراء إسرائيل، الميل نحو أَعْـدَاء الأُمَّــة، الانخداع بشعاراتهم وعناوينهم التي يرفعونها، حينما يأتي الأَمريكي بكل ضغائنه الواضحُ بكل شره الذي ملأ الدنيا ليتحدّثَ عن حقوق إنْـسَـان أَوْ ليتحدث عن ديمقراطية أَوْ ليتحدث عن حرية ثم ينخدع البعضُ به ويتأثر بكلامه ويصدِّقه أَوْ يصدق إسرائيل أنها تريد السلام وتنشد السلام أَوْ غير ذلك، هذا من مظاهر الاختلال الرهيب في الوعي في وَاقع الأُمَّــة عندَما نلحظ أن هناك في واقع الأُمَّــة جماهيرَ واسعة وأعداد كبيرة في حالة من الجمود أمام كُلّ هذا الواقع المأساوي، والكل يشهد بأن هذا واقع مأساوي وكارثي وضار بالأُمَّــة وأنه يُفترض أن تسعى الأُمَّــة للتغيير وللخروج منه، فترى الكثير الكثير في حالة من الجمود ينتظرون المجهول وينتَظرون الواقعَ ليتغير من تلقاء نفسه، هذا الشاهد من شواهد الاختلال الرهيب في الوعي.
الإشكاليةُ الثانية
الإشكاليةُ الثانية اختلالٌ كبير في القيم وَالأَخْلَاق، وهذا ملحوظ بشكل كبير في وَاقع الأُمَّــة، لا تجد اليوم الفرق بين الكثير ممن ينتمي للإسْــلَام وبينَ غيره من أي أمم أُخْــرَى، انعدام لكل القيم والأَخْلَاق، توحش، إجْــرَام بشكل بشع جداً جداً، الحالة التي نشاهدها لدى التكفيرين ولدى آخرين ممن يفتكون اليوم بالأُمَّــة ويظلمون الأُمَّــة ويقهرون الأُمَّــة هل تجد فارقٌ بينما عليه النظام السعودي وبين إسرائيل أَوْ بين أمريكا أَوْ بين أية فئة متوحشة في هذه الأَرْض؟، مع أن هؤلاء ينتمون للإسْــلَام!!، أين هي قيم الإسْــلَام؟، هل تجد لها أثراً في أفعالهم في اليمن وفي أفعالهم وَمؤامراتهم الفظيعة الرهيبة المدمرة في بقية شعوب المنطقة، هذا الاختلال الرهيب في القيم والأَخْلَاق هو نتيجة انحراف عن رسالة الإسْــلَام وقيم الإسْــلَام، بكلّ بساطة يقتلون الناس، يظلمون الناس، ينهبون ثروة الأُمَّــة، يحتلون الأَرْض، ينتهكون العرض، يهتكون الكرامات، تجاوزون الحرمات، لا حدود ولا قيود ولا التزامات واعتبارات، يتصرفون كما لو لم يكن لهم أيُّ ارتباط لهذا الدين ولا أي انتماء إليه، وهذه حالة سائدة بشكل عجيب، عندما تجد الكثير من الناس يبيعُ نفسَه بمال، يفعل أي شيء مهما كان إجْــرَامياً أَوْ وحشياً مقابل أن يحصل على المال من أجل المال، يبيع نفسه، يبيع وطنه، يبيع شعبه، يبيع أمته، يبيع قيمه، يبيع إنْـسَـانيته، يبيع أَخْلَاقه لماذا؛ لِأَنهم سيعطونه بعضاً من المال، وهذا المال هو مما نهبوه عليه وأخذوه عليه، هذا اختلال رهيب في القيم والأَخْلَاق، ولنا أن نتصور كم ينشأ من خلال ذلك من مشاكلَ ومآسيَ في واقع الأُمَّــة.
الإشكالية الثالثة