كشفت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية عن صور لسفن سعودية رست في ميناء مدينة جنوة الإيطالي، تحمل مروحيات حربية، مثل المروحيات التي استخدمتها سلاح الجو السعودي منذ عام 2015, في حرب اليمن وارتكب بها جرائم حرب ضد المدنيين الأبرياء.
وقالت الصحيفة إن الصور التي حصل عليها عمال الشحن والتفريغ من ميناء جنوة الإيطالي تظهر طائرات هليكوبتر قتالية داخل سفينتين توقفتا سابقا في مينائي قادس وساجونتو الإسبانية في يونيو 2021 وأغسطس من هذا العام.. بينما يحظر القانون الدولي عبور الأسلحة إذا كان من الممكن استخدامها في جرائم حرب مثل تلك التي ارتكبتها السعودية في اليمن.
وأكدت الصحيفة أن سفن الموت السعودية وطأت إسبانيا محملة بنفس نوع طائرات الهليكوبتر القتالية التي استخدموها في هجماتهم ضد اليمن.. لقد فعلوا ذلك بالتراخيص القانونية ذات الصلة من الحكومة الإسبانية، بيد أن أن هذا العبور يمثل انتهاكاً لمعاهدة تجارة الأسلحة.
وذكرت أن ميناء جنوة يعتبر من أهم الموانئ على الطريق الأوروبي الذي تقوم به سفن شركة البحري الملاحية المسؤولة عن نقل الأسلحة.. ومع ذلك فأن المحطة البحرية الأوروبية الأخرى المستخدمة اليوم من قبل الديكتاتورية السعودية هي ساجونتو.
وأفادت أنه على الرغم من قمع سلطات الموانئ، تمكن عمال جنوة من تصوير الجزء الداخلي للسفن السعودية في عدة مناسبات خلال اعمالهم في ذلك الميناء البحري، مما سمح لهم باكتشاف المواد الحربية التي ينقلونها في مخازنهم.. كما تمكنت الصحيفة من التحقق، وتم التقاط بعض هذه الصور داخل سفن البحري التي كانت قد توقفت سابقا في إسبانيا.
وأوردت أن سفينة بحري هفوف هي واحدة من تلك السفن.. وفي 29 يونيو 2021، رست هذه السفينة في ميناء قادس، قادمة من الولايات المتحدة، باتباع المسار المعتاد الذي تتبعه السفن التي تستخدمها شركة الشحن السعودية العامة لنقل الأسلحة.. لقد تحركت من ساحل قادس إلى جنوة حيث وصلت بعد بضعة أيام.
ووصفت الصحيفة تلك الصور بصور العار، والتي تمكن الجمهور من الوصول إليها.. حيث كانت هناك مروحيات أباتشي القتالية داخل السفينة تم الحصول عليها في الولايات المتحدة.. وكما تم الكشف أيضاً عن وجود 12 حاوية محملة بالمواد المتفجرة.
ووفقا لتقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في سبتمبر / أيلول 2019، تدخلت مروحيات أباتشي التي يقودها جنود سعوديون في الحملة العسكرية في اليمن.
وتابعت الصحيفة أن خبراء أمريكيين قد حذروا في عام 2016 من أن القوات السعودية تستخدم هذه المروحيات في الأراضي اليمنية.. وفي آذار/ مارس 2017, أطلقت سفينة من هذا النوع النار دون تحذير سابق على قارب صيد كان قبالة سواحل الحديدة، ما أسفر عن مقتل صيادين وإصابة خمسة آخرين.
وأضافت أنه في نفس الشهر كان هناك هجوم آخر، خلف عدداً أكبر من الضحايا.. وفي 16 مارس 2017 ، قتل 42 لاجئاً صومالياً ومدني يمني وأصيب 29 آخرون – بينهم ستة أطفال – في أعقاب هجوم شنه التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
وأوضحت أن القارب الذي كان على متنه اللاجئين في البحر الأحمر كان هدفا لصواريخ أطلقت دون إنذار سابق، من سفينة تابعة للتحالف، تلاها هجوم بطائرة هليكوبتر أباتشي حلقت فوق السفينة.. وعلى الرغم من هذه الهجمات الخطيرة ، أطلقت السلطات الإسبانية العنان لمرور “سفن الموت” الجديدة المحملة بالأسلحة.
الصحيفة كشفت أنه منذ بدء حرب اليمن وطأت أو رست 39 سفينة من هذا النوع في الموانئ الإسبانية.. ومع ذلك سيصل الرقم 40 في 31 ديسمبر.. كما وثقت نقابة عمال الشحن والتفريغ في مدينة جنوة، فإن سفينة شركة الشحن البحري ، التي رست محطة فالنسيا البحرية في 4 أغسطس، كانت تحمل أيضا مروحيات قتالية.
وقالت إنه بعد التحقق من أن هذه السفن كانت تحمل مروحيات قتالية في الداخل فأن هذا يعني انتهاكاً لمعاهدة تجارة الأسلحة، التي تلزم كل دولة أوربية بها – وإسبانيا واحدة منها – بحظر عبور أو إعادة شحن الأسلحة التقليدية والذخيرة في جميع أنحاء أراضيها عندما تستخدم لارتكاب جرائم حرب.
وفي السياق ذاته استنكرت منظمة العفو الدولية هذا الجانب مرارا وتكراراً، وحذرت الحكومة الإسبانية من الآثار التي قد تترتب على مرور السفن السعودية المحملة بالمواد الحربية.. في حين اقتصرت الحكومة على الدفاع عن شرعية تجارة الأسلحة مع السعودية ، مع تجنب إعطاء أي تفاصيل حول الشحنة على تلك السفن.
الصحيفة رأت أن الحكومة الإسبانية استخدمت الحجج المعتادة عندما سئلت عن سفن الموت السعودية وبيع الأسلحة لتلك الديكتاتورية..
من ناحية أخرى، جادلت بأن موازين السفن هذه تتوافق مع أحكام معاهدة تجارة الأسلحة ، دون إعطاء مزيد من الإيضاحات في هذا الصدد.
وأشارت إلى أن الحكومة الإسبانية شددت أنه لا يوجد حظر يمنع بيع الأسلحة للنظام السعودي.. ومع ذلك، فإن نتائج هذه التحقق – كما يحدث مع جميع الجوانب المتعلقة بموازين السفن السعودية وبيع الأسلحة – محمية بالسرية المطلقة.