حذّرت أوكرانيا إيران، السبت، من أن “عواقب التواطؤ” مع موسكو “تتجاوز المنفعة” التي ستجنيها من دعم روسيا، بعدما أقرّت طهران لأول مرة بإرسال مسيّرات إلى روسيا.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نكولينكو على فيسبوك “على طهران أن تدرك بأن عواقب التواطؤ في جرائم روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها لروسيا”.
وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في الأسابيع الأخيرة لشن هجمات في أوكرانيا. وذكرت صحيفة واشنطن بوست في 16 أكتوبر أن إيران تستعد لإرسال صواريخ إلى روسيا.
وقالت كييف إن حوالي 400 طائرة مسيّرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا، وأن موسكو طلبت حوالي 2000 طائرة.
وردا على ذلك فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على ثلاثة جنرالات إيرانيين وشركة أسلحة متهمة بتزويد روسيا بطائرات مسيرة.
العلاقات الدفاعية تسبق الحرب الأوكرانية
على ذات السياق، قال المتحدث باسم القوات المسلّحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارتشي، إنّ “التّهم الأميركية والأوكرانية الموجهة لإيران بالمشاركة في الحرب أشبه بالمزحة وهي كذبة”.
وأشار العميد أبو الفضل شكارتشي إلى أنّ “العلاقات الدفاعية بين إيران وروسيا تعود إلى سنوات قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية”. وأكّد أن بلاده لم تتدخل في الحرب، وأن كل ما يحدث هو بين روسيا وأوكرانيا.
وفي السياق نفسه، ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، على تصريحات وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا بشأن إرسال أسلحة إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في الحرب. ونفى كنعاني التهم الموجهة إلى طهران بشأن إرسال أسلحة ومعدات للاستخدام في الحرب الأوكرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره الأوكراني، دميتري كوليبا، أجريا محادثة هاتفية بحثا فيها في العلاقات الثنائية ومستجدات الأزمة الأوكرانية.
ورفض أمير عبد اللهيان بشدّة “الادعاءات بشأن إرسال إيران مسيّرات حربية إلى روسيا من أجل استخدامها في الحرب الأوكرانية”، مشيراً إلى أنّ “إيران اختبرت الحرب المفروضة لثمانية أعوام. لذلك، فهي تعارض الحرب في أوكرانيا واليمن وغيرهما”.
وكان السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد أيرواني، أعلن رفض طهران “بشدة المزاعم، التي لا أساس لها، من الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) والولايات المتحدة بشأن بيع إيران طائرات مسيّرة لروسيا”. وأضاف أن “تحقيق الأمم المتحدة في إطار القرار 2231 غير قانوني، ويجب ألّا تعمل هذه المنظمة وفق رغبات الدول الغربية”.
وسبق أن أكّدت إيران أنّها “لن تقدّم أيّ سلاح، من أجل استخدامه في حرب أوكرانيا، إلى أيّ طرفٍ على الإطلاق”.
ارتياح لمستوى العلاقات بين طهران وموسكو
وأعرب أمير عبد اللهيان، خلال اجتماعه بنائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، في طهران، عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان السبت، إن “عبد اللهيان أعرب عن ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية بين طهران وموسكو، ولعقد الاجتماع الأخير للجنة التعاون المشترك بين البلدين بنجاح”. وأكد الطرفان “الآراء ووجهات النظر المشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية”.
وكانت روسيا وإيران وقعتا على وثيقة تعاون استراتيجي لتطوير العلاقات الثنائية، مطلع الشهر الجاري، وذلك خلال اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة في الشيشان.
وأكد المرشد الإيراني، السيد علي خامنئي، أمس أنّ “نظاماً جديداً سوف يسود في المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى أنّ “يدَي الولايات المتحدة ورِجْلَيها ستنكفئ عن أنحاء العالم كافةً، في النظام الجديد”.