فاز بنيامين نتنياهو بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي أقيمت الأسبوع الماضي بالأراضي المحتلة، حيث فازت الكتلة اليمينية بـ 64 مقعداً من أصل 120 هي مقاعد الكنيست الإسرائيلي.
كما أظهرت النتائج النهائية للجنة الانتخابات الإسرائيلية فوز حزب الليكود بـ 32 مقعد و”ييش عتيد”: 24، والصهيونية الدينية: 14، و”المعسكر الوطني”: 12، و”شاس”: 11، و”يهدوت هتوراه”: 7، و”يسرائيل بيتينو”: 6، و”القائمة الموحدة”: 5، والجبهة العربية للتغيير: 5، والعمل: 4.
ومن المرجح أن تكون لتلك النتائج تداعياتها على الشعب الفلسطيني والتي وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها مرعبة بسبب وصول الأحزاب المتطرفة إلى السلطة والتي تسعى لإخراج العرب المقيمين في الأراضي المحتلة، وترفض دخول الإسرائيلين العرب للكنيست.
كما تطرقت بعض الصحف الغربية إلى أن ولاية نتنياهو تلك لن تكون كمثيلتها في السابق بسبب الأحزاب الدينية وعلى رأسها “الصهيونية الدينية” والذي حصد 14 مقعد لأول مرة، فهي قد تساعد رئيس حزب الليكود في كثير وقد تعوقه أيضاً ما يضع أمام المقاومة الفلسطينية بعض الفرص رغم أن النتائج الانتخابية تعد خطيرة في ذاتها.
الأكثر تطرفاً على الإطلاق
يعتبر البعض أن فوز كتلة حزب الليكود بقيادة نتنياهو سينتج عنه الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة الاحتلال، ذلك لأن الكتلة تضم حزب نتنياهو والذي فاز بـ 32 مقعداً يليه حزب الصهيونية الدينية والذي فاز للمرة الأولى ب 14 مقعد بالإضافة إلى حزب “عوتسما يهوديت” الذي يتزعمه إيتمار بن غفير المتطرف الإسرائيلي وحزب شاس وحزب يهودوت هتوراه.
تتفق كل هذه الأحزاب حول نظرية التضييق على العرب بالأراضي المحتلة علاوة عن أنها تحمل الكره تجاه الشعب الفلسطيني وهو ما سيكون له تداعياته حول التعامل مع الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وحتى قطاع غزة.
كما أنه من المرجح أن تقوم تلك الحكومة الفاشية والمتطرفة بزيادة العمليات الاستيطانية بشكل كبير، كما أنها سترفض أي مفاوضات للسلام أو تسوية مع السلطة الفلسطينية، وسوف تعمل بشكل كامل على إخضاع العرب بصورة أوسع.
وتأتي عملية الإخضاع على صورتين صورة داخلية وهي استخدام القمع والتنكيل تجاه الفلسطينيين مع الاستمرار في التعامل مع العرب بالداخل بنظرية التمييز أما الصورة الثانية والتي يسميها نتنياهو العرب البعيدين ويقصد بها الشعوب العربية والتي تخضع حكامها بطبيعة الحال لحكومة الاحتلال وتقوم بالتضييق على شعوبها التي تدعم القضية الفلسطينية.
الثور الأهوج
رغم أن وجود أحزاب متطرفة وعلى رأسها الصهيونية الدينية يخدم بنيامين نتنياهو إلا أنه سيكون كالمتحكم في ثور أهوج خلال فترة حكمه، بيد أن تلك الأحزاب والتي ستشكل الحكومة صدامية الطبع وهذا ما سيجعله في صدام دائم في عدة جبهات.
الجبهة الاولى هي الإدارة الأمريكية نفسها والتي تسعى للتهدئة في المنطقة بشكل كبير خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وهذا ما سيضطر نتنياهو للسعي للتهدئة أيضا وهو ما سترفضه تلك الأحزاب.
اليمين المتطرف سيزيد من حالات الاقتحام للمسجد الأقصى وهو ما سيدفع المقاومة الفلسطينية للرد واشتعال الأحداث من جديد في ظل تحديات تواجه نتنياهو في الوضع الراهن وقد يشعل هذا حرباً جديدة مع ارتفاع وتيرة المقاومة في الضفة الغربية.
أما في حال اندلاع حرب جديدة فسوف تقع المستوطنات تحت تهديد المقاومة من جديد وعلى الرغم من أن الحكومة تحاول توفير الحماية لتلك المستوطنات إلى أن خشيتهم على فقدان حياتهم سيضعف من شعبية نتنياهو وهو يعلم هذا جيداً.
الخلاصة أن الحكومة الإسرائيلية القادمة هي الأكثر تطرفاً وإرهاباً وقد يكون لها تأثير سلبي على حياة الفلسطينيين لكن المقاومة الفلسطينية قد تجد بعض الفرص مع اندفاع تلك الأحزاب المتطرفة والإرهابية.