منذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، سعت دول العدوان لتحقيق أهدفها ومصالحها الخاصة من خلال السيطرة على الثروات والجزر والمحافظات اليمنية، وما تجدر الإشارة اليه أن الأهداف والمصالح لكل دولة من دول العدوان تختلف عن الاخرى، فالإمارات سعت منذ البداية إلى دعم المجموعات المسلحة في جنوب اليمن وعملت على تشكيل المجلس الانتقالي الذي هدف منذ البداية إلى السعي والعمل من أجل فصل جنوب اليمن عن شمالة.
وما لا يخفى على أحد أن المجلس الانتقالي الجنوبي وحتى قبل تشكيل ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي حاول فرض أمر واقع جديد، من خلال سيطرته الأمنية والعسكرية على بعض المحافظات الجنوبية حيث إن المجلس الانتقالي الجنوبي له أهدافه وتوجهاته وحتى دعمه الخاص من بعض الدول مثل الإمارات.
الصراع بين الإمارات والسعودية فيما يخص جنوب اليمن ظهر للعلن منذ البداية، حيث إن الإمارات دعمت وسلحت المجلس الانتقالي الجنوبي فالمجلس الانتقالي الجنوبي يرى أن السعودية خذلته ولم تتعامل معة بالشكل المطلوب حيث إن أحد أسباب احتداد الصراعات بين المجلس الانتقالي، ومجلس القيادة الرئاسي، هي التغييرات الواسعة التي طالت بشكل خاص العمليات العسكرية التي جرت في شبوة وأبين. نتيجة ذلك فإن الانقسامات داخل التحالف هي موجودة من البداية ولكن يبدو أن تلك الخلافات التي كانت بالاصل موجودة وصلت إلى ذروتها.
مراحل وسر الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن
لقد أصبح التحالف السعودي مُفككاً بسبب صراعات المصالح حيث كشفت الانشقاقات الاخيرة التي حدثت والمواقف الصادرة عن قادة في المجلس الانتقالي الجنوبي ضعف الاستراتيجية لدى التحالف السعودي ومجلس القيادة الرئاسي .في هذا السياق إن الخلاف السعودي الإماراتي في الساحة اليمنية بدا واضحًا منذ عام 2015 بين أبوظبي التي تضع ضمن أهدافها محاربة حزب “الإصلاح” اليمني، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والرياض التي تستضيف قيادات الحزب وتتعاون مع أذرعه العسكرية لمساندة ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي.
وفي عام 2017، اعتقلت القوات الإماراتية في مطار عدن قائد قوات اللواء الرابع حرس رئاسي، العميد مهران القباطي، المحسوب في ذلك الوقت على ما تسمى الشرعية وفي عام 2019، شكّل إعلان الإمارات عن تخفيض وانسحاب بعض قوّاتها في اليمن، نقطةَ خلاف جديد في الملف اليمني. ففي حين اعتبر البعض أن مثل هذه الخطوة عبارة عن إعادة انتشار استراتيجي ناتج عن قيام الإمارات بتدريب قوات يمنية خلفًا لها في المنطقة، فسّر البعض في المقابل أن مثل هذه الخطوة تأتي في إطار ترك السعودية وحدها.
الانتقالي يرفض دستورا سعوديا جديدا لوحدة في اليمن
موخراً صعد المجلس الانتقالي التابع للإمارت والمنادي بانفصال جنوب اليمن ،الثلاثاء، ضد السعودية بشكل مفاجئ، فخلال الأيام الماضية أعلنت مصادر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أنها لن تدخل ابداً في معارك قادمة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية التابعة لحكومة الإنقاذ الواطني في صنعاء.
حيث نشرت الصحف الإخبارية أن ” المجلس الانتقالي الجنوبي بعث برسالة جديدة إلى صنعاء بهذا الخصوص”، في هذا السياق قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي إن المجلس الانتقالي لن يشارك في اي معارك مستقبلية ضد “الحوثيين” قبل انجاز تفاهمات سياسية كثيرة” وأوضح أن على كل طرف في المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي ان يضع شروطه على الطاولة قبل الدخول في أي معارك جنبا الى جنب ضد قوات صنعاء.
من جهةٍ اخرى قال عبدالله الغيثي، القيادي في المجلس الانتقالي، أن”مشروع الوحدة الجديدة” شرعنة لاستمرار ما وصفه بـ”احتلال الجنوب”، متهما في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي السعودية بتصعيب انفصال الشمال عن الجنوب لأهداف وصفها بالاحتلالية والاطماع الاستعمارية. ولم يكشف الغيثي تفاصيل المشروع المزعوم، لكن تزامنه مع ضغوط تفكيك فصائل الانتقالي يشير إلى المساعي التي تقودها السعودية في عدن وتهدف من خلالها دمج فصائل الانتقالي بوزارتي الدفاع والداخلية في حكومة معين.
في الختام من الواضح أن هناك تبايُناً بين كل من السعودية والإمارات بشأن المسارات السياسية والاقتصادية والسيطرة على المحافظات فيما يخص اليمن، وقد أدّى هذا التباين إلى تضخيم التوتر وتزايد الخلافات الموجودة مسبقًا، وفي ظل تزايد الخلافات بين البلدين تطرح العديد من التساؤلات حول التداعيات المحتملة لهذه الخلافات.فلا يخفى على أحد أن التباين في المواقف بين السعودية والإمارات لها دلات عديدة وسيكون له عواقب وخيمة على تحالف العدوان السعودي فالتحالف اليوم يمر بأسوأ حالاته .