أعلنت سيؤول، اليوم الخميس، أنّ كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، لكنّها رجّحت أن تكون هذه العملية قد باءت بالفشل، وسط وابل قياسي من الصواريخ التي أطلقتها بيونغ يانغ في الـساعات الـ 24 الأخيرة.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنّ “عملية إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً عابراً للقارات يُفترض أنّها باءت بالفشل”، مضيفاً أنّ “التقديرات تشير إلى أنّ الإخفاق حصل في المرحلة الثانية من عملية انفصال الصاروخ”.
وذكرت وزارة الدفاع اليابانية أنّ “الصاروخ الكوري الشمالي لم يحلّق فوق الأرخبيل، لكنّه اختفى فوق بحر اليابان”.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة للجيش، في بيان، بأنّها رصدت، في وقت مبكر الخميس، إطلاق صاروخ بالستي بعيد المدى، تبعه بعد فترة وجيزة إطلاق صاروخين قصيري المدى.
وأشار البيان إلى أنّ مدى “الصاروخ البالستي بعيد المدى يبلغ نحو 760 كيلومتراً ويصل إلى ارتفاع 1.920 كيلومتراً بسرعة 15 ماخ”، مضيفاً أنّ “الصواريخ البالستية قصيرة المدى حلقت قرابة 330 كيلومتراً على ارتفاع نحو 70 كيلومتراً بسرعة 5 ماخ”.
وأمس الأربعاء، أعلنت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أنّ كوريا الشمالية أطلقت 10 صواريخ بالستية في اتجاه البحر الشرقي، سقط صاروخٌ منها قرب المياه الإقليمية لسيؤول، في حادثٍ تكرر بكثرة في الآونة الأخيرة.
وقالت الهيئة إنّ صاروخاً بالستياً سقط في المياه الإقليمية التابعة لكوريا الشمالية للمرّة الأولى منذ تقسيم شبه الجزيرة الكورية، إلى جانب إطلاق 6 صواريخ إضافية في اتجاه البحرين الشرقي والأصفر.
ورداً على صواريخ كوريا الشمالية، قال الجيش الكوري الجنوبي إنّه أطلق صواريخ أرض-جو في اتجاه المياه الدولية شمالي خط الحدود مع بيونغ يانغ.
وفي السياق، حضّت الولايات المتحدة جميع الدول على تعزيز العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، باعتبار أنّها “انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي بـ”إطلاقها صاروخاً بالستياً عابراً للقارات.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون إنّ “الولايات المتحدة تدين بشدة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لاختبارها صاروخاً بالستياً عابراً للقارات”، مؤكدةً ما أعلنته كوريا الجنوبية عن عملية الإطلاق في وقت مبكر الخميس. وأضافت أنّ الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي “يعملان لتقييم الوضع بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء”.
يُشار إلى أنّ إطلاق الصواريخ يأتي في وقتٍ تُجري فيه سيؤول وواشنطن تدريبات جوية مشتركة باسم “فيجيلانت ستورم” بمشاركة نحو 240 طائرة، بما في ذلك طائرات الشبح المتقدمة عبر سماء شبه الجزيرة الكورية.
وأعلن سلاح الجو الكوري الجنوبي أنّه سيمدّد المناورات الجوية المشتركة مع الولايات المتحدة بعد “الاستفزازات الكورية الشمالية الأخيرة”.
ونددت كوريا الشمالية بالتدريبات العسكرية المشتركة بين سيؤول وواشنطن، ووصفتها بأنّها تدريبات على “الغزو”، داعيةً واشنطن إلى إنهاء سياستها “العدائية”.
يُذكر أنّ الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية تعهّدت قبيل المناورات بردٍّ “لا مثيل له” في حال أجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي السابع، بحسب مزاعم الدول الثلاث.