أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ

المتابٍعُ للعملياتِ العسكريةِ التي يسطّرُ ملاحمَها أَبطالُ الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات والتي ارتفعت وتيرتُها منذ بداية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وما يحقّقونه من انتصاراتٍ وضرباتٍ قويةٍ منكّلة بالعدو وأَدَوَاته وعُمَلائه من المنافقين، مجسّدين عملياً قوله تعالى (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ).
وبالتوازي مع الشدة التي يتلقاها أعداء اليمن على يد أحفاد أنصار رسول الله ينطلقُ المجتمعُ اليمني المؤمن في برامج عملية تجسد عملياً قوله تعالى (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، ويتضح ذلك من خلال الانشطة المجتمعية المتمثلة في انطلاقة كُلّ يمني في المدن والقرى لتفقُّد أسر المقاتلين المرابطين في الجبهات وزيارة جرحى الجبهات في المستشفيات وتفقد حاجات أهالي الشهداء وتنظيم مشاريع توزيع السلة الغذائية على الأسر المحتاجة التي فاقم العدوان وحصاره على اليمن من معاناتهم مجسّدين بذلك أخلاقَ رسول الله والقيم والمبادئ التي بُعِثَ بها رحمةً للعالمين.
لم يقتصر النشاطُ المجتمعي على تلك الأعمال فقط، بل تعداه لأن ينظم أهل اليمن وقفات قبَلية داعمة للجبهات بالمال والرجال وحملات نظافة للشوارع والأحياء وتنظيم الندوات والفعاليات التي تُحيي في نفوس اليمنيين عظمةَ الرسول الأعظم عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والتسليم.
إن كُلَّ تلك الأعمال التي تمثّلُ الشدةَ على الكفار والرحمة بين المؤمنين هي تعبيرٌ صادقٌ وحقيقيٌّ من قبل أهل الإيمان والحكمة على شكرهم لله على نعمة الهداية التي بعث اللهُ بها محمداً وتعظيمهم لمِنَّــة الله عليهم، إذ بعث فيهم هذا الرسول العظيم وهذا الدين القويم، على قاعدة ونهج رسول الله في التوحد في مواجهة العدوان والطاغوت والظلم والفساد.
وانطلاقاً من هذه الآية التي جاءت في سورة الفتح ينطلق أحفاد أنصار رسول الله شعب اليمن، يمن الأنصار، يمن الأوس والخزرج الذين آووا ونصروا وحملوا راية الإسْلَام عاليةً والذين كانوا سبّاقين للإيمان والنُّصرة ومَن تبوؤا الدار والإيمان ليحذوا حذوَ أسلافهم بالتمسُّك بالإسْلَام وقيمه وبمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وبالاقتداء به والاحتفاء به والتوقير له والتعظيم له، انطلاقة عملية في مواجهة العدوان على اليمن وتعزيز وتقوية الموقف الداخلي ليتمكنوا من تجسيدِ قوله تعالى (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).
ولذا فإن إحياءَ أهل اليمن لذكرى المولد النبوي الشريف تحت شعار (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) يعتبر أهلُ الايمان والحكمة خطةً عمليةً لعام الفتح في مواجَهة العدوان والحصار المستمر عليهم.

بقلم حامد البخيتي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا