“خاص”
أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ ٱلرَّجِیم
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ…وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ…قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ) “سورة البقرة الآيات 30 و31 و32”
قال تعالى: (ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ)
“سورة الملك الآية 2” صدق الله العظيم
ماذا يشاهد؟
عالم أطفال اليوم يأخذ مبلغ من المال من أمه وابيه وأخيه ليشتري بها جعالة حلويات بعد الظهر ثم تشاهده منزوي في احد اركان الشارع ومُنسجم مع الهاتف الجوال منفرداً او مع اقرانه ابناء الجيران وبدل الحلويات كان كرت نت شبكة الواى فاى.. ياترى ماذا يشاهد الطفل هو واقرانه بهذا العمر او بعمر المدرسة والثانوية؟
التلامس اخطر من المشاهدة
من المحال ان تقوم الدولة بحجب مواقع أصبحت كالهشيم تتجاوز الفضاء والحدود والجدران لتغزو عقول الاطفال بل ان دول خيانة التطبيع مثل الامارات السعودية تركيا وقطر اصبحت بيئة خصبة للانحلال الصهيوني الماسوني بالتلامس المباشر بالقانون او القرار السياسي او التجاهل المتعمد ولهدم سنن الكون سنن الخالق الملك القدوس لغرض في نفس يهود تل ابيب.
بل ان قوى الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواتهم في المحافظات المُحتلة مثل عدن حضرموت وتعز الغربية تشجع انحلال ما يسمى بالمثليين الشواذ وما لم يحققه الهاتف الجوال تحققه أدوات الصهيونية بأنظمة التطبيع، وقوى العدوان والغزو والاحتلال والنهب والمنظمات المشبوهة.
اذاً المجتمع الإسلامي بصفة عامة واليمني خاصة مُستهدف شئنا أم أبينا والتلامس اخطر من المشاهدة وما المشاهدة الّا جسر للعبور الى مرحلة التلامس وبظل هكذا وضع من المسؤول؟ والمسؤول من لوقف هذا الباطل؟
لماذا.. لماذا..!؟
طفلة لم يتجاوز عمرها الـ 6 سنوات حصل معها حادثة وهي في بيت ابيها وإمها وخلال زيارة عائلية لمنزلهم حدث من الطفل الزائر المتأبط هاتف ونت بيانات تصرف غير مألوف وسريعاً هرعت الطفلة الى ابيها وإمها وبكل ثقة وبراءة واقتدار ووضوح وصراحة تروي لهم ماذا عرض لها الطفل الزائر من مشاهد وحينها وجوه اسودّت ووجوه ابيضّت للعائلتين وبالتالي نتساءل ما دوافع تصرف كلاً من الطفل والطفلة ؟
الأساس الأصل
رواية الطفل والطفلة حدثت بالفعل وهم بعمر البراعم وليسا بعمر المدرسة اذاً الأباء هم المسؤولين واذا كان الاساس متين فالبناء يكون اقوى ويتحمل 20 طابق واذا كان هشاً ودلال وتهاون سرعان ما يتهاوي عند اى منعطف وطارئ ما والوقاية خير من العلاج.
تكامل
في مراحل الدراسة هناك تكامل بين المدرسة والأسرة لمراقبة الطلاب وتواصل دائم بين ادارة المدرسة وولي أمر الطالب لتقييم الطالب المهمل والسيئ للافضل ولتكريم الطالب المتفوق بالتحصيل العلمي والاخلاق، ولانستثني دور المسجد وخطبة الجمعة والمجتمع والدولة ومؤسساتها والهدف هو التقييم للافضل للاحسن اولاً وثانياً وثالثاً وفي حالة الاستعصاء يكون التشهير والعقاب ردع له ووقاية للمجتمع.
يشار اليه بالبنان
من الأم والأب نتعلم القيم والمبادئ والأخلاق والصلاة والصيام، هم القدوة في كل شئ والباقي مُكمًل وكذلك من الأب والأم يجب أن يتعلم الابناء كيفية التعامل مع الهاتف ايجابا وتقع على الأباء مهمة معرفة المواقع والتطبيقات الهادفة بما يتناسب مع العمر والتمني على الدولة عبر التلفزيون وعبر برنامج متخصص عن عالم النت أن يساعدو الآباء في تحديد المواقع الدينية والترفيهية والألعاب للأطفال والشباب.
لكن اذا تجاهلت الدولة ومُنع الآباء الطفل والفتاة من الهاتف والنت بالنهر والضرب والعيب وهذا للكبار بينما الطفل والفتى يشاهد اقرانه الصغار يمتلكون ويتعاطون مع النت والهاتف والبديل الشارع وباحتمالين ايجاباً او سلباً اذاً البيت والأسره الأساس واذا أُحسنت التربية بكيفية التعامل الايجابي مع النت سيصبح ابنك نابذاً وكارها لكل ما يشاهده من السيئات وبشكل حاسم وقاطع.
ويصبح مثالاً يحتذي به من اقرانه بالمدرسة والجيران وبالمفيد ويشار له بالبنان من قبل الجميع بالاستقامة والإفاده من عالم بحار النت فهو يتقن السباحة في امواج البحر القاتله ويستطيع اصطياد السمك ومن عالم النت يستطيع ان يدخل مواقع سيئه ومواقع للعدو ويستخرج منها ما يقوي موقفه وقضيته العادلة لادانه واذلال العدو وكذلك الطفل يشاهد مواقع تكرس مفاهيم الاخلاق والقيم والدراسة فالنت به المفيد والباطل نتجنبه والايجابي نتعامل معه والاب والام والاخ الكبير والاخت الكبيرة هم المسؤول الاول والاخير.
زمن السينما
في زمن السينما والتلفزيون الحكومي كانت الدولة تحدد المسموح وغير المسموح وكان بعض الأباء يحدد فلم السينما و المسلسل التلفزيوني المفيد ويرافق ابنائه للسينما خاصة في ايام العطل والاعياد كنوع من انواع مزايا ترفيه العصر والتعامل معه يكون بالتكيف مع المفيد ونبذ العاطل لا المنع الكامل، فكان عالم السينما والتلفزيون ودشات الصحون اللاقطة حتى وصلنا الى عصر النت والمنظمات المشبوهه وانظمة التطبيع المتصهينة.
ويبقى البيت هو الأساس في كل الأحوال وظرف الزمان والمكان واعطاء الطفل الثقة مع التوجيه المناسب وما الذي يغضب الله سبحانه وتعالى ومالذي لايغضب الخالق جلا وعلا.. لا بأس ان تكافئ ابنك نظير تفوق ما وتشتري له هاتف لابأس ان تعطي هاتفك لابنك لجزء من الوقت ويجب عليك ان تخصص جزء من وقتك لأولادك.
وبعد ان تراجع دروسهم وحل واجب المدرسة مالمانع من تصفحك انت وابنك عالم النت معاً وتحميل التطبيقات غير الضاره ودعه يأنتر ويشاهد وهو الى جوارك بالمنزل اعطه الثقة دعه يناقشك واقنعه بالجواب عيش مع اولادك هموم مراحل العمر واختراعات العصر عن قرب او البديل الشارع وما ادراك ماشوارع اليوم.
ضرب وفتاوى وامثله
البعض من الأباء يحمل الدولة واصحاب البقالات وشبكات الواى فاى السبب ببيع كروت النت للأطفال ويتعامل بأساليب الضرب والنهر مع أولاده بالبيت فعندما يكون بالبيت يري الوضع مُسيطر عليه 100% فالجميع يخشاه خوفاً ورهاب لا اقتناع واقناع وعند غيابه يخرج الطفل والفتى للشارع والأم تعرف وتعلم سلوك ما سيئ ولاتقول للاب خوفاً على ابنها من الضرب فيزداد الطين بله.
فالابن يكذب والأم تكذب والأب المقتنع بالضرب مشغول ومخدوع ومايدري الا وابنه في قسم الشرطه والثمن غالي وهناك أمثلة مستوحاه من واقعنا وبعد أن يتحرر الابن جزئياً من هيمنة الأب والذهاب للجامعة بالعاصمة أو الجيش خدمة الدفاع الوطني سابقاً تجد هذا الشاب يذهب للسينما وبيده مجلة الوان ويسمع اغاني بسماعات الاذن في آن واحد.
والأبشع ان هذا الشاب انتهى الى احضان دواعش الوهابية وهناك فتاة ما تتعرض للمضايقات بالجامعة او الوظيفة او تتعرض للمضايقات باتصالات هاتفية ورسائل الواتس، ثم برامج خبيثة تسحب كل بيانات الهاتف الخاصة وتتعرض الفتاة للابتزاز اما واما النشر ولكنها لاتستطيع ان تحدث ابيها عما يحصل لها لانها مسبقاً تعلم علم اليقين ان ذلك يعني حرمانها من العمل او الدراسة او الهاتف او الواتس وجلوسها بالمنزل.
وقد تتطور الاحداث الى قسم الشرطة ومايدري الاب الا وقد وقع الفأس بالرأس ولكن لو اصغى الاب لهموم الابن والأبنه وتعامل بشكل اخر مع هموم ابناءه لكان الامر مختلف فالفتاة لن ولاتخفي شيئاً ممايحدث لها ثم وضع حدا للمتطاولين عليها وان حدث ذلك فالاسرة والمجتمع بخير معاً.
ومع ظهور اختراعات العصر كانت فتاوى الفقهاء بمنع السينما والراديو والتلفزيون والمسلسلات والدش ومع الزمن تلاشت الفتاوى فالاختراعات فرضت نفسها وتكيف البعض واصبح لديه قنوات ومسلسلات ومذيعات ونوادي رياضية وسينما هادفه مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية بمسلسل يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام وأفلام سينمائية مثل فلم “أويس المرادي” لان البديل هو الارتماء في احضان العدو، في احضان هوليود وبوليود.
أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ
مرحلة الشباب هو أخطر مرحلة من مراحل الانسان وفي هذا الزمان هى الأخطر بعالم النت والتكّيف الايجابي وتطويع اختراعات العصر للبناء لا للهدم هو الحل ونبذ الاختراعات يعني التقوقع والانعزال يعني سيطرة الخارج المُعادي علينا بالتحكم بنا عن بعد بالريموت كنترول باللمس والزمن القادم هو زمن العالم الرقمي.
مثلاً الصين تنتج مصنع حديث يعمل بالارقام واللمس وتبيعه لليمن لكن تشغيل المعدات من الصين بالارقام وكذلك الاسلحة الحديثة والبعض يريد ان يعيش في زمن البعير والخيمة ونأكل لنعيش ونعيش لنأكل ومن البيت للمسجد والخارج يتحكم بالخيرات ووسائل الحياة فهو يستخرج خيرات النفط وينهبنا ويعمم قيم الاستهلاك والاخراج ويخترق الامة الاسلامية بفتاوى فتن التكفير والاقتتال الداخلي وينشر الفساد للتحكم والسيطرة.
والباطل والحق والشر والخير صراع مُستمر حتى يوم القيامة والحياة الدنيا دار ابتلاء لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ والبعض الذي يقول بفتاوى تحريم النت واخترعات العصر هم يستعملون اختراعات عصر النت والسيارات والتلفزيون والراديو والهاتف والواتس وجوجل والطيران وحتى مختلف انواع ملبوسات ومكياج النساء والعطور.
ارتداد الشر
لاخيار لنا سوى تكييف الاختراعات لمصلحتنا، وكما يقال تحويل التحدي الى فرصة ورد كيدهم الى نحرهم يريدون نشر الانحلال بالنت للتحكم والسيطرة علينا بالباطل، ونحن سنستخدم عالم النت بنشر الوعي والتثقيف وبالحق وبكل الوسائل والامكانيات المتاحة ولكل مستويات الوعي والفهم والادراك والاعمار للذكر والانثى والطفل والشايب لكل الاجناس والقوميات وبالحق وليعم اسلام الرحمة للعالمين والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
3ربيع الثاني 1444هجرية
28 اكتوبر 2022م
