اندلعت اشتباكات عنيفة خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة في وقت متأخر من مساء الإثنين.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “صفا”، فإن قوات خاصة إسرائيلية حاولت التسلل متخفية بعدة مركبات تحمل لوحات فلسطينية إلى مدينة نابلس، وجرى اكتشافها من قبل مقاومين، في إشارة إلى ” عرين الأسود”، لتندلع اشتباكات عنيفة معها.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: “تعمل قوات الأمن حالياً في منطقة مدينة نابلس لمكافحة الإرهاب”. فيما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي والوحدات الخاصة أنها تقود عملية واسعة النطاق ضد مجموعة “عرين الأسود”.
وأشار شهود عيان، إلى أن عدة جيبات عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة تعزيزاً للقوات الخاصة التي تواجه كثافة نيرانية عالية من قبل المقاومين.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء بالبلدة القديمة من المدينة بعد أن تم قصفها، حيث سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات وشوهدت أعمدة الدخان واللهب تنبعث من عدة أحياء، وأعقب ذلك اندلاع مواجهات وصفت “بالعنيفة” بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة بمساندة طائرات مُسيّرة.
شهداء وجرحى
وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب نحو 20 آخرين برصاص الاحتلال حتى وقت كتابة هذا التقرير.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ثلاثة شبان وإصابة 19 آخرين بجراح متفاوتة برصاص الاحتلال في نابلس، بينهم ثلاثة بحالة خطرة وإصابة بحالة متوسطة. ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى البلة القديمة ونقل الجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان.
وفي وقت سابق، قال مدير الإسعاف والطوارئ في “الهلال الأحمر” في نابلس، أحمد جبريل، إن الطواقم الطبية تعاملت مع شهيدين و14 إصابة بالرصاص الحي بينها إصابتان خطيرتان وتم نقلها إلى مستشفى رفيديا والمستشفى العربي بنابلس.
وذكرت تقارير فلسطينية أن من بين الشهداء “جثمان متفحم نتيجة قصف الاحتلال لمركبة فلسطينية”؛ وأكدت التقارير أن “من بين المصابين أفراد من أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث تم اكتشاف قوة إسرائيلية وجرى تبادل إطلاق بين الطرفين”.
اقتحام سابق
جدير بالذكر أنه وفي وقت سابق من مساء الإثنين، قال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة اقتحمت نابلس من عدة مداخل. وأوضح الشهود أنه سمعت أصوات إطلاق نار وتفجيرات في البلدة القديمة من نابلس.
وأكدت المصادر اقتحام قوات الاحتلال عدة أحياء في البلدة القديمة من المدينة، وحاصرت أحد المباني في حارة الياسمينة وقصفته بصواريخ، حيث سمعت أصوات إطلاق نار وتفجيرات في المنطقة.
ولفتت مصادر محلية إلى انتشار قناصة الاحتلال على أسطح المنازل والمباني المطلة على مركز المدينة وعلى أحياء البلدة القديمة، حيث استهدف جنود الاحتلال بالرصاص الحي أفرادا من قوى الأمن الفلسطيني وأصاب أربعة منهم بجروح.
يذكر أنه ولليوم الرابع عشر، تعيش مدينة نابلس ومخيماتها تحت حصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي عقب مقتل أحد جنوده الأسبوع الماضي، على يد مجموعة “عرين الأسود”.
اقتحام نابلس جريمة حرب
بدورها، نددت الرئاسة الفلسطينية، بعملية الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وقالت في بيان، إن “ما يجري من عدوان إسرائيلي على نابلس هو جريمة حرب”. وأضافت: “ندين بشدة العدوان ونحمل الحكومة الإسرائيلية تداعياته”.
مقاومة
من جانبها، دعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أبناء الأجهزة الأمنيّة الشرفاء للدّفاع عن أبناء شعبهم بكلّ ما أوتوا من قوّة وبسالة. وأضافت: يا أهلنا انفروا إلى نابلس والتحموا مع أبناء شعبكم في هذه الملحمة البطولية.
هذا وأصدرت مجموعات عرين الأسود فجر اليوم الثلاثاء، بيانا صحفيا، عقب اقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس، واندلاع اشتباكات عنيفة، واستشهاد مواطنين وإصابة عدد آخر.
وقالت “عرين الأسود” في بيانها إنه “حان وقت خروج الأسود من عرينها”، وقالت إنه “بالاستشهاد عزنا أما الاستسلام فهو طريق الذل والهوان”؛ وقال جيش الاحتلال في بيان إن “قوات الأمن تعمل حاليا في منطقة مدينة نابلس”.
وأضافت مجموعة “عرين الأسود” في بيانها أنه “يا أيها الشعبُ العظيم، أنتم القوة وأنتم المُستقبل وأنتم حياة الأمة، بالجهاد عزنا وبالقتال عزنا وبالاستشهاد عزنا، أما الاستسلام فهو طريق الذل والهوان، هو طريق الخزي والعار”.
وظهرت مجموعات “عرين الأسود” علنًا في عرضٍ عسكريّ مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي في البلدة القديمة في نابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية وحدهم السلاح الموجه نحو الاحتلال الإسرائيلي، ويتخذون من البلدة القديمة في نابلس مقرا لهم.
وتؤكد مصادر مقربة من “عرين الأسود” تحدث لوسائل إعلام فلسطينية، أن “المجموعة ترفض أي مساومة لحلها من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وترى بأنها وجدت لكي تقاتل”.
ونفذ مقاتلو المجموعة عدة عمليات إطلاق نار ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، أبرزها في الـ 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حين نفذت 5 عمليات إطلاق نار أسفرت عن مقتل جندي في جيش الاحتلال وإصابة آخرين.