أوكرانيا تستعد لتأدية تمثيلية تستخدم خلالها قنبلة في أوكرانيا لاتهام روسيا باستخدام السلاح النووي، في مشهد يعيد إلى الذاكرة فبركات مشابهة في كل من سوريا وإيران، فما القصة؟
تخط الاتهامات الجاهزة، والحجج الواهية، مشاهد الحروب سواء في أوكرانيا مؤخراً، وقبلها في سوريا، على شكل فبركات وتمثيليات بهدف اتهام الخصوم وعزلهم عن المجتمع الدولي.
وبما أنّ بعض ساحات الصراع في العالم متشابهة، فهل تحضر كييف مشهداً تمثيلياً مشابهاً لما جرى في سوريا قبل أعوام تحت اسم “مسرحية الأسلحة الكيميائية”، التي كان الهدف منها تشويه صورة الحكومة السورية حول العالم واتهامها باستخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين؟
كييف تتحضر لـ”قنبلة قذرة”
في الساعات الماضية، تحدثت مصادر عما نشر حول أنّ “نظام كييف يحضّر لاستخدام قنبلة في أوكرانيا لاتهام روسيا باستخدام السلاح النووي”، وهو ما وصفته تقارير بـ”القنبلة القذرة”.
وأشارت المصادر إلى أنّ الغرض من الاستفزاز هو “اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في مسرح العمليات الأوكراني، وبالتالي شن حملة قوية ضد روسيا في العالم تهدف إلى تقويض الثقة بموسكو، إلى حد حرمانها من عضوية مجلس الأمن الدولي”.
وفي السياق، أفاد موفد الميادين إلى القرم، نقلاً عن مصادر عسكرية محلية، بأنّ “القوات الروسية العاملة في مسرح العمليات تتخذ الاحتياطات اللازمة، بعد تلقيها معطيات وأدلة تشير إلى أنّ كييف بدأت عملياً بتنفيذ هذا المخطط”.
وناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الأحد، مع نظرائه الأوروبيين الوضع المتصاعد في أوكرانيا، محذراً من احتمال استخدام كييف لقنابل تحتوى على مواد إشعاعية.
وكان نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة قسطنطين فورونتسوف أكّد، في وقتٍ سابق، أنّ روسيا لم تهدد ولا تهدد كييف باستخدام السلاح النووي ضدها.
وفي وقتٍ سابق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ أوكرانيا تخلق مخاطر مرتبطة باستخدام أسلحة الدمار الشامل، معتبراً أنّ هذا يتضح من تصريح الرئيس الأوكراني بشأن “الضربة الوقائية” من قبل حلف الناتو على روسيا.
عودة إلى مشهدٍ سوري
ويعيد هذا السيناريو، المشهد السوري إلى الأذهان وتمثيلية “الخوذ البيضاء” التلفزيونية في خان شيخون بمحافظة إدلب السورية.
وزعمت الرواية في سوريا استخدام السلطات السورية غاز السارين ضد المدنيين، إلى أنّ أكد تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن الهجوم الكيميائي المزعوم، كان عبارة عن مسرحية.
وهذا ما فعلته القوات الأوكرانية سابقاً في “بوتشا”، حيث نفذت هجوماً وهمياً آخر في المدينة التابعة لمنطقة كييف بعد مغادرة العسكريين الروس، ونشره ممثلو أوكرانيا ورعاتهم الغربيون عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية.
وقالت موسكو حينها إنّ “صور القتلى المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية كانت بأوامر من الولايات المتحدة، في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم إلى موسكو”، مشيرةً إلى أنّ “أساتذة الاستفزاز هم بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية بدورها الاتهامات بقتل قواتها مدنيين في بلدة بوتشا في مقاطعة كييف، خلال العملية العسكرية التي تنفذها موسكو في أوكرانيا.
تمثيلية أخرى في إيران
وهذه السيناريوهات تكررت مؤخراً في إيران، في قضية وفاة الشابة مهسا أميني، التي فارقت الحياة في إثر نوبة قلبية وليس عنف الشرطة، لكن الرواية الجاهزة والمتداولة، سعت إلى توتير الشارع الإيراني خدمةً لخصوم طهران، التي التي أعلنت أنها سترفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة بسبب تورطها المباشر في هذا التوتر.
وفي الأسابيع الأخيرة سعت الدول الغربية إلى تصوير ما يجري في إيران بشكل مضخم، من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه، كانت تشهد العواصم الأوروبية تظاهرات واحتجاجات لكنها لم تظهر إطلاقاً على الشاشات الغربية.
وكمثال على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الغربية في توجيه الأحداث بما يتناسب مع مصالحها، المظاهرات العمالية في باريس، التي حاولت وسائل الإعلام الفرنسية خلالها “شيطنة” المتظاهرين، لتحملهم مسؤولية ما يجري على الأرض.
ووصفت بعض الصحف الفرنسية أن ما يجري في فرنسا من احتجاجات وإضرابات أعاقت العجلة الاقتصادية كانت بمثابة “جلطة قلبية”، بحسب تعبير صحيفة “الفيغارو”، وفي رأي صحيفة “لوموند”، فإنّها “حرب داخلية”.