المشهد اليمني الأول| خاص
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي مساء أمس الأول الأربعاء الشروط التي وضعها هادي للقبول بالخطة الاممية التي قدمها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ لحل الازمة اليمنية.
وحثت الولايات المتحدة هادي وحكومته على القبول بخطة السلام كأساس للتفاوض معبرة عن خيبة أملها لرفض الخطة في أول موقف أمريكي صريح منذ اتفاق مسقط ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر خلال مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة تشعر “بخيبة أمل” من رد فعل هادي تجاه الخطة الاممية وقال ندعو حكومة هادي لقبول خارطة الطريق، مضيفا أن خارطة الطريق تتضمن خيارات صعبة ونؤكد على أن الحلول الوسط والتنازلات من كل الأطراف ستكون ضرورية للتوصل لتسوية سياسية دائمة.
هادي يلجأ لمجلس الأمن
جاء تصريح المتحدث باسم الخارجية الامريكية بعد ساعات من لجوء هادي إلى مخاطبة مجلس الأمن بعدما توارد إلي مسامعه أن هناك توجه لدى الرباعية الدولية لرفض شروطه التي وضعها على الخطة الاممية المقدمة من قبل المبعوث اسماعيل ولد الشيخ ووجه مندوب هادي لدى الامم المتحدة رسالة إلى مجلس الامن جدد فيها وصف الخطة الاممية لحل الازمة اليمنية بأنها سابقة خطيرة مشيرا إلى أن الخطة تمنح الشرعية لمن وصفهم بالمتمردين.
ونصت على الرسالة على ان “خارطة الطريق الخاصة بولد الشيخ أحمد تعطي سابقة دولية وخطيرة إذ تشجع التوجهات الانقلابية ضد السلطات المنتخبة والتوافق الوطني وهذا يمثل خرقا واضحا للقوانين والأعراف المعمول بها دوليا”.
الى ذلك كشفت مصادر دبلوماسية عن اجتماع مرتقب للرباعية الدولية مع المبعوث الاممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ على هامش القمة الخليجية التي انطلقت امس الثلاثاء في المنامة لإجبار هادي على القبول بخطة السلام دون شروط.
ونقل موقع قناة “روسيا اليوم” على لسان دبلوماسيين قولهم أن اجتماعا جديدا لوزراء خارجية الدول الأربع (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات) سيعقد على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها البحرين وأوضحوا إلى أن الاجتماع سيكرس ” للضغط على الجانب الحكومي للقبول بالخطة والذهاب الى جولة المحادثات من دون أي شروط مسبقة” في إشارة على توجه دولي نحو رفض شروط هادي التي سلمها لولد الشيخ التي تضمنها رده على الخطة الاممية.
ويرفض هادي ما تضمنته الخطة الاممية بأن يقوم بنقل صلاحياته لنائب جديد تتوافق عليه الاطراف وتشكيل حكومة وحدة وطنية من تلك الاطراف بالاضافة إلى إقالة نائبه الحالي علي محسن الاحمر.
الى ذلك فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات على اشخاص وجمعيات يمنية بينهم قيادي بارز بحزب الاصلاح “الاخوان المسلمين باليمن” وأحد أهم عملاء السعودية في العدوان التي يخوضها ضد اليمن.
وأعلن مكتب مراقبة الأصول الاجنبية التابعة لوزارة الخزانة الامريكي في قرار فرض عقوبات على الشيخ القيادي الاخواني الحسن أبكر وهو أبرز قيادات حزب الاصلاح في محافظة الجوف، ووضع في قائمة SDN والتي بموجبها يتم تجميد الاصول والاموال التي يمتلكها وبررت الوزارة الامريكية عقوباتها على القيادي الاخواني ابكر بارتباطه بتنظيم القاعدة المصنف في قائمة الارهاب الامريكية ودعم التنظيم ماليا.
كما طالت العقوبات الامريكية ضمن تهمة الارتباط بالقاعدة شخص يدعى صادق الأهدل ويحمل عدة اسماء وهمية بينها عبد الله فيصل ويعرف أيضا باسم الأهدل كما وضعت “مؤسسة الرحمة الخيرية” في قائمة الهيئات والمؤسسات الداعمة للارهاب ومقرها حضرموت، وجاء في القرار الامريكي أن المؤسسة تتبع “صادق الاهدل” والذي طالته العقوبات ضمن قائمة الاسخاص الداعمين للارهاب.
يذكر ان القيادات المذكورة يعيشون داخل السعودية ولديهم علاقات قوية بالاسرة الحاكمة في الرياض.
الأمر الذي إعتبره مراقبون بأن ذلك رد أمريكي حاسم لأي تلاعب من هادي بجهود الأمم المتحدة، بعد نفاذ كل الأوراق العسكرية والاقتصادية أمام صمود الشعب اليمني .