أكد الرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن يوم الرابع عشر من أكتوبر يمثل واحدا من أهم الأيام الوطنية الخالدة في تاريخ الشعب اليمني، وهو -لا شك- يوم يتشرّف به كل يمني ويمنية وكل من يعرف ماذا تعني الحرية والاستقلال.
وفي خطابه مساء اليوم الخميس عشية الـ59 لقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر، عبّر الرئيس المشاط عن أحر التهاني إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، وجميع قادات ومكوّنات الموقف الوطني، وكل الأحرار والمناضلين في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ضد الغازي الأجنبي.
وأشار إلى أن هذه الذكرى تأتي لتعيد إلى الأذهان أياما متشابهة وتاريخا يتكرر ويعيد نفسه على مسرح الأحداث ومشهد المواجهة والصراع بين الأوفياء لشعوبهم وأوطانهم وبين أعداء الشعوب وخونة الأوطان، وهو مشهد يعيد إنتاج نفسه عبر مختلف العصور وفي مختلف البلدان في كل زمان ومكان.
وأوضح أن “التاريخ حينما يعيد نفسه إنما يمنحنا الدروس والعِبر، ويعيد التأكيد على السنن الإلهية الثابتة التي تحكم المتغيّرات وتتحكم في العواقب والمآلات، وتدير صراعات البشر على أساس من حكمة الله في ترتيب معادلات ومقتضيات (الحق الدامغ، والباطل الزاهق)، وهي -لاشك- معادلات ثابتة لا ينكسر في إطارها حق، ولا ينتصر معها باطل”.
وقال الرئيس المشاط إلى أن “أهم الواجبات اليوم النظر إلى هذه الذكرى كمحطة على درجة عالية من الأهمية في إثراء التجارب وتجليات الحقائق، ومراجعة وتقييم الأشخاص والمواقف على أساس من الانسجام التام مع نضالات وتضحيات الشعب اليمني في سبيل حريته واستقلاله منذ ما قبل وبعد الرابع عشر من أكتوبر، وصولا إلى الحادي والعشرين من سبتمبر”.
وأضاف: “وفي هذا السياق، أجدد التهاني لشعبنا بهذا اليوم الخالد، وأعبّر عن عميق اعتزازي بكل مكوّنات الموقف الوطني المناهض للعدوان والحصار، والرافض للاحتلال وكل أشكال التدخل الخارجي في شؤون بلادنا، كما أبارك انسجامها مع مقتضيات وتوجّهات هذا اليوم الوطني، وأدعو كل يمني ويمنية إلى مواصلة التمسك بمشروع اليمن المستقل الذي تقوده اليوم صنعاء وتنفرد به كل قواها الوطنية من دون منافس أو منازع”.
ولفت إلى أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر كانت ثورة كل اليمنيين من صعدة إلى عدن ومن الحديدة إلى المهرة ومن يقف على إرهاصاتها في أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم، سيدرك هذه الحقيقة، في دلالة على واحدية الوجدان اليمني.
ونصح كل الحالمين بتقسيم اليمن وتفتيته – إلى كنتونات وإقطاعيات – بالتخلي عن هذه الأحلام البغيضة، مؤكداً أن “اليمن لن يستقر إلا واحداً موحّدا، وكذلك مصالح اليمن والمنطقة تقتضي الحفاظ عليه موحّدا، وبدون ذلك سيكون الجميع في خطر”.
ودعا الرئيس المشاط الجميع إلى الانحياز المطلق للشعب واليمن الواحد والموحّد، والاستمرار في رفض التبعية والارتهان، والعمل على تحويل كل منها إلى ثقافة عامة وقيم سلوكية ومواقف عملية، ووعي فردي ومجتمعي.
كما دعا كل خصومنا المحليين إلى استكشاف تناقضهم الصارخ مع ثورة الرابع عشر من أكتوبر، واستشعار غربتهم الموحشة عنها وعن أهدافها وكل مقتضياتها القيمية والعملية.
وتوجه إليهم بالنصح قائلاً: “إنني أنصح بالعودة إلى جادة الصواب ومغادرة مواقع الانطواء تحت قيادة الخارج المعتدي، وأدعو إلى التعاطي مع هذه الذكرى كفرصة للمراجعة وتصحيح المواقف، فالوطن -لاشك- يتسع لكل من يؤمن بسيادته واستقلاله، ومن آمن بذلك وتخلى عن الانحياز للخارج ضد الداخل كان له ما لنا وعليه ما علينا، ومن يأبى إلا الاستقواء بالخارج ضد الأهل والوطن فعليه أن ينتظر يوما يشبه يوم من سبقه من أدوات وعملاء المستعمر البريطاني”.
كما دعا الرئيس المشاط دول العدوان إلى الاستجابة العاجلة لمطالب صنعاء المحقة والعادلة، التي سيكون لها أثر إيجابي كبير في المساعدة على العبور نحو السلام، وإنهاء الحرب العدوانية، ومعالجة كل ملفاتها المتعددة.