علقت صحيفة راي اليوم على ما يجري الان بعد تصدع العلاقات الأمريكية السعودية بعد موقف الاخيرة بعد قرار اوبك الذي مثل طعنة للإدارة الامريكية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ..الإدارة الأمريكيّة الحاليّة تشعر أن المملكة العربيّة السعوديّة طعنتها في “الصّدر” بالوقوف وراء قرار منظومة “أوبك بلس” بتخفيض الإنتاج، والتّنسيق الكامل مع الرئيس بوتين في هذا التّوقيت الحَرِجْ، وبما يخدم الموقف الروسي في الحرب الأوكرانيّة، فقد دخل الخزينة الروسيّة أكثر من 120 مِليار دولار مُنذ بدايتها قبل ثماني أشهر بسبب ضرب عرض الحائط بمطالب بايدن في رفع الإنتاج بالقدر نفسه، أيّ مِليونيّ برميل يوميًّا، وتحرير قرارها من التبعيّة الأمريكيّة لأوّل مرّة مُنذ توقيع الملك الراحل عبد العزيز آل سعود على مذكّرة تحالف مع الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945 عمودها الفقري النفط مُقابل الحِماية.
وتابعت الصحيفة من الواضِح أن القيادة السعوديّة قرّرت إعطاء الأولويّة لمصالح بلادها، ورخاء شعبها ومُستقبله، والانضِمام إلى النظام العالمي الجديد الذي تتزعّمه روسيا والصين، وتخفيض تحالفها مع النظام العالمي القديم “المُحتَضِر” بزعامة أمريكا إلى الحُدود الدّنيا، فالغالبيّة العُظمى لصادراتها النفطيّة تذهب إلى الصين ودول شرق آسيا.
كما أن السّلاحين الصيني والروسي باتَا أكثر تطوّرًا في الكثير من القطاعات العسكريّة، وبِما يُمكّنها من تعويض أيّ خسارة للأسلحة الأمريكيّة، وهذه الخُلاصة تنطبق أيضًا على دولة الإمارات العربيّة المتّحدة الشّريك الثّالث في منظومة “أوبك بلس”، خاصَّةً أنّ الإدارة الأمريكيّة الحاليّة رفضت بيعها طائرات الشّبح “إف 35” رُغم تعهّد الإدارة السّابقة بذلك، ولعلّ زي وتضيف الصحيفة دول الخليج، وخاصَّةً السعوديّة والإمارات والكويت وسلطنة عُمان، بدأت في تصحيح خطأ استراتيجي يتمثّل في علاقات قويّة ولكن باتّجاه واحد مع أمريكا.
وبما يخدم مصالح الأخيرة، دون تقديم إلا القليل في المُقابل، وخاصَّةً في ميدان الحماية، وبسبب هذا الخطأ خسرت هذه الدّول ترليونات الدّولارات بالحِفاظ على أسعار نفط مُتدنّية خدمةً للاقتِصادين الأمريكيّ والأوروبيّ، وعندما انخفضت هذه الأسعار إلى حُدودها الدّنيا، وتكبّدت خزائن الدّول الخليجيّة ومُوازناتها عُجوزات ضخمة بعشَرات المِليارات سنويًّا لم تُعيرها أمريكا وأوروبا أيّ اهتمام.
وتشير الصحيفة الى ان تهديد أمريكا بوقف بيع الأسلحة للسعوديّة الكويت والإمارات، وسحب قوّاتها منها سيَصُبّ حتمًا في مصلحة هذه الدّول على المدَيين المتوسّط والبعيد، فهذه الأسلحة ثَبُتَ محدوديّة فاعليّتها خاصَّةً في حرب اليمن، علاوةً على كُلفتها العالية وغير المُبرّرة، ماليًّا وسياسيًّا، فمُعظمها منزوعة التّكنولوجيا المُتطوّرة، ولعلّ المثَل الذي يقول “بركة يا جامع” هو التّوصيف الأكثَر دِقّةً في هذا المِضمار.