الوهابية التكفيرية من تكفير من يحتفي بالمولد النبوي الشريف إلى احتضان اليهود أحياء وآثار وقبور.. قصة صاحب قصيدة “ولد الهُدى” (أحمد شوقي) للشعراوي والظواهري

246

“خاص”

مأمور من رسول الله

في أواخر أيام أمير الشعراء “أحمد شوقي” صاحب قصيدة “ولد الهُدى” في مدح رسول الرحمة العالمين مرض مرضاً شديداً ففوجئ بخادمه يخبره أن فضيلة الشيخ “محمد اﻷحمدي الظواهري” شيخ جامع اﻷزهر الشريف “من أوائل العلماء الذين واجهوا باطل الوهابية التكفيرية” يريد لقاءه فهب شوقي واقفاً وهرول للقـاء الشيخ الظواهري.

فلما قابله ورحب به سأله عن سبب تشريفه بالزيارة فكان جواب شيخ اﻷزهر: “جئتك مأموراً من رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم فقد زارني النبي صلّ الله عليه وآله وسلم الليلة الماضية وأمرني أن آتي إليك وأخبرك أنه صلّ الله عليه وآله وسلم في انتظارك! وبعدها بأربعة أيام تُوفّي أحمد شوقي رحمه الله.

شوقي رضي الله عنه

منذ وفاة أحمد شوقي لم يكن فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي يذكره إلا ويقول: “لا تقولوا : شوقي (رحمه الله) ولكن قولوا : شوقي (رضي الله عنه) فوالله لم يمدح النبيَّ صلّ الله عليه وآله وسلم شاعرٌ مثل ما مدحه شوقى في قصيدة “ولد الهدى”.

أحمد شوقي في سطور

ولد أحمد شوقي في مصر القاهرة عام 1868م وتوفي عام 1932م وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر ولذلك قيل ان أحمد شوقي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وعُرف شوقي بأنه شاعر البلاط الملكي المصري، وفي عام 1927، بايع شعراء العرب كافة شوقي أميراً للشعراء، وبلغ انتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة بيت، وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة وتاريخ وسياسة ومسرحيات شعرية، كما للشاعر مطولة شعرية في عظماء الإسلام وأشهرها “نهج البردة” التي تنافس الشراح على شرحها ولشوقي خمس قصائد في مدح رسول الرحمة العالمين، وهي:

– نهج البردة التي تتكون من 190 بيتاً.
– الثانية هي ذكرى المولد وتتكون من 99 بيتاً.
– الثالثة نظمها عام 1331 هجرية الموافق لعام 1914م
– الرابعة قصيدة “الهمزية النبوية” عام 1334 هجرية الموافق 1917م ومطلعها: “ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء” وهي قصيدة طويلة تحتوي على (131) بيتاً شعرياً.
– الخامسة هي أرجوزة طويلة (دول العرب وعظماء الإسلام) بلغت في عدد أبياتها حد الملحمة الشعرية، حيث بلغ عدد أبياتها (1726) بيتا شعريا، نظمها عندما كان في منفاه بالأندلس إسبانيا حالياً، وهو القائل:
قم للمعلم ووفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا.

الظواهري الأحمدي في سطور

محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري ولد عام 1878م وتوفي عام 1944م، وفي عام1901م ألف كتاب “العلم والعلماء” دعا فيه لإصلاح الأزهر الشريف، ترأس الوفد المصري للمؤتمر الإسلامي الأول في مكة المكرمة عام 1926م، وتولى مشيخة الأزهر الشريف من عام 1929م إلى عام 1935م وخلالها تمكن الظواهري من إصلاح الأزهر الشريف وأنشأ الجامعة الأزهرية الحديثة وبثلاث كليات هي اللغة العربية وأصول الدين والشريعة

وأدخل نظام التعليم الحديث الإبتدائي والثانوي والجامعي وأدخل علوم الهندسة والجغرافيا والحساب والاقتصاد السياسي والقانون الدولي والخطابة والمناظرة وعلم النفس والتربية البدنية والصحافة للمناهج الدراسية وأدخل دراسات جديدة مثل اللغات الأجنبية الشرقية والغربية وأنشاأ مطبعة الأزهر وأرسل بعثات من الأزهر الشريف إلى اليابان والصين والحبشة للدعوة للإسلام.

ولما كان مجابها حسورا للوهابية التكفيرية اشتدت المعارضة عليه من الإنجليز والسلطة السياسية الحاكمة التي قلصا ميزانية الأزهر الشريف وحدثت أزمة اقتصادية خانقة وتم فصل بعض الطلاب من الأزهر وتخفيض الرواتب ولتندلع مظاهرات عارمة من طلاب ومشايخ الأزهر ضد الظواهري الأحمدي، وفي ظل هذه الظروف العدائية، من داخل الأزهر والأحزاب الموالية للإنجليز والسلطة الحاكمة لم يستطع الظواهري مواصلة العمل فقدم استقالته في شهر إبريل عام 1935م وتوارى عن الانظار حتى توفي في عام 1944م.

وبعد وفاته أصدر ابن الظواهري كتاب “السياسة والأزهر” وهو عبارة عن مذكرات للشيخ الظواهري الأحمدي وفيه توثيق وعرض لمواقفه ضد بن سعود عبدالعزيز أثناء المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في مكة المكرمة بعد إحتلال الوهابية السعودية للحجاز، من المهم الإشارة هنا إلى أن الظواهري الأحمدي لا تربطه أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالإرهابي الوهابي التكفيري أيمن الظواهري.

مواقف للظواهري الأحمدي

أثناء انعقاد المؤتمر الإسلامي الأول في مكة المكرمة عام 1926م كان للظواهري الأحمدي رئيس الوفد المصري مواقف خالدة ضد الوهابية التكفيرية وبن سعود عبد العزيز عبر الكلمة التي ألقاها في المؤتمر وفي رد الظواهري على كلمة بن سعود أثناء وليمة غداء للوفود المشاركة، والشهيد الحجازي ناصر السعيد في كتابه “تاريخ آل سعود” في صفحة 289 و290 ومن صفحة 294 إلى صفحة 297 عرض نصوص من كلمة الظواهري ورده على بن سعود والمُقتبسة من كتاب “السياسة والأزهر” من صفحة 244 إلى صفحة 258 والكتاب عبارة عن مذكرات محمد الأحمدي الظواهري ومنشور بنسخة إلكترونية باسم (السياسة والأزهر من مذكرات الظواهري).

وجاء في كلمة الظواهري التي ألقاها في المؤتمر الاسلامي الأول مايلي: “أنا أناشدكم الله ورسوله- واذا قلت ورسوله فلا أريد أن يعترض علّي معترض لأن هذا هو اعتقادي”.

ومن رد الظواهري على كلمة بن سعود نختار مايلي:

“انني أريد أن اتكلم لك ياعبد العزيز في شيء مهم وهو أننا زرنا اليوم المآثر والمقابر فرأينا مافتت أكبادنا وأسال دموعنا ومالا يقره دين ولا شرف ولا إنسانية فقد رأينا الكلاب ترتع وتبول على أرض مسها جسم النبي العربي عليه السلام وهدمتم كل آثار هذا النبي الكريم ومآثر جهاده في سبيل إعلاء شريعة العدل والسماحة والمساواة والحرية وأصبحت كل هذه المآثر قاعا بلقعا تتكاثر فيه الكلاب”.

وقال الظواهري في كلمته أن من يعمل ذلك باسم الدين هو من الدين براء، حيث قال الظواهري: “لاشك أن حاكم فعل هذا باسم الدين هو من الدين براء بل هو لم يأت إلا لخراب الدين وقواعده وأسسه وكل ما يدل على تاريخه ياعبد العزيز.. ان من كان قبلكم من الفاتحين المسلمين كانوا يحولون معابد غير الله إلى مساجد ومنابر لحرية الرأي ومهما قلتم في أسباب هدمكم لمآثر النبوة والرسالة الإنسانية فلن يبلغ إلى مرتبة التصديق”.

يواصل الظواهري الرد على بن سعود في جزئية هدم الآثار الإسلامية حيث قال بن سعود “خير لنا أن ننظر الى مصالح المسلمين ونترك هذه الامور الجزئية للعلماء”
والظواهري بالرد قائلاً: “وقد كنا نود أن يراعي بن سعود هذا المبدأ من أول الأمر فلا تهدم المآثر وغيرها حتى يرى علماء المذاهب الإسلامية رأيهم فيها”.

وافتى الظواهري الأحمدي الشافعي بعدم أحقيه بن سعود في حكم الحجاز شرعاً، وأكد على انتخاب حاكم الحجاز من الحكومات الإسلامية، وأكد الظواهري الأحمدي على أن من يقوم بهدم آثار المسلمين يخرب الدين.

اليهود هم صحابة بن سعود

عبد العزيز بن سعود وأثناء وليمة الغداء لأعضاء المؤتمر الإسلامي الأول قال: “انه يريد الرجوع بالمسلمين إلى عهد الصحابة”.

واليوم أكتوبر 2022م ها نحن نرى ونشاهد الترجمة الفعلية لخطاب بن سعود وبدلاً من الرجوع إلى الصحابة الأخيار المنتجبين رضوان الله عليهم تمت إعادة اليهود المفسدين في الأرض إلى أراضي الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي أصبحت مرتعاً خصباً ليهود تل أبيب، فالحاخام يعقوب يتسحاق هرتسوغ هو حاخام اليهود في الكيان السعودي وبقرار رسمي صادر من الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين،

وها نحن نرى تجوال الصحافة والإعلام الصهيوني في المشاعر المقدسة للمسلمين جبل عرفة وأثناء الحج الأكبر وهناك أفواج من اليهود بالتدفق إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لزيارة آثار و قبور اليهود وبكل أمن واطمئنان بعنوان “السياحة الدينية وحوار الثقافات والسلام” بينما المؤمنين المسلمين ممنوع عليهم الاقتراب من ضريح رسول الرحمة للعالمين فذلك شرك وكفر وبدعة، مثله مثل الإختفاء بالمولد النبوي الشريف، بل أن محمد العيسىٰ من صحابة اليهود يلقي خطبة الحج الأكبر كأسفتزاز لمشاعر اللمسلمين وتقرباً ليهود تل أبيب.

وهكذا الوهابية السعودية تهدم آثار المسلمين وقبور الصحابة وأهل البيت الكرام وأولياء الله الصالحين وفي نفس الوقت يحافظون على آثار وقبور يهود خيبر والنضير وبني قريضة وبني قينقاع فالعرق دساس لقوم يعلمون لقوم يفقهون، وكذلك الوهابية التكفيرية وبني سعود من المؤسس إلى الأبناء والأحفاد يكفرون ويقتلون بالأحزمة الناسفة والسيارات المُفخخة أهل البيت الكرام وانصارهم والمسلمين عامة وبكل توحش وفي نفس الوقت هم بالإحتضان للمفسدين في الأرض طائفة اليهود من بني إسرائيل وشيعتهم من أمثال وأشكال محمد العيسى المُتصهين وبرعاية نصارى الغرب الإستعماري بريطانيا وفرنسا وأمريكا الإمبريالية العدوانية.

أبيات من قصيدة “ولد الهُدي”

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ

يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

“واللهم صلّ على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم”

المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
7 ربيع الأول 1444 هجرية
3 أكتوبر 2022م

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا