اقرت السعودية، اغلاق المناطق اليمنية المحاذية لها أمام محاولات التمدد الإماراتي في خطوة تعكس رفض الرياض مساعي ابوظبي للتوغل في تلك المناطق النفطية. حيث أقرت تسليم ملف الوادي والصحراء لمرجعية حلف القبائل المتحالف مع الإصلاح والمحسوب على الرياض.
والتقى قائد القوات السعودية بالهضبة النفطية لحضرموت في وقت سابق اليوم برئيس حلف القبائل ووفد من التكتل القبلي الأكبر والأكثر نفوذا هناك.
وجاء اللقاء في أعقاب انسحاب وفد الحلف من مشاورات القاهرة مع الانتقالي بعد رفض المجلس المنادي بانفصال جنوب اليمن مطالب القوى الحضرمية باقلمة حضرموت ضمن دولة فيدرالية في اليمن. كما يأتي بالتوازي مع لقاءات بالعاصمة السعودية لترتيب وضع خاص بالمحافظة الأهم يمنيا.
وأفادت المرجعية في بيان بأن قائد القوات السعودية المقدم علي ضيف الله المطيري أشاد بنجاح المرجعية بواد الفتن والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى تعبير قيادة المرجعية عن رفضها محاولات الانتقالي نشر قوات من خارج المحافظة هناك.
واللقاء يأتي أيضا بعد يوم على إقامة مرجعية قبائل حضرموت اكبر استعراض بمدينة سيئون بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والخاصة بما كان يعرف قديما بالعربية اليمنية.
وأظهرت صور متداولة من اللقاء الذي عقد بمقر المرجعية في سيئون رفع علم اليمن بجانب رئيس التكتل ما يؤكد تمسك هذه القوى بالهوية اليمنية بعيدا عن دعوات الانفصال.
وأفادت مصادر قبلية مطلعة على اللقاء باتفاق المرجعية والقوات السعودية على مواصلة اللقاءات لمناقشة ترتيب وضع مديريات الوادي والصحراء ودعم السعودية لخطوات تأمين المنطقة من أبنائها بعيدا عن التدخلات الخارجية في اشارة إلى الانتقالي.
وتأتي التحركات السعودية في اهم المناطق الثرية بالنفط والتي تعدها بعد استراتيجي لأمنها بالتوازي مع حراك إماراتي إقليمي ودولي في محاولة لتمكين فصائلها في عدن من السيطرة على اخر معاقل خصومهم شرق اليمن ما يشير إلى رفض الرياض التفريط بعمقها الاستراتيجي ويعكس خلافات جديدة بين الحليفتين اللتان تحاول كلا منهما تحقيق واقع جديد يضمن مصالحها مستقبلا مع اقتراب الحرب على نهايتها.
مهمة إماراتية لإنقاذ مستقبل الانتقالي
على سياق آخر، بدأت الإمارات، حراك إقليميا ودوليا في محاولة لإنقاذ مستقبل الفصائل الموالية لها جنوب اليمن. ووصل محمد بن زايد، رئيس الدولة، إلى سلطنة عمان لأول مرة في تاريخ البلدين اللذان تشهد علاقتهما اضطرابات بفعل محاولات أبو ظبي اسقاط النظام وتدخلها في الشأن الداخلي لمسقط.
وأفادت وسائل إعلام إماراتية بتوقيع الطرفين عدة اتفاقيات تعاون. وتزامنت زيارة بن زايد مع تقارير عن طرح بلاده مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن اليمن يتضمن العودة إلى ما قبل الوحدة اليمنية.
ووفق مصادر دبلوماسية فإن الإمارات تحاول استخدام علاقتها وتمثيلها للمجموعة العربية في المجلس لتمرير المشروع الذي يحضا بمعارضة واسعة داخل المجلس.
وتشير تحركات بن زايد، وفق ما وصفها مراقبين، إلى مساعي بلاده طمأنة سلطنة عمان من وجود الانتقالي في محافظة المهرة، على الحدود اليمنية – العمانية، وهو مؤشر على أن أبو ظبي التي استكملت توا بسط سيطرة الانتقالي على المحافظات الجنوبية وصولا إلى شبوة النفطية تعد العدة لمعركة المهرة تمهيدا لتمرير مشروع الانفصال قبل أي اتفاق سلام شامل بشأن اليمن.