المشهد اليمني الأول| جدة
منذ ما يربو عن خمسة قرون يرقد العشرات من المسيحيين في البلدة القديمة وسط محافظة جدة، غرب العاصمة السعودية الرياض.
هذا الأمر قد يفاجئ كثيراً من السعوديين الذين قد لا يعلمون أن جثامين للمسيحيين مدفونة في بلادهم، وكذلك جثامين أخرى تعود لديانات متعددة، تجمعها مقبرة واحدة وسط البلدة القديمة جنوبي جدة.
هذه المقبرة لا تبدو عليها أي ملامح تُنبئ عن طبيعتها؛ إذ إن أشجار “البرسوبس” تلقي بظلالها على القبور، وتحفها من ثلاث جهات، بينما الجهة الرابعة محاذية لمتاجر يرتادها الناس كل يوم، دون علم البعض منهم أن ثمة مقبرة مخصصة لغير المسلمين هنا.
ثلاثة أسماء للمقبرة
تطلق على المقبرة ثلاثة أسماء، وهي مقبرة المسيحيين، ومقبرة النصارى، ومقبرة الخواجات، لكن الأخير يعتبر هو الاسم الأشهر والمعترف به من قبل أمانة جدة، وهي الجهة المسؤولة عن أسماء الشوارع.
آلية الدفن داخل المقبرة
لا تختلف آلية الدفن المتبعة داخل مقبرة الخواجات عن الآلية المتبعة لمقابر المسلمين في السعودية، من حيث الإجراءات، فعلى ذوي المتوفَّى أن يحضروا شهادة الوفاة وتصريح الدفن من السفارة التي يتبع لها.
ووفقاً للإحصائيات فإنه خلال 4-6 أشهر يدفن في هذه المقبرة عدد يتراوح بين اثنين لثلاثة جثامين، وإن أغلب الجنسيات التي تدفن من الفلبين والهند، وهناك جثامين من الجنسية الألمانية والأسترالية والبريطانية واللبنانية والسودانية.
ماذا تعرف القنصليات عنها؟
الغريب أن عدداً من القنصليات في السعودية لا تعرف عن هذه المقبرة شيئاً، التي تعد الوحيدة في السعودية المخصصة لغير المسلمين.
الرأي الشرعي
عضو الجمعية الفقهية الشرعية في السعودية، نهار العتيبي أشار إلى أن الإسلام أمر بأن لا يدفن من يعتنقون ديانة أخرى غير الإسلام في مقابر المسلمين.
وقال: “فقهاء المسلمين يرون أن تخصص لغير المسلمين مقابر خاصة، غير المقابر التي يدفن فيها المسلمون، وفي وقتنا الحالي أغلب الموتى يرسلون عبر التوابيت لبلادهم”.