في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة لانتفاضة الحادي والعشرين من سبتمبر أكد قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي، أن استمرار التحالف في الحرب على اليمن يعد أكبر تهديد للسلم الإقليمي والدولي وضرره لن يقف على حدود الجمهورية اليمنية.
لم تمض ساعات عن هذا الخطاب حتى أقامت صنعاء عرضا عسكريا هو الأكبر في تاريخ اليمن، أظهرت من خلاله تحولها إلى قوة فاعلة على المستوى الإقليمي، بأسلحة استراتيجية نوعية أرض-أرض وأرض-بحر، وأرض-جو، منها صواريخ بعيدة المدى مجنحة وبعيدة المدى تحمل أكثر من رأس حربي، وهو مالا تمتلكه أي من الدول العربية.
بدت صنعاء واثقة وهي تستند إلى قوة الردع هذه، أو كما أطلق عليها نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان بقوة توازن الرعب.
في وقت سابق كانت صنعاء قد كشفت عن جانب من قدراتها ومن ذلك صاروخ قدس2 الذي شكل قلقا لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي لاسيما بعد استخدامه لضرب أهداف في أبو ظبي، حيث كشف المحللون الإسرائيليون أن هذه الصواريخ بإمكانها الوصول إلى إيلات جنوب الأراضي المحتلة، وبالفعل اتجه كيان العدو لتعزيز دفاعاته الجوية جنوبا، متوقعا هجوما من اليمن.
في هذا السياق كتب الباحث في معهد واشنطن والمختص في شؤون الخليج مايكل نايتس تحليلا بعنوان(“حزب الله الجنوبي” اليمني: تداعيات الصواريخ الحوثية وتحسينات الطائرات المسيرة)، أشار فيه إلى أن صنعاء تحقق قفزات أبعد في المدى تقربها من الوصول لإسرائيل ودول أخرى، وهو ما يحتم على الولايات المتحدة النظر إلى “الحوثيين” على أنهم تحد يتجاوز الحرب في اليمن.
وأشار الكاتب في التحليل الذي نشر في مطلع العام 2021م إلى أن زيادة إضافية بنسبة 20% في مديات أسلحة صنعاء، ستكون الصواريخ الباليستية(أو طائرات صماد بدون طيار) قادرة على ضرب إسرائيل – وهو ما قد يفسر سبب إعادة انتشار بعض الدفاعات الصاروخية لكيان العدو فوق طاقته لمواجهة اليمن.
لم تكن صنعاء قد أعلنت استخدام صنعاء لصاروخ قدس 2 ، وقد أثار استخدامه إلى جانب طائرات صماد 3 زادت مخاوف كيان العدو الإسرائيلي، وفي هذا السياق كتب أحد باحثي الأمن القومي في الكيان ويعرف يوني بن مناحيم أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشعر بقلق شديد جرّاء الهجوم على الإمارات، فالمسافة التي تفصل بين اليمن والإمارات هي 1500 كيلومتر، وهي تقريباً المسافة عينها بين اليمن ومدينة إيلات، والمسيّرات التي هاجمت الإمارات كانت من نوع “صماد 3” التي يمكن أن تصل إلى 1700 كيلومتر.
صنعاء تكشف عن مفاجآت جديدة
على الرغم من الفاعلية الكبيرة لأسلحة صنعاء قبل كشفها عن إضافة منظومات جديدة إليها، إلا أن تلك الأسلحة ستبدو متواضعة أمام ما أعلن عنه اليوم، ومن ذلك صاروخ قدس3، الجيل الثالث من صواريخ قدس، وهذا الصاروخ مجنح بعيد المدى بالمعنى الحرفي للكلمة، لديه القدرة على المناورة والتعمية على الرادرات، ومن المؤكد أن مداه سيتجاوز بنسبة عالية مدى صاروخ قدس 2 الذي كان يعد من الصواريخ متوسطة المدى.
صاروخ آخر أضيف إلى النظام الصاروخي لقوات صنعاء، هو صاروخ فلق، وهو أول صاروخ قادر على حمل أكثر من رأس حربي، ويعمل بالوقود السائل، كما يعد من الصواريخ بعيدة المدى.
من ضمن ما أزاحت صنعاء الستار عنه صواريخ دفاعية بحرية من بينها صاروخ “البحر الأحمر”، وهو صاروخ مطور من صاروخ سعير، يعمل بنظامين حراري وراداري، ويمتاز بسرعته العالية، وبحسب متحدث قوات صنعاء فإن هذا الصاروخ قادر على ضرب أي هدف في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما يكشف توجه صنعاء لتطوير نظامها البحري، وإلى جانب هذا الصاروخ
صاروخ “محيط”، مطور من صاروخ قاهر 2M، يعمل بالوقود الصلب والسائل ويتميز بقدرته العملية في كل الظروف الجوية
صاروخ “عاصف” محلي الصنع، يعمل بالوقود الصلب، وبنظام توجيه وتحكم ذكي، ويتجاوز وزن رأسه الحربي نصف طن
زوارق حربية متطورة من طراز عاصف1، عاصف2، عاصف3، طوفان1، طوفان2، طوفان3، وزورق ملاح، وتتمبز بسرعتها العالية وقدرتها على المناورة، وحمل أسلحة متنوعة ومهام هجومية ودفاعية ضد أهداف ثابتة أو متحركة،
كما تم سابقا الكشف عن صاروخ روبيج
وحيث كانت نقطة الضعف لدى صنعاء هي الدفاعات الجوية، فقد كشف العرض الأخير عن دخول عدد من المنظومات ذات الفاعلية، منها:
صاروخ “معراج”، مطور من صاروخ بدر 1-P، يعمل بالوقود الصلب، وبنظامين حراري وراداري، لا يتأثر بالتشويش
صاروخ “صقر”، يمتاز بسرعة تصل إلى 200 متر في الثانية
3 منظومات: “صادق”، و”حيدر”، ورادار P-19، وهي منظومات كشف وتعقب للأهداف المعادية.
امتلاك صنعاء لهذه المنظومات المتقدمة، وتقدمها في مجال الصناعات العسكرية من المسدس إلى الصاروخ الباليستي كما أعلن قائد حركة أنصار الله يوم الثلاثاء الماضي، لا يجعلها فقط متقدمة في التصنيع الحربي على الكثير من الدول، بل وذات تأثير إقليمي.
إن تاريخ المنطقة يكتب من جديد، وهذا مالم يكن في حسبان التحالف.