تعرفوا على خبايا و اسرار تحول السياسة الامريكية اليمنية في هذه الحرب من الصراع إلى سياسة التقارب والتهادن
كنا قد وعدناكم بتناول بعض من السياسة الامريكية. التي طرأت عليها بعض التحولات تجاه حليفي السلطة في صنعاء وخاصة ازاء حركة انصار الله بعد تسرب خبر رفض امريكا لمشروع مصري يدين تشكيل حكومة في صنعاء كان مزمع طرحة على النقاش في مجلس الامن، والتي ضمت بتشكيلتها بعض القططةالمحسوب على العم سام .
المشهد اليمني الأول| خاص – صلاح القرشي
وفي إعتقادي ان الجانبين الامريكي واليمني قد تبادلوا رسائل التقارب بينهما من قبل ان يهرول وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الى عمان ويبرم الاتفاق مع حركة انصار الله الذي انضم اليه علي صالح (حزب المؤتمر) لاحقا.
ويبدو ان الطرفين وصلوا الى قناعة بإقامة علاقة بينهما تعترف للامريكين. بنفوذهما ومصالحمهما في اليمن واشراكهم في ادارة بعض الملفات المهمة والرئيسية في اليمن ، مما يعطي امريكا الاطمئنان الكبير وزوال بعض هواجسها من السياسة الثورية التي بدأتها حركة انصار الله بعد القيام بثورة 21/9/2014 ، مع تأكد الامريكين بعدم تبعية قرار حركة انصار الله للايران.
كما ان الامريكين انفسهم قد وصلوا ومن خلال مشاركتهم و اشرافهم على هذه الحرب العدوانية على اليمن التي تخوضها دول التحالف السعودي على اليمن وبعد مرور اكثر من عشرين شهرا من بدايتها قد وصلوا الى قناعة يقينية بإنه يصعب هزيمة واجتثاث حركة انصار الله وحليفها المؤتمر الشعبي العام بهذه المعركة (ولنا لقاء قادم انشاء الله مع مقال تحليلي قادم يستعرض اسباب هذه القناعة الامريكية )
وفي اعتقادي ان بداية تبادل الرسائل بين الطرفين في هذا التقارب قادتها سلطنة عمان التي كانت عامل تواصل قوي بين الطرفين واتبعت سياسة ناجحة في هذا الخصوص ادت الى تقارب حقيقي بين الطرفين ، وهذا ما ازعج كثيرا المملكة السعودية من الدور العماني هذا وتجلى ذلك هذه الايام الى ان الملك سلمان لا يقوم بزيارة سلطنة عمان عند ذهابه لحضور مؤتمر مجلس التعاون الخليجي المنعقد بالدوحة وتعتبر الدولة الوحيدة الذي لم يزرها من دول مجلس التعاون الخليجي ، وان السعودية تقوم بعرض تحول دول المجلس الى اتحاد بينهما بدون سلطنة عمان
تبع هذا قيام حركة انصار بإرسال رسائل علنية ومباشرة للامريكا عبر وسائل الاعلام وتجلى ذلك في قيام العديد من قيادات حركة انصار الله بالتهنئة العلنية والمباركة للحكومة العراقية بمناسبة القيام بتحرير الموصل من داعش ؟؟؟
وجميعنا يعلم ان هذه المعركة مشترك فيها اكثر من 5000 الف جندي من القوات الامريكية بكامل عتادهم البري والجوي ومن خلال منح الحكومة العراقية الامريكين كثير من القواعد العسكرية المنتشرة داخل البلاد ، كما ان هذه المعركة يشترك ايضا فيها اكثر من 3000 الف جندي من القوات الاوربية الفرنسية والبريطانية والالمانية وغيرها من قوات التركية الايرانية بصوره او بأخرى وقوات البيشمركة ، ومعلوم ان الحكومة العراقية كانت لن تستطيع القيام بهذه المعركة لولا الموافقة الامريكية اي ان الامريكين والعراقين قد توصلوا الى السياسة التشاركية في الحكم في العراق وان للامريكين بعض من الوصايا والهيمنة والتواجد العسكري الامريكي في العراق وقد وصلوا الى اتفاق في ترتيب مثل هذه العلاقة التي تعترف بمصالح الجانبين في العراق .
وفي راي الشخصي ان مباركة قيادة انصار الله لمعركة الموصل ارسلت اشاره واضحة للامريكين باننا على استعداد للقبول بإقامة علاقة مع امريكا من هذا النوع شبيهة بما يجري في العراق ،واننا على استعداد بالتعاون معهم في اقامة علاقة تسمح للامريكين بالاطمئنان لمصالحهم في اليمن ، وان نقيم علاقة معهم من شأنها ابعاد الهواجس الامريكية من سياسة القيادة اليمنية. الجديده وبأن نشاركهم في ترتيب بعض الملفات الرئيسية والمهمة في ترتيبها في اليمن والذين لهم بعض الملاحظات عليها ، وان تكون اليمن غير معادية في الحقيقة الواقعية لواشنطن ولن تشكل اي خطر على المصالح الامريكية في المنطقة وفي الخط الملاحي في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن .
وقد تبع هذه الاشارات هرولة جون كيري الى عمان والذي يفيد بأن امريكا استلمت الرسالة جيدا وجرى ماجرى في عمان بعيدا عن ما يسمى الشرعية ووسط معارضة واستياء سعودي واضح والذي تجلى في رفض التوقف عن اطلاق النار والاستمرار في التصعيد العسكري على مختلف الجبهات. ، وفي رأي ان التعامل المباشر بين الامريكين واليمنين هو من اغاض السعودية التي كانت تعتبر البوابة الرئيسية لليمن ،
ولا ننسى الرسالة الامريكية التي ارسلتها مسبقا امريكا باتجاه القيادة اليمنية عندما اعلنت عن وجود خطاء في الردارات الخاصة بالسفن والتي قرأت بالخطاء واعلنت برأة الجيش واللجان الشعبية من استهداف السفن والبوارج الحربية الامريكية. بعد ان كانت قد صعدت هذه سياسيا وعسكريا في هذه القضية الى ابعد حدود تطور الى قيام القوات الامريكية بشن ضربات عسكرية على مواقع الرادرات اليمنية على طول الساحل اليمني الممتد من ميدي الى المخاء ، فلايمكن لاي متابع ان يصدق الرواية الامريكية اذا لايمكن ان يعقل ان التكنولوجية البحرية الامريكية المستخدمة في بوارجها الحربية بهذا القدر من الراءة والسوء ، كما ان الامريكين يملكون طابور من الاقمار الصناعية التي تراقب الحرب في اليمن وترصد كل صغيرة وكبيره تنطلق من الاراضي اليمنية
كما ان اصرار علي صالح ممثلا بحزب المؤتمر بارسال بيانات تفيد بموافقة على خارطة الطريق جون كيري للتسوية في اليمن الا تأتي من ضمن. رسائل سياسة التقارب بين الطرفين ، والعلاقة التحالفية اثناء حكمة مع الامريكين ووجود نجله احمد في دولة الامارات التي تعتبر المخلب الامريكي في هذه الحرب وشكره الدائم لدور الامارات في هذه الحرب بالرغم من تحالفه مع حركة انصار الله ارسل الكثير من الرسائل الى واشنطن بإمكانية توصل الامريكين الى تفاهم مشترك مع حركة. انصار الله ولا يوجد موانع كبيرة في ذلك او مستحيله.
والجدير بالذكر ان القيادة الايرانية لم تكن راضية عن حدوث مثل هذا التقارب بين السلطة في صنعاء والامريكين وهذا ما يفسر اعلان قائد اركان حرب القوات الايرانية بان ايران سوف تقيم لها في المستقبل قاعدة بحرية ايرانية في اليمن ، وكان غرض الايرانين احداث بلبله وخلط الاوراق ومنع هذا التقارب لكن القيادة في صنعاء فطنت للسياسة الايرانية ، فردت ببيانات قوية وعنيفة تجاه ايران وخاصة من القيادات المحسوبه على حركة انصار الله.
وها نحن جميعا نسمع ونشاهد هذه الايام برفض الادارة الامريكية لكل شروط هادي وحكومته حول التسوية وخارطة الطريق في اليمن ،
وبقيام وزارة الخزانة الامريكية باصدار القرارات. والعقوبات ضد كبار المساعدين والقيادات الميدانية لهادي بتهمة الارهاب ودعمة ومن امثلة ذلك القيادي الاصلاحي الكبير في جبهة الجوف الشيخ الحسن ابكر ، وطبعا لايعقل ان امريكا وجهاز استخباراتها الضخم الذي يدير العالم قد اكتشف فجأة هذه القيادات انها ارهابية وتدعم وتتعاون وترعى الارهاب ، ولكن التغير والتقارب الذي طرأ مع السلطة في صنعاء ساهم الى حد كبير في اعلان هذه المواقف الامريكية.
في الاخير يجب ان نؤكد على ان كل ما اوردناه في هذا المقال هو من باب الحدس والتحليل لما نراقبه ونتابعة في مجريات ومسارات هذه الحرب العدوانية على اليمن.