غيرت صنعاء من لغتها تجاه مجلس الامن بالرغم من صدور بيان صحافي في جلسته الاخيرة بخصوص اليمن الثلاثاء الماضي ، البيان الصحافي هو أدني درجات الإصدارات عن مجلس الامن ويعد غير ملزما ، لكنه كان منحازا بالكامل باتجاه تبني رواية دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي ، ومع ذلك لم يمنع ذلك صنعاء عن رفع نبرتها ، مطالبة المجلس بالتوازن والانصاف .
وفي هذا السياق اعتبر سياسيون واعلاميون ان مجلس الامن مطالب بتعديل تعامله مع صنعاء باعتبار ذلك استحقاقا قبل ان يكون واجبا عليه تجاه دول وشعوب العالم .
السفير الدكتور احمد العماد عميد المعهد الدبلوماسي
من حيث المدلول القانوني لم يصدر أي قرار من مجلس الامن كما لم يصدر بيان رئاسي والبيان الصحفي هو أدني درجات الإصدارات من قبل مجلس الامن ، وهو توحي بصراحة ما يثلج صدورنا انها تنم عن حالة يأس لدى دول العدوان الموجود ممثليهم داخل المجلس من حالة الثبات وحالة التفوق النوعي الذي استطاع اليمنيون الوصول اليه ، رغم التبجح الذي ظهروا به في بداية العدوان بأنهم قضوا على مقدرات الشعب العسكرية ومقدرات الصمود.
حديثهم عن العرض العسكري معروف انه من الحقوق الطبيعية للدول في السلم قبل الحرب ، ليست مناورة حتى يقال اختراق ، لوكان هناك مناورة في أي منطقة او في منطقة اتفاق ستكهولهم يمكن القول انها من الاعمال العسكرية .
مستوى القوة التي ظهرت في عرض وعد الاخرة وهو تتويج لعروض سابقه المتهم جميعها ، أظهرت صنعاء امتلاكها لقدرات عسكرية وقدرات تصنيع عسكري وهذا الامر يربكهم ويربك حساباتهم ، نتحدث هنا عن أمريكا وعن إسرائيل قبل الحديث عن الأدوات .
أولا ينبغي ان نعرف ان مجلس الامن ومن يسيطر على مجلس الامن هو من يقود العدوان على اليمن ، وبالتالي الذي يمنع مجلس الامن ان يكون منصفا هو كون دول العدوان هي راعية لمجلس الامن ، نلحظ في الحديث عن الهدنة صوت أمريكا ولا نسمع صوت الأدوات السعودية او الإماراتية ، فأمريكا هي قائدة العدوان وصاحبة المصلحة الأولى منه ومن الهدنة .
أستطيع القول ان دول العدوان وبالذات الأمريكيين وصلوا الى نتيجة بانهم لن ينتصروا في اليمن وهم بلغوا هذه الحقيقة وهم الان ما بين الحقيقة وتصديقها والتعامل معها وهم يمرون بهذا المخاض الايمان والقنوع ان الشعب اليمني تحرر من وصايتهم وهيمنتهم وحقق النصر عليهم بعد 7 سنوات من القتال والصمود واستخدام كل شي في الحرب من قبلهم بما في ذلك الحصار القاسي وغير المسبوق.
هدنة هشة
سفيان العماري – نائب رئيس الهيئة التنفيذية لتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان :
” حقيقة مواقف مجلس الامن هي نتاج لعملية التوازن للقوى الموجودة في مجلس الامن وهي التي تفرض على المندوبين خروج بيانات على شكل توافقي او بدون توافق كما حصل مع البيان الصحافي الأخير بشأن اليمن.
كان متوقعا ان يصدر بيان رئاسي في حد أدني ، لكن صدور بيان صحافي يدل على عدم توافق في جانب والذي حصل هو بيان صحافي ، وما يؤكد هذا هو الغاء احاطة المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبرغ والهدف كان الحفاظ على الهدنة الهشة في اليمن .
نحن نرى جهد دولي للحفاظ على هدنة ولوهشة ، في ظل عدم وجود تكافؤ الفرص للبدء بمفاوضات سلام ، ولذلك يجري الحفاظ على هدنة موسعة بدل الولوج الى محادثات سلام شامل نتحدث اليوم عن هدنة موسعة تحاول الحفاظ على مصالح الجميع وإعطاء صنعاء طلباتها في الجانب الإنساني .
البيان الصحافي عن مجلس الامن اتى كذلك معبرا عن حالة توهان ، وحالة من عدم القدرة على إتخاذ القرار وتعكس الانقسام داخل مجلس الامن حول ملف اليمن براي محللين .
نتحدث أيضا عن وجود إشكالية بالنسبة للروس والصين والذين تبدوا مواقفهم متوازنة بعض الشيء الا انهم لم يترقوا بمواقفهم لصد قيام أمريكا والغرب باختطاف مجلس الامن والسلم والدوليين وفق امزجتهم .
وقف العدوان
المطلوب من مجلس الامن هو اصدار قرار ملزم بوقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن باعتبار كل ذلك اعمال إجرامية تشن على دولة ذات سيادة .
البيان لم يأت على القضايا الجوهرية والملحة بمافي ذلك المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ، بل تناغم مع ما يطرحه المبعوث الأمريكي في شان توسيع الهدنة بالرغم ان الملح اليوم هو الملف الإنساني .
بطبيعة الحال مجلس الامن هو مجلس بلا إرادة وهو يعبر عن أعضاء الدول الدائمة العضوية فيه ولا يعبر عن إرادة شعوب العالم .
معادلة جديدة في المنطقة
وحو ل المعادلة الجديدة التي تمكن صنعاء من تغيير لغة خطابها تجاه مجلس الامن ودوليا ، اعتبر هؤلاء ان صنعاء بماباتت تمتلكه من قوة عسكرية ، ومشروع متكامل يضاف الى الجغرافيا الاستراتيجية ، امام تقزم المشاريع حولها يضعها في موقع الصدارة والتأثير العالمي .
السفير د احمد العماد :
” اشاطرك الراي نحن لطالما تمنينا على مجلس الامن ان يكون منصفا وان ينظر بعين مستقلة الى الملف اليمن ، لكن الدعوة الى انه ان الاون لكي ينظر الى اليمن بعين الاحترام ؟، يأتي من المكانة التي صارت صنعاء تحتلها من حيث الاستقرار السياسي والأمني وحتى قدراتها العسكرية المتنامية .
اليوم لم نعد نستجدي السلام ونبكي وحيدين قتلانا ، ونأمل من المنظمات الإنسانية ان تتدخل ، صحيح هناك مسئولية قانونية وإنسانية لكل ما سبق .
خلال ما اظهرته صنعاء في ايامها الأخيرة انها تقول ان الاون ان تتعاملوا معنا بإجلال واكبار نحن لم نعد فقط ندا للدول الخليج في حربها علينا بل تجاوزنا الندية معهم بامتلاكنا القرار والقدرة على التصنيع وهذا مالا تمتلكه هذه الدول حتى اليوم .
قد تمتلك هذه الدول تمتلك أسلحة ما يضاهي اسلحتنا واو يفوقها لكنه سلاح بدون قرار وبدون إرادة وبدون قدرة على التعامل الحر المباشر مع هذا السلاح ، لكن نحن استطعنا ان نملك الاثنتين معا ، السلاح مع الإدارة الحرة وهذا ما تفتقده كثير من الدول في المنطقة التي تمتلك السلاح ولا تملك القدرة على تصويبه اين ومتى وكيف ولمصالح من يوجه ؟
نعم ان الاون ان تتعاملوا معنا باحترام نستحقه وفرضناه كواقع ، ظاهر للعيان ولم تعد في إطار المعلومات الاستخباراتية ، بل عرضناه للعالم ليرى الجميع اين وصلنا ..
سفيان العماري :
” الظروف الدولية التي يمر بها العالم اليوم ، لنكن واقعيين هناك اليوم الحرب الأوكرانية وتداعياتها فرضت على كثير من الدول لغة فيها الكثير من الحزم في الخطاب ، ونرى ذلك بوضوح في الموقف الإيراني من احياء الاتفاق النووي .
اليوم صنعاء تدرك ان أهميتها الجغرافية أصبحت مضاعفه لمرين لمسالة مسارات التجارة العالمية والطاقة ، والمسار الاخر قدرتها على الوصول الى منابع النفط ما يمنحها قدرة على التأثير المباشر على أسواق الطاقة غير المستقرة أصلا ، وبالتالي اليمن قادرة تؤثر أولا على المنابع النفطية ، وقادرة ان تؤثر على التجارة الدولية .
وفي الداخل اليمن صنعاء في الداخل هي القوة اذا لاحظنا في المستوى الداخلي فالمشاريع التي تحيط بأنصار الله في صنعاء كلها مشاريع تقزمت ولازالت تتقزم وتتشرذم بشكل ممنهج ، بينما صنعاء استطاعت بثباتها وصمودها ومواقفها ان تكون في مكان القوة على المستوى المحلي والإقليمي بسبب جغرافيتها التي تتحكم في مسارات التجارة الدولية ، وبسبب قوتها العسكرية التي تمتد الى أي نقطة في البحر الأحمر .
لاحظنا كلام الرئيس مهدي المشاط خلال عرض الحديدة العسكري وعد الاخرة كان واضحا في بلوغ صنعاء مرحلة القدرة الى ان تطال أي هدف عسكري في أي مكان بالبحر الأحمر .
ولو استعدنا الذاكرة فصنعاء قبيل الهدنة الأخيرة نعرف الى اين امتدت يد صنعاء الى منابع النفط في كل الجزيرة العربية ، واهم مراكز انتاج النفط ،
وبالتالي اليوم اذا صنعاء غيرت خطابها ، فبموجب المعطيات المتوافرة وقدرتها المتنامية ، اليوم مكانة صنعاء وموقعها السياسي والجغرافي موقعها المؤثر في امن المنطقة يمكنها من التأثير على الامن والسلم الدوليين ، واذا غيرت من لهجتها فهو فهو في موضع الاستحقاق لكل ما سبق .
عبد الرحمن الاهنومي :
” هناك معادلة جديدة ودولة في صنعاء اسمها الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء بكل المقاييس وعلى مجلس الامن ان يعترف بهذه الحقيقة ، فيما البقية هم مجرد مليشيات تقاتل مع الغزاة وتتناحر فيما بينها هذا هو باختصار ماعناه الأخ حسين العزي نائب وزير الخارجية في دعوته لمجلس الامن .”
المسيرة – لقاء / ابراهيم الوادعي