تقدم الكاتبة الفرنسية “هيلين لاكنر” ، المقيمة في المملكة المتحدة ، والأكاديمية والباحثة المعروفة في الغالب بعملها في الشرق الأوسط واليمن على وجه الخصوص، في كتابها الجديد الذي حمل اسم “الفقر والصراع”، وهو سرد مقتضب يتكون من 185 صفحة لتاريخ اليمن الحديث.
وفي التقرير المقتبس من كتاب الباحثة والذي نشره موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي بعنوان “هناك ما هو أكثر في اليمن من الإرهاب والعنف السياسي، حيث تقول “لاكنر” إن هذا التصور أدى إلى تحريف المساعدات على طول الخطوط العسكرية – وليس النوع الذي تحتاجه البلاد حقا.
وأكد التقرير أن في أبريل 2022، توصلت صنعاء والتحالف الذي تقوده السعودية، إلى اتفاق هدنة.. ونتيجة للاتفاق، الذي تم تجديده وتمديده مرتين منذ ذلك الحين، شهد اليمن فترة نزاع محدودة نسبيا. وذكر أن في غضون ذلك، خفف التحالف الذي تقوده السعودية الحصار المفروض على اليمن، لكن عدد سفن الوقود المسموح لها بالوصول إلى ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر لا يزال أقل مما تعتبره الأمم المتحدة كافياً لدعم الخدمات الأساسية.
وتابع أن الأمر الأكثر إثارة للقلق من انتهاكات الهدنة هو صعوبة تخيل كيف يمكن أن يتطور الانخفاض الحالي في القتال بين قوات صنعاء والتحالف الذي تقوده السعودية إلى سلام دائم.. يبدو أن المحادثات السعودية اليمنية التي سهلتها عمان تحرز تقدماً ضئيلاً.
علاوة على ذلك، في حال أدت هذه المفاوضات إلى اتفاق مهم، فإن تعدد الجهات الفاعلة – بدءًا من المجلس الانتقالي الجنوبي إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية – يمكن أن يعرقل عملية السلام.
وتلاحظ “هيلين “بحزن أن معظم المساعدات التي تلقاها اليمن خلال السنوات الماضية تقليديا من القوى العالمية الكبرى كانت تركز على الأمن ومكافحة الإرهاب بدلاً من حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الخطيرة للغاية في البلاد.. ونتيجة لذلك، ساهم معظم الدعم في الواقع، وإن كان بشكل غير مباشر، في عدم الاستقرار في البلاد وتفاقم الفقر.
ووفقاً لما جاء في التقرير: لقد رسخ الصراع الحالي هذه التصورات فقط.. كان اليمن يتلقى كميات قليلة من المساعدات التنموية مقارنة بالدول الفقيرة المماثلة قبل اندلاع الحرب.
وتضيف “لاكنر” أنه حتى اللحظة، تجاوزت المساعدة الإنسانية تماما تقريبا أي شكل من أشكال المساعدات التنموية.. وفي حين أن المساعدات الإنسانية ضرورية لإنقاذ الأرواح، تفيد الباحثة أنه من خلال تمويل التنمية يمكن للأفراد والأسر والمجتمعات تحرير أنفسهم من التبعية واستعادة اكتفائهم الذاتي تدريجياً.
وفي السياق ذاته، حتى الاستجابة الإنسانية للأزمة اليمنية كانت تعاني من نقص حاد في التمويل.. حيث أن في مؤتمر المانحين لليمن في مارس 2022، تعهد قادة العالم بنسبة 30 في المائة فقط من إجمالي الأموال اللازمة لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني اليائس بالفعل في البلاد، والذي غالبا ما وصفته الأمم المتحدة بأنه الأسوأ في العالم.. وفي السنوات السابقة، انخفض بالفعل حجم الأموال المخصصة لليمن.
وأشار التقرير إلى أن الدول الأوروبية قدمت أسلحة ودعما دبلوماسيا للتحالف الذي تقوده السعودية بينما تجاوزت الولايات المتحدة ذلك من خلال مساعدة غارات التحالف الجوية في اليمن التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3820 مدنيا وإصابة 3000 آخرين وفقا لـ منظمة مواطنة لحقوق الإنسان غير الحكومية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالله مطهر