قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إنّ موسكو وبكين ستواصلان تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية والشاملة بينهما، مؤكداً أنّ “محاولات بناء عالم أحادي القطب اكتسبت شكلاً قبيحاً في الآونة الأخيرة”.
وأضاف بوتين، خلال لقائه نظيره الصيني، شي جين بينغ، في قمة “شنغهاي” المنعقدة في أوزبكستان، أنّ “روسيا والصين تؤيدان تشكيل نظام عالمي قائم على القانون الدولي، وليس على بعض القواعد المختلَقة”، مؤكداً أنّ “السياسة الخارجية للبلدين تؤدي دوراً رئيساً في ضمان الاستقرار، عالمياً وإقليمياً”.
وبشأن الحرب في أوكرانيا،بيّن بوتين أنّ روسيا تُثَمّن عالياً موقف الصين المتوازن تجاه الأزمة الأوكرانية، وتفهمها المخاوف في هذا الصدد، قائلاً: “نتفهّم تساؤلاتكم ومخاوفكم، وخلال لقاء اليوم سنشرح بالتفصيل موقفنا المتعلق بهذه لمسألة”.
أما فيما يتعلّق بتدخلات واشنطن في تايوان، فشدّد الرئيس الروسي على “التمسك بحزم” بمبدأ الصين الواحدة، مديناً استفزازات الولايات المتحدة وأقمارها الاصطناعية في تايوان.
حجم التجارة بين روسيا والصين سيبلغ مستويات تاريخية
وبشأن العلاقات بين البلدين، رجّح الرئيس الروسي أنّ يبلغ حجم التبادل التجاري بين بلاده و وبكين، في نهاية العام الحالي، مستوى قياسياً جديداً، متجاوزاً، في المستقبل القريب، 200 مليار دولار.
وأفاد بوتين بأنّ “العلاقات المتعدّدة الأوجه بين البلدين تتطور بنشاط. في العام الماضي، زادت التجارة بنسبة 35%، وتجاوزت 140 مليار دولار”، مضيفاً أنّه “خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 25%”.
وتشهد التجارة بين روسيا والصين في العام الحالي زخماً كبيراً مع توجه موسكو شرقاً في سياسة العقوبات الغربية ضدها.
تطوير التسويات بالعملة الوطنية
وبيّن الرئيس الروسي أنّ شركة “غازبروم” الروسية تضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل مشروع بناء خط أنابيب غاز إلى الصين، عبر منغوليا.
وأوضح بوتين، خلال القمة الثلاثية مع نظيره الصيني، والرئيس المنغولي أوخناغين خورلسوخ، أنّ بلاده مهتمة بالتعزيز الشامل للعلاقات بكل من الدولتين، مشيراً إلى أنّ “هذه العلاقات تتطور بصورة ديناميكية ومثمرة، وعلى أساس المنفعة المتبادلة”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ “هذه الصيغة (الروسية – الصينية – المنغولية) لها أهمية خاصة، ويكملها بصورة فعالة التعاون الثنائي، ويوفر قيمة مضافة عالية لجميع الدول الثلاث”، مضيفاً أنّ “الشراكة الثلاثية الوثيقة أمر طبيعي، نظراً إلى القرب الجغرافي وتقاليد الصداقة الراسخة والدعم المتبادل والاحترام والتعاطف بين شعوبنا”.
ودعا بوتين كلاً من الصين ومنغوليا إلى التحول إلى نظام تسوية المدفوعات بالعملة الوطنية، وتشجيع التعاون بين دوائر الأعمال في البلدان الثلاثة،مبيناً أنّ “حصة التسويات بالعملات الوطنية، فيما يتعلق بالتجارة بين روسيا والصين، ارتفعت في الربع الأول من هذا العام إلى 27.5%”.
وأضاف أنه “سيكون من المهم التحول إلى منصات الدفع الوطنية، مثل نظام المراسلة الخاص بالبنك المركزي الروسي، ونظام الدفع الصيني. ويجب تشجيع مزيد من تطوير التعاون المتعدد الأوجه بين دوائر الأعمال في روسيا والصين ومنغوليا، بكلّ طريقة ممكنة”.
الرئيس الصيني: مستعدون للتعاون العملي مع موسكو
من جانبه، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أنّ “بكين ترغب في العمل مع موسكو، انطلاقاً من أنّ البلدين هما من القوى العظمى”، مضيفاً: “نرغب في بذل جهود مع روسيا من أجل أداء دور توجيهي لبثّ الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزّه اضطرابات اجتماعية”.
وشدّد شي جين بينغ على أنّ بلاده مستعدة لدعم موسكو في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أنّ الصين “مستعدة للعمل مع روسيا على توفير دعم قوي للمسائل المرتبطة بمصالحنا الرئيسة المتبادلة، وتعميق التعاون العملي على صعيد التجارة والزراعة ومجالات أخرى”.
ورأى الرئيس الصيني أنه يجب على البلدين تعزيز تعاونهما في منظمتي “شنغهاي” و”بريكس” والمنظمات الدولية الأخرى”، مؤكداً أنّ “على روسيا والصين حماية المصالح المتعلقة بالأمن الإقليمي، ومصالح الدول النامية”.