من ومضة الصورة الأولى، حين وقف المصوِّرُ على آلاء تلك المدرعة، هي مَن فتح الله وقوته وتمكينه وعلمِه الذي علّمه للصَّانعين، يأخذ أنظارنا قوله تعالى: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ…) سورة النمل- آية (33).
توقيتٌ أرادته القوة، وضمنه الواقعُ، وتطلبته المرحلة، والعدوُّ يتربَّصُ بشعبنا الدوائر، تقفُ (بأس2) شامخةً قوةً وصلابة، تفتتحُ الداخلية ظهورَها الأول في هذا العام بمفاجأةٍ كَبُرَت على دول العدوان ومرتزِقته، ولكل ذي نَفَسٍ تُسَوِّلُ له نفسُه عبثاً بالبلد وأمنه ومواطنه واستقراره.
(بأس2) مدرعة من الطراز الحربي المُهاجِم والمدافع، ابتكارٌ يمني بحتٌ ونكهة يمنية عسكرية أمنية خالصة، كان قد سبقها “بأس1” في بروزٍ للواقع سابقًا، تلحقها (بأس 2) خطوةٌ عمليةٌ للإعداد الذي يواجهُ به شعبُنا العدوانَ السعوديّ الأمريكي الإماراتي، ظل الميدانُ طيلة ثماني سنوات هو تجربةَ المقاتل اليمني على صعيد المواجهة والإعداد، وكما كَمُلَت القوة العسكرية الدفاعية ممثلة بوزارة الدفاع، تأتي الداخليةُ أمينةً مؤتمنة، تسارعُ الخُطَى، تسابقُ عجلةَ الوقت، والوقت أمامها تجربات لا تنتهي.
لم تأتِ تجربةُ المدرعة (بأس2) من اللا شيء، بل الواقعُ هو معيارُ التحَرُّك العملي الذي وجدت الداخليةُ مسؤوليتها في التصدي لكل ألوان الشغب والتخريب والعبث والتهاون بأمن الشعب والمواطن، فبعدَ مرورِ أسبوعٍ من العِرض العسكري المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة، يأتي الكشف عن وسيلة مجهزة بذات التقنية العالية والجودة اليمنية لوزارة الداخلية، رسائل للعدوان بأن الجبهة الداخلية هي حصنٌ منيع صعب تجاوز أسواره، والأمن بكافة أطيافه على مدرع بأس قد استوى، مدافعاً ومهاجماً وحامياً لكل بُقعة وشبر من مناطقِ الاستقلال السياسي اليمني الحر.
رسائلُ ذاتُ عيارٍ مزدوجٍ داخلياً وخارجياً: بأن الأمنَ اليوم ليس كالأمس، وأنه حينما كنا لا نستطعُ حتى صُنعِ قطعةٍ حديد واحدة، ها نحن نصنعُ المدرعاتِ ذات البأس القُرآني، وشواهدُ الواقعِ جليةٌ ماثلةٌ خلالَ سنواتِ العدوان السابقة وما أحرزته الإنجازات الأمنية في الحفاظ على البيت الداخلي اليمني وإحباط كُـلّ المؤامرات والفتن، التي كان يحركها العدوان من الخارج كمسرحية (خيال الظِل).
هَـا هي (بأسُ 2) تقفُ شامخةً، تعصفُ بمؤامرات العدوان، وثكناته السرطانية، والخلايا الكامنة تحتُ دُجَى الليل، (بأس2) إنجازٌ تزامن مع دلالات العوامل الثلاثة التي وجّه إليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في خطابه العاشورائي لهذا العام، فكانت الجبهةُ الداخلية الأولوية الثانية، التي يجبُ الحفاظُ عليها وحمايتها من تآكُل صدأ عملاء العدوان ومخرِّبيه، والعاقبة للمتقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتصر الجلِّي