اعترف المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، الاثنين، بالهزيمة في محافظة حضرموت، اهم وأثرى المحافظات شرق البلاد. يتزامن ذلك مع صفعات سياسية وعسكرية في المحافظة.
وقلص المجلس مطالبه بإخراج المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على الإصلاح والمتمركزة في الهضبة النفطية لحضرموت إلى دعوته للسماح بتجنيد أبناء حضرموت في إطار المنطقة العسكرية الأولى هناك وتسليمهم مقاليد حفظ الأمن.
وعد رئيس فرع الانتقالي في حضرموت، سعيد المحمدي، هذه المطالب هدفها إنهاء الغضب الشعبي في إشارة إلى مطالبه بحل وسط ينقذ وجهه. وكان المحمدي التقى في وقت سابق اليوم المحافظ بن ماضي.
ورفض المحافظ المحسوب على المؤتمر عرض من الانتقالي بتسليم منفذ الوديعة الحدودي، مشيرا إلى أنه سيمضى وفق لما تراه القوى الحضرمية في الوادي والصحراء الخاضعة لسلطة الإصلاح. وكان بن ماضي عزز تحالفه مع الإصلاح بلقاءات مكثفة وزيارات للمنطقة العسكرية الثانية.
ومحاولة الانتقالي، الذي هدد خلال الأيام الماضية باجتياح عسكري لآخر معاقل خصومه بوادي حضرموت ومنح على لسان رئيسه المحمدي، مهلة أسبوع لمغادرة العسكرية الأولي سبق وأن انتهت، حفظ ماء وجهه في حضرموت، تتزامن مع انتكاسات على عدة جبهات ابززها العسكرية حيث أجبرته السعودية على سحب فصائله من المناطق الحدودية بين وادي وصحراء حضرموت ومحافظة شبوة.
ناهيك عن تعيين قيادي محسوب على الإصلاح قائد للعسكرية الثانية، اخر الفصائل المحسوبة عليه، إضافة إلى سياسية في ظل التقارير التي تتحدث عن انسحاب وفود حضرموت من مشاورات الحوار الجنوبي الذي ينظمه الانتقالي في القاهرة بعد خلافات بشان مستقبل حضرموت.
ويعكس التراجع في مطالب الانتقالي بشان حضرموت المحافظة الأهم استراتيجيا وجغرافيا قبوله بالواقع الذي يفرض التحالف بإبقاء المجلس الموالي للإمارات خارج حدود حضرموت.
ترتيبات لإعلان اتفاق نهائي
كشف قيادي بارز في مؤتمر حضرموت الجامع ونائب رئيس لجنة التشاور والمصالحة التابعة لسلطة الرئاسي، الاثنين، ترتيبات لإعلان اتفاق نهائي بشان وضع مناطق وادي وصحراء حضرموت.
وأشار اكرم بانصيب العامري إلى استكمال اللجنة سلسلة لقاءات مع الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية في حضرموت بشان إعلان ما وصفها برؤية موحدة لمعالجات الاختلالات الإدارية والأمنية والعسكرية بالوادي والصحراء.
كما أشار العامري إلى أنهم بانتظار الموقف النهائي منها بعد مشاوراتها مع اطرها التنظيمي قبل طرحها للرأي العام. وجاءت تصريحات العامري عشية اعتراف الانتقالي بهزيمته في المحافظة التي كان يطمح للاستحواذ عليها ومحاولته إبرام اتفاق مع المحافظ المؤتمر مبخوت بن ماضي.
والرؤية الجديدة بشان وادي وصحراء حضرموت قد تعزز نفوذ الإصلاح هناك وتقطع الطريق مستقبلا على أي تحرك للانتقالي باتجاه المنطقة النفطية الأهم وهي مؤشر على نجاح السعودية بتمرير خطتها لتحييد المحافظات الشرقية لليمن بعيدا عن أطراف الصراع المحلية الموالية لها.