المشهداليمني الأول |متابعات
كشف موقع لوبلوغ الأمريكي أن «مايكل فلين» الذي عينه الرئيس دونالد ترامب» بمنصب مستشار الأمن القومي هاجم في وقت سابق بشكل عنيف النبي «محمد» والقرآن ودين الإسلام، وقد طالبت جمعيات مدنية «ترامب» بالتراجع عن تعيينه، معتبرة أنه كشف عن عدم احترامه لحقوق وكرامة المسلمين، وأن وجوده بهذا المنصب يهدد الأمن القومي.
ونقل الموقع تسجيل فيديو لـ«فلين» لم ينشر من قبل، هاجم فيه بشكل مباشر النبي محمد» والقرآن، وحمَّل فيه ظهور الإسلام المسؤولية عن الفشل المزعوم للشرق الأوسط في دخول عالم الحداثة.
وكان «فلين» قد قال في وقت سابق إن الخوف من الإسلام أمر عقلاني، واصفا الإسلام بالسرطان.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن تسجيل فيديو نشرته «كيمبرلي دفوراك» كبيرة الباحثين في «داينيش ديسوزا»، يظهر فيه «فلين» خلال مقابلة مطولة قبل يوم واحد من خطابه الذي ألقاه بالمؤتمر الوطني الجمهوري في كليفلاند، حيث قال: «أستخدم على الدوام عبارة (استثمر في التمدن وليس في الصراع، إذا استثمرت في التمدن فأنت بذلك تساعد أمة، وتتحدى أمة. أقصد، مثل الكويت أو الإمارات أوالسعودية أو مصر، أو أي واحدة منهم. أنت بذلك تتحداهم ليلقوا نظرة متفحصة على منظومتهم بأسرها، على نظامهم البيئي، لأنهم إذا أرادوا الاحتفاظ بدينهم، وأقول (دينهم)، وأرادوا الاحتفاظ بأمنهم، وأرادوا التظاهر كما لو كانت لديهم حقوق للمرأة، والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام … بإمكاني أن أقول لك أن الأمور ليست على ما يرام».
وتابع «في عام 2015، تجاوز عدد الكتب التي ترجمت في إسبانيا، في ذلك العام، في سنة واحدة، أي ترجمت إلى الإسبانية، عدد الكتب التي ترجمت في العالم العربي على مدى الألف سنة الماضية. مفهوم؟ قبل ألف سنة كان العالم العربي مؤهلاً للفوز بكل جوائز نوبل — في العلوم، في الفن، في السلام، أي كانوا قبل ألف عام سيحصدون كل هذه الجوائز. إن الذي تغير هو أن هذا الشخص الذي اسمه محمد جاء وبدأ نشاطه، وبكل أمانة إنهم يتعاملون مع نص قديم ولا فائدة ترتجى منه، والمجتمع الذي يعيش على ذلك النص ليس بإمكانه استيعاب الحداثة، أي لن يصبح عصريا».
يمدح السيسي
ويدعو «فلين» دائما إلى ما يصفها بحركة إصلاح في الإسلام، ويمدح الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لما يقوم به من بطش ضد جماعة الإخوان المسلمين.
إلا أن ما قاله في تسجيل الفيديو ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث زعم أن الشخصية المركزية في الإسلام وتعاليمه الأساسية هي ما يعيق التقدم في الشرق الأوسط.
ونشر «فلين» في شهر يونيو / حزيران الماضي، كتابا بعنوان (حقل القتال)، ألفه بالتعاون مع الكاتب من تيار المحافظين الجدد مايكل ليدين، والذي ينتسب أيضاً إلى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
وقالا في الكتاب إن «العالم في أمس الحاجة إلى حركة إصلاح ديني في الإسلام، ولا ينبغي أن نستغرب إذا وقع اللجوء إلى العنف. وآن لنا أن نتوقف عن الشعور بأي ذنب لأننا ندعوهم بالاسم وننعتهم بالقتلة المجرمين الذين يتصرفون بالنيابة عن حضارة فاشلة».
وتبعث تصريحات «فلين» على القلق بشكل خاص لأنها تنال من عقيدة المسلمين الذين يبلغ تعدادهم 1.6 مليار نسمة ويشكلون 23% من تعداد السكان في العالم، حيث يعتبر أن دين هؤلاء جميعا لا ينسجم مع الحداثة.
وكتبا أيضا انتقادات للشريعة الإسلامية، والتي أصبحت ما يشبه «البعبع» مفضلاً لدى المهووسين بنظرية المؤامرة من المعادين للمسلمين والذين يروجون لفكرة أن الإسلام والمسلمين يقومون بتقويض القوانين الأمريكية.
وكتب «فلين» و«ليدين» أن: «الشريعة هي النظام القانوني الأساسي المستوحى من التعاليم الدينية للإسلام، وبشكل رئيسي من القرآن والأحاديث. تعرف الشريعة بشكل محدد بأنها القانون الإلهي المعصوم. هم يريدون أن يفرضوا على العالم نسختهم من قانون الشريعة الذي يحظر الحريات، حرية التعبير والاختيار، والحريات المدنية، وكل الحريات الأساسية. أعتقد اعتقاداً جازماً بأن الإسلام الراديكالي ما هو إلا معتقد قبلي ويجب أن يسحق. ينهمك النقاد في تفاصيل السنة والأحاديث والأمة وتأملات أعداد لا تحصى من رجال الدين المسلمين والأئمة. يصر هؤلاء ممن يسمون بالعلماء المسلمين على إبقاء الرسالة بالغة التعقيد من أجل إثارة الفوضى وزيادة البلبلة حتى يتمكنوا من السيطرة. بالمقارنة، كان بول بوت وستالين وموسوليني في غاية الشفافية، أما الشريعة فهي قانون عنيف دفين داخل معتقد همجي».
وأضاف «لعل أكثر ما يشكل مصدراً للرعب بالنسبة لشخص نشأ وترعرع في رود آيلاند الصغيرة هو أن منظمة التعاون الإسلامي تصرح الآن بأننا إذا انتقدنا النبي أو الإسلام فيمكن أن نتهم بالكفر. هذا أشبه بالقول إنني كواحد من أتباع طائفة الروم الكاثوليك (وتحديداً كاثوليكي تلقى تعليمه في مدرسة سانت ماري) لا يمكنني انتقاد القس الذي اغتصب والكرادلة والأساقفة الذين تستروا على جريمته».
وأردف قائلا «يريد المسلمون تطبيق قانون الشريعة باستخدام نظامنا القانوني لتعزيز ما يعتقد كثير من الأمريكان أنه قانون ديني عنيف لا مكان له داخل الولايات المتحدة الأمريكية».
وقال الموقع الأمريكي إنه «على الرغم من أن تصريحاته السابقة كثيراً ما تمزج الإسلام بما يسمى الإسلام الراديكالي، الأمر الذي يتيح الفرصة أمام الصحفيين لاعتبار كلامه التحريضي ناجماً عن كراهية مسعورة للحركات الإسلامية والإسلاميين الراديكاليين، إلا أن مقابلته هذه، بالإضافة إلى ما احتواه كتابه من تأملات، تشتمل على ما يثبت أن مستشار الأمن القومي المعين لا يخفي حقده الدفين على الدين الإسلامي بأسره، بما في ذلك على النبي وعلى القرآن وعلى أتباع هذه الدين».
ضغوط للتراجع عن تعيينه
وتوقع الموقع أن «يتعرض فريق ترامب بلا أدنى شك لضغوط متزايدة للتخلي عن تعيين فلين في هذا المنصب».
كانت 53 منظمة تقدمية غير ربحية في الولايات المتحدة قد دعت «دونالد ترامب» إلى التراجع عن قراره تعيين الجنرال «مايكل فلين» مستشارا للأمن القومي.
وكتبت المنظمات في رسالة له: «في حين يستحق فلين الاحترام للفترة التي قضاها في خدمة الوطن، إلا أننا نشعر أنه غير مناسب لتقلد المهمة» وأن «تعيينه في المنصب سيضر بمكانة أمريكا في العالم ويشكل تهديدا لأمننا القومي».
وتشير الرسالة إلى تصريحات سابقة لـ«فلين» وبينها تعليقات «مسيئة» للإسلام وللمسلمين على غرار قوله «الخوف من المسلمين معقول»، و«الإسلام أيديولوجية سياسية»، و«الإسلام سرطان يختبئ وراء كونه ديانة»، فضلا عن ادعائه بأن «قانون الشريعة» ينتشر في الولايات المتحدة.
ويواصل «ترامب تشكيل إدارته من شخصيات أغلبها معروف بمعاداته للإسلام والمسلمين والهجرة.