أثار نجم الروك الإسرائيلي أفيف جيفن، الذي كان رمزا لحركة السلام في البلاد يوماً ما، الجدل بإعلانه التخلي عن آرائه السابقة حول السلام ورفض الممارسات الاستيطانية، أثناء إحيائه حفل موسيقي في مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، عبر فيها عن دعمه للمستوطنين، الذين وصفهم بـ “أشقائه”.
إعلان جيفن في نظر الكثير من الإسرائيليين كان بمثابة توبة علنية عن آرائه ومواقفه السابقة، لتكون هذه التوبة التي أفصح عنها يوم الخميس في مستوطنة بيت إيل دليل على تحرك إسرائيل أكثر ناحية اليمين المتطرف ومسمار آخر في نعش أجندة رئيس الوزراء المغتال إسحاق رابين، التي كانت أكثر ميلاً للسلام، وكان جيفن من داعميها.
وأوضح جيفن للمستوطنين أن قناعاته الشخصية قد تغيرت، قائلاً “فتحت عيني” وشاهد الحقيقة كاملة، مضيفاً أنه كان في السابق “جاهلاً”.
وقال جيفن في حفل بيت إيل، الذي ظهر فيه مرتدياً قلنسوة كعلامة على ممارسة الشعائر الدينية، إن الهجمات التي شنها على المستوطنين خلال المقابلات على مر السنين كانت منطلق “الجهل والاستخفاف بالآخر”، مضيفاً “مع تقدمي في السن، أعتذر عما بدر مني سابقاً… لقد تعلمت الكثير من الأشياء وأنا هنا بدافع الحب والوحدة”.
في إشارة إلى المستوطنين على أنهم “إخوة”، خص وزيرة الداخلية اليمينية المتشددة المؤيدة للمستوطنين، أيليت شكد، بالشكر لأنها ساعدته على الانفتاح على أشخاص ووجهات نظر جديدة.
كجزء من اتجاهه الجديد، ظهر جيفن ليلة الأحد في كدوميم، مستوطنة متطرفة أخرى، لحضور حفل موسيقي مشترك مع أفراهام فرايد، المطرب المفضل للمستوطنين الذين يتبعون الأيدلوجية التي ترى الضفة الغربية – أو كما يسمونها يهودا والسامرة – هي حق مشروع لليهود من الله.
كان جيفن معروفًا في السابق بأنه علماني بامتياز، ولكنه بدأ في الظهور مع فرايد خلال العام الماضي وأبدى اهتمامًا كبيراً و “جديداً” باليهودية، وكثر لقائه بالحاخامات، وفقًا لدودي باتيمر، مقدم برنامج موسيقي على محطة إذاعية 103 إف إم الإسرائيلية.
بعد عهد رابين، أصبحت إسرائيل تتجه نحو اليمين المتطرف بشدة، حيث تجنب السياسيون استخدام كلمة سلام، وأصبح الاستيطان هو التيار الرئيسي المنتشر، والمستوطنون هم أصحاب الكلمة.
قال باتيمر إنه يعتقد أن تصريحات جيفن كانت منطقية من الناحية المهنية، موضحاً “الناس ينضجون ويتغيرون، ولكني أعتقد أنه يريد أيضًا تعزيز مسيرته وتوسيع نطاق جمهوره”.
وأضاف باتيمر أن المطربين الإسرائيليين اليوم يتجنبون التحدث عن السياسة إلى حد كبير في أغانيهم، وإذا أدلوا بتصريحات علنية، فإنهم يصبحون أكثر انسجاماً مع التوجهات اليمينية مثل الحاجة إلى القتال، لافتاً “اليوم إذا قلت أنه يتعين علينا الانسحاب من جميع المناطق، فسوف يتم القضاء على مسيرتك الفنية”.
جيفن، 49 عامًا، الذي كان يعتبر بوب ديلان وروجر ووترز مثله الأعلى، صعد إلى النجومية في التسعينيات مع نجاحات من بينها شير تيكفا (أغنية الأمل)، والتي تم تشبيهها بـ John Lennon’s Imagine ، واشتهر أيضاً بأغاني أخرى حطت من قدر النشيد الوطني وهاجمت الجيش الذي لم يخدم فيه لإدانته سياساته وتوجهاته، حيث كان يعتبره “جيش الدفاع عن الموت”، وقال إنهم لا قيمة أمنية لهم، استنزف أموال دافعي الضرائب
في ذلك الوقت، كان نجم الروك الشاب على علاقة ودية مع رابين، رئيس الوزراء الذي صافح ياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض وندد بالتسويات الأيديولوجية.
شارك جيفن في تجمع السلام في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 في تل أبيب قبل اغتيال رابين مباشرة، آخر صورة عند الإسرائيليين لرابين على قيد الحياة كانت حين صعد إلى جيفن وصافحه قبل أن ينزل على الدرج ويطلق عليه الرصاص من قبل أحد مؤيدي المستوطنين، ييغال عمير.