القضية الجنوبية بين عدالة الأنصار ولصوصية عصابة ٧/٧

111
القضية الجنوبية بين عدالة الأنصار ولصوصية عصابة ٧/٧

يعود تاريخ ٧/٧ هذا العام حاملاً تناقضات متعددة، حيث يعزز الغزاة والمستثمرين حضورهم العسكري في المحافظات الجنوبية منها شبوة وأبين ويخططون للسيطرة على حضرموت بواديها الفسيح وصحاريها الكبيرة وشواطئها الواسعة، دون أي ردة فعل جنوبي مضاد، كما يتحرك طارق عفاش من الساحل الغربي إلى ساحل أبين ويتحكم شقيقة عمار عفاش بملف الاعتقال والتعذيب والتنكيل وينفذ مسلسل التصفيات التي الف عليها منذ سنوات بضوء اخضر إماراتي.

في  ذكرى ٧/٧، في المحافظات الجنوبية والجيل الثاني من نظام عفاش الدموي حاضراً في قصر المعاشيق في مدينة عدن بحماية سعودية، يدير أمور الجنوبيين بإسلوب متعالي كما أدار وضع تلك المحافظات في أعقاب حرب صيف ١٩٩٤، وكذلك ما تتعرص له الثروات النفطية و السمكية من نهب وتجريف بالإضافة إلى نهب إيرادات الموانئ والمطارات وغيرها، يعيد الزمن إلى أعقاب تلك المجزرة الدموية التي ارتكبها نظام ٧/٧ بحق أبناء الجنوب الذي يشهد اليوم عودة النظام نفسه بعد ٢٨ عاماً.

وكانه خرج من تلك الحرب الرعناء منتصراً يتقاسم مع شركائه خيرات الجنوب، عقب تدمير أواصر الوحدة الوطنية والانقلاب عليها، وبهذا تبادل الأدوار مع حزب الإصلاح في شبوة وأبين ولحج، تحت مسميات كاذبه ووعود مصطنعة منها الحفاظ على المصالح المشتركة التي جمعتهم في أرض الجنوب وفرقتهم في أرض الشمال.

ولهذا لا يزالون أمراء حرب صيف ٩٤، يعيثون في الجنوب فساداً، وكلاً منهم ً يحافظ على نفوذ الآخر ويعززه تحت ذرائع ومبررات مختلفة، وهذا ما اثبتته الشواهد التاريخية الحاضرة والمتكررة في الجنوب الذي يحتضن نظام 7/7 في عدن، فمن يحكم الجنوب اليوم من قصر المعاشيق هم أمراء حرب صيف ٩٤ الظالمة التي أيدها كل الأطراف حينذاك ورفضها قائد “أنصار الله ” الشهيد القائد، حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، والذي أطلق صرخة في وجة كل أولئك المستكبرين الذين حشدوا كل إمكانياتهم ليعلنوا الحرب على السلام والوفاق والتصالح والتسامح، فسخروا كل ما يملكون من قوة لضرب مداميك الوحدة اليمنية ووظفوا الخطاب الديني والفتاوي التكفيرية وتحالفوا مع الإرهاب لقتال ابناء الجنوب.

اليوم ومهما ارتدوا جلابيب متنوعة وتحت شعار الوطنية لمخادعة الناس واستغلال حاجتهم ومعاناتهم لكي يعززوا من تواجدهم في أبين تحت مسميات مليشياوية “اليمن السعيد ” وفي شبوة يتواجدون عبر مليشيات ما تسمى بقوات دفاع شبوة وهكذا يستخدمون مليشيات متعددة المسميات لكي يضيفوا الخناق على ابناء الجنوب ويستنزفون شباب هذه المحافظات بحرب عبثية.

فإن الخيانة والغدر لن يستطيعوا إخفائها كونها سمة من سمات أولئك النفر من العملاء والجبناء الذين باعوا دينهم بدنياهم وباعوا كرامتهم بالهوان لدول تحالف العدوان السعودي الإماراتي، فأصبحوا ممثلين لقوى الشر والطغيان وأدوات وضيعة لدول الغزو والاحتلال.

ولهذا فان الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعانيها أبناء المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال، نتيجة من نتائج نهب الثروات وتدمير المقدرات، التي يمارسها الجيل الثاني من نظام ٧/٧ الذي اصبح يسيطر على العديد من المحافظات الجنوبية بضوء اخضر إماراتي وسعودي، وهذا بسبب ان المحتل لا يثق بأبناء المحافظات الجنوبية حتى وإن بايعوه على الطاعة.

كونه محتل لا يقبل أن يساعد في هذه المهمة الانتهازية سوى العملاء والخونة والغزاة والمحتلين وادواتهم الوضعية من بقايا نظام عفاش الذين توغلوا في مختلف مفاصل الدولة في المحافظات الجنوبية، بهدف استعادة الجنوب بكامل ترابها الوطني وحكمه باسم تحالف العدوان والاستعمار، ولكنهم لن يستطيعوا أن يبنوا حاضنة شعبية في كافة المحافظات الجنوبية كون الغزاة لا يستطيعون الخروج من هذه الزاوية وانتقالهم إلى مربع اخر مستحيل، وخاصة في محافظات تعرضت لحرب دموية فتاكة لسبعين يوماً وقتل المئات من أبنائها تحت شعارات تحريضية.

فبينما كان عفاش يشرعن لإبادة أبناء الجنوب تحت مسمى شيوعين وماركسين وكفرة ومشركين، كان الشهيد القائد، السيد حسين الحوثي يرفض كافة الأساليب الإجرامية والدموية ويقف وحيداً في صنعاء إلى جانب الجنوبين ومظلوميتهم، وعلى نهج الشهيد القائد كان موقف السيد القائد، عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، الذي أفرد مساحات واسعة لمناقشة قضية الجنوب وقضية أبنائها، ومن أبرز ما جاء في إحدى خطابات السيد عبدالملك الموجهة لأبناء الجنوب، يرى بأن المحتل الغازي المحافظات الجنوبية تعمد التضليل وصور وجوده العسكري بأنه إنقاذ وحماية لأبناء المحافظات الجنوبية.

ولكن مع الوقت، ومع الممارسات الإجرامية ومع السلوك الذي هو سلوك احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من جانب دويلة الإمارات وتحت الإشراف الأمريكي والبريطاني انكشف زيف الادعاءات والمزاعم التي سوقها المحتل، وأصبح هناك يقظة ووعي وإدراك لطبيعة هذا الدور الإجرامي والذي يعد احتلال بكل ما تعنيه الكلمة، كون ممارساته يصادر الحرية وينتهك الكرامة ويمارس الظلم والقمع وصولاً إلى السجون السرية.

التي يمارسون فيها جرائم الاغتصابات، وجرائم القتل، وجرائم الاستهداف، وجرائم كثيرة، سبق وأن حذر منها السيد القائد حيث أكد أن المحتل الإماراتي السعودي تعمدوا خداع أبناء الجنوب فصوروا لهم الأمر في البداية بأن مدينة عدن ستتحول شبيها بحال دبي وأبو ظبي، أَو بحال جدة، وأن المال الخليجي سيتدفق للمواطنين، وأن المواطنين هناك سيدخلون في جو جديد من الوضع المعيشي، الترف والراحة والازدهار والرخاء، و كان هناك حملة سياسية إعلامية هائلة لصناعة تقبل للاحتلال، ولكن الممارسات والجرائم الوحشية تكشف الكثير من الحقائق ، فالملايين من أبناء المحافظات الجنوبية يعيشون حالة الاضطهاد الظلم، القمع، الإذلال، الامتهان للكرامة، الوضع المعيشي الصعب.

ووعد السيد القائد في أكثر من خطاب بأن المجاهدين لن يقبلوا بقاء أي محتلاً أو غازىً على أرض هذا البلد مؤكداً أكثر من مرة وفي خطابات متعددة بان قوات الجيش واللجان الشعبية سيحررون كل شبراً في مختلف المحافظات اليمنية. فأنصار الله بقيادتهم الثورية والسياسية يرون القضية الجنوبية رؤية عادلة، ويعدون بالحل العادل والإنصاف الذي يهدئ النفوس ويجبر الضرر.

ــــــــــــــــــــــــ
سمير حُميد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا