لم تستطع دول التحالف كلها حتى اللحظة، ابتلاع المشهد المهيب لعرض وعد الآخرة في الحديدة. ولا ألومهم في ذلك، فنحن أبناء الوطن ومداميك اليمن، لم نُصدق ما رأيناه، لولا أن المشاهِد فيها آلاف الشهود، والبث بالصوت والصورة.
لقد بدا واضحًا تمايل التحالف يمينًا ويسارًا، وهو يشاهِد مالم يتوقعه، ويرى بأم عينية مالا يُصدِّقه. ويتساءل بحرقة ووجع؛ كيفَ فعلها السيِّد ودفَع بكل رجال الدولة إلى ساحة العرض، وفيهم رئيس الدولة، وإخوة القائد، وكل الوزراء، وكل القادة؟ أخذ التحالف يعض أصابع الحسرة والندامة!
إنها الفرصة الذهبية التي يستطيع بها القضاء على صنعاء في الحديدة، وعلى مساحةٍ محددة ومكشوفة ومُعلنة ومُصورة ولا تخفى على أعمى! لماذا لم يفعلها العدو؟! ويأتِ بسربٍ من الطائرات، ليُحرق المكانَ بكله؟! أتدرون أن الإجابة على هذا السؤال أصعب من الفعل ذاته! أتظنون أن العدو لم تنفتح شهيته لفرصةٍ كهذه؟
أتحسبون أنه لم يحدث نفسه بارتكاب الجريمة، وهو صاحب الجرائم المليونية؟! فقد فعلها في الصالة الكبرى، وفي مئات الأعراس والأسواق والمدارس والمستشفيات؟! إذًا ما الذي منعه من اغتنام الفرصة؟! وإلحاق الكارثة الكبرى باليمن؟!
لن تجدوا الجواب إلا عند ذلك القائد الرباني العَلَم، سيدي المولى عبد الملك بن بدر الدين، ذلك الرجل الذي لا يُقدِم على خطوة، إلا بعد أن يستجلبَ لها أسباب السماء والأرض. لَم يكُن العرضُ مغامرة، ولا استعراض انتحاري، بل كانَ مدروسًا ومُعدًا على أكمل وجه، وكما كان الكمالُ ظاهرٌ في العرض، فإنَّ أكمل الكمال كان جاهز عند أي مفاجأة.
لقد تحسس الأمريكي والإسرائيلي أيديهما وقدميهما ورأسيهما، وبطونهما الغاطسة في البحر، وأمعائهما المتسربة في القواعد، وقوْتِهما المخزون في مخازن العبيد في السعودية والإمارات، وشاهدوا المشهد العظيم بصمت مُذل، وأعينٍ مُنكسرة، وأيادٍ مرتعشة، لأن اليمن لم يقُم بهذا العرض؛ إلا وخلفه من يحميه، بقوةٍ واقتدارٍ وكفاءةٍ وشجاعة.
إن الحقيبة النووية تكون دائمًا مع رؤساء الشر في هذا العالَم، وحقيبتنا اليمانية كانت ومازالت وستظل بيد سيدنا ابن البدر، لحماية العَرض والعِرض والأرض.
إننا يجبُ أن نتحدث عن (وعد الآخرة) ليلًا ونهارًا، لأن الحديث عنه لم يتوقف في القنوات المعادية برُعبٍ وقلق، وليكن حديثنا عنه بفخرٍ وتهديد. وإن العدو اليوم، يحاولُ امتصاص صدمته المدوية، باختلاق أزمةٍ هنا، وزوبعةٍ هُناك، ونحنُ بحول الله ورجال الله، أكثرُ وعيًا، وأشد بأسًا، وأصدقُ أنباءً، وفينا علم الهُدى وتلاميذه العظماء. والله غالبٌ على أمره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.مصباح الهمداني