أكد قائد الثورة السيد عبدالمـلك بدرالدين الحوثي، أن أولوياتنا تكمن في التصدي للعدوان الذي تقف خلفه أمريكا و”إسرائيل”، مجدداً النصح لتحالف العدوان بالاستفادة من الهدنة لإنهاء عدوانهم وحصارهم، لأن عواقب استمراره عليهم وخيمة.
وفي كلمة له اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، قال السيد عبدالمـلك: “من واقع انتمائنا للإيمان نحن في هذه المرحلة نرى أنفسنا معنيين في مواجهة ما واجه الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام في مواجهة الطغيان”.
وأشار إلى أن “المؤامرات التي يتحرك بها الأعداء لاستهداف هذه الأمة بالفتن في وضعها الداخلي هي جزء من هذه المعركة من خلال تقسيمها وزرع التباينات بين أبناء هذه الأمة”.
وأوضح قائد الثورة بأن “حالة الاستهداف الشاملة لهذه الأمة والظلم الشديد لها يوجب علينا أن نتحرك للتصدي لهذا الطغيان”، مشيراً أن من لا يعتبر التصدي للعدوان أولوية يعاني من خلل إنساني ويتعامى عن حجم هذا العدوان وأهدافه”.
الأولويات الثلاث
وأشار قائد الثورة إلى أن أولويات الشعب اليمني في ظل الوضع الراهن تتمثل في ثلاث نقاط أساسية، الأولى التصدي للعدوان الذي استباح المحرمات وحاصر الشعب اليمني ونهب ثرواته النفطية والغازية وتآمر عليه بكل أشكال المؤامرات.. مؤكدا أن “التصدي للعدوان ومؤامراته هو أول هذه الأولويات وضرورة للحافظ على وحريتنا واستقلالها وديننا وقيمنا وأخلاقنا”.
وبين أن من لا يعتبر هذه أولوية فلديه خلالا إنسانيا وفطريا وأخلاقيا ومبدئيا، وهو إما يتعامى عن حجم هذا العدوان وما يحمله من أهداف خطيرة جدا، ولو نجح هذا العدوان في استكمال أهدافه سيخسر الشعب اليمني عزته واستقلاله ويقهر ويهان.
وأوضح السيد عبدالمـلك أن من ضمن الأولويات في ظل الهدنة “أن يكون الجميع على درجة عالية من اليقظة والجهوزية، وأن لا نغفل وأن لا نتصور أن الحرب قد انتهت وننصرف بكل اهتمامنا إلى أشياء أخرى، بل يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي والنشاط التعبوي والاهتمام المستمر تجاه كل المخططات والمؤامرات التي يتحرك من خلالها الأعداء”.
وأكد قائد الثورة أن الأولوية الثانية، هي السعي للحفاظ على الاستقرار والجبهة الداخلية، لأن جزء كبير من مخططات الأعداء تستهدف الجبهة الداخلية تحت مختلف العناوين.
وذكر أن الأولوية الثالثة هي السعي لتصحيح وضع مؤسسات الدولة الذي يعد نتاجا لمراحل طويلة، وفي ظل حصار شديد وتعقيدات في الوضع الداخلي.. مشيرا إلى أن البعض يتصورون أنه بالإمكان إصلاح كل شيء دفعة واحدة وفي وقت وجيز، فيما يتجاهل البعض الحالة القائمة من الحصار وأن المناطق التي تقع فيها الثروات النفطية والغازية هي تحت الاحتلال الذي يقوم بنهب كل عائدات النفط والغاز.
وبين أن المرتبات كانت تصرف في الماضي من عائدات النفط والغاز، وهي اليوم تنهب من قبل تحالف العدوان، ويسرقها اللصوص والمحتلون، وجزء منها يسرقه خونة هذا الوطن، الذين وقفوا في صف الأجنبي، والباقي يذهب إلى البنك الأهلي السعودي وغيره.. مؤكدا أن كل الإيرادات التي تنهب، كان بالإمكان الاستفادة منها في دفع المرتبات وتوفير الاحتياجات الضرورية لهذا الشعب على المستوى الخدمي.
وشدد قائد الثورة على أهمية العمل على إيجاد بدائل لعائدات النفط والغاز المنهوبة حتى تحرير المنشآت النفطية، وهذا ليس أمراً بسيطاً في ظل الحصار القائم، بل يحتاج إلى برامج عمل وتحريك عملية الإنتاج في القطاعات.
وتوجه بالنداء لشعبنا العزيز أن يظل متمسكاً بموقفه في الاستقلال واستعادة ما احتل من هذا الوطن، مشدداً بالقول: “في ظل الهدنة القائمة علينا ألا نتصور أن الحرب قد انتهت وننشغل بأمور أخرى”.
وفي ختام كلمته، جدد السيد عبدالمـلك النصح لتحالف العدوان بالاستفادة من الهدنة لإنهاء عدوانهم وحصارهم، محذراً إياهم بأن عواقب استمراره عليهم وخيمة.