القرآن والمواجهة (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)
تحرك الإمام زيـد (عليه السلام) مع قلة الناصر وقلة العدد والعدة كما تحرك جده الحسين (عليه السلام) مقتبسًا أثره، فيقول: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت والله ما يدعني كتاب الله أن تكف يدي).
لا تؤذي جليسنا (واقع لم يتغير)
ما أشبه وضعنا الحالي وضع أمتنا في هذا الزمن بذلك الوضع حين يهم من يعتبرون أنفسهم حكام لهذه الأمة زعماء لهذه الأمة ويكون أهم شيء لديهم أن لا تجرح مشاعر اليهود ولو بكلام، كيف وقفوا من الشعار موقفاً شديداً وحاربوا من أجل اسكات شعار الصرخة حتى لا تجرح مشاعر اليهود بكلام، مه لا تؤذي جليسنا يا زيد.
المتعاونون والساكتون
هناك فئتان في الأمة مكنت الجائرين والمستكبرين والمفسدين ليتحكموا في مصائر الأمة في واقع الأمة في إدارة الأمة في التحكم بالأمة: الفئة التي وقفت مع الطغاة وناصرتهم سواء بالقتال أو بالمقال أو بأي أسلوب أو بأي حال، والفئة التي صمتت وسكتت وخضعت وهادنت وجمدت ولم تنهض بمسئوليتها كانت شريكاً أساسياً للفئة المناصرة المباشرة للنصرة المباشرة للخدمة للطغاة والمستكبرين والجائرين.
وللطغيان ركائز
ركائز الظلم التي يقيم من خلالها الظالمون سلطانهم ومن خلالها يتمكنون من استعباد الأمة والسيطرة عليها هي ثلاث ركائز:-
الركيزة الأولى: التضليل والخداع
ونرى كيف تحرك كثير من علماء السوء على مر التاريخ ليقولوا للأمة دائمًا أنه من الواجب عليها طاعة الظالم والإذعان للظالم والخضوع للظالم والاستسلام للظالم بل جعلوا ذلك عبادة وقربة إلى الله سبحانه وتعالى الله الذي لعن الظالمين
الركيزة الثانية: البطش والطغيان
وهي التي تحرك من خلالها وتمكن من خلالها الطغاة والظالمون في استحكام أمرهم على الأمة وفي السيطرة على الأمة واستعباد الأمة يقتلون ويسجنون ويدمرون ويخربون ويستبيحون الدماء.
الركيزة الثالثة: التخويف والترويع
الإمام زيـد عليه السلام كان يدرك حالة الرهبة السائدة في أوساط الأمة وهي من أخطر الحالات التي تستحكم بها سطوة الظالمين الرهبة والخوف ولذلك كان يقول: (ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا)
مواجهة الطغاة (مبدأ الثائرين)
كانت هناك ثقافة تحرك من خلالها حكام الجور وعلماء السوء استحكمت من خلالها قبضتهم على الأمة, وقُدمت طاعة الجائرين والطغاة والخضوع للظالمين والاستسلامُ للمستكبرين والمفسدين والإذعان لهم باسم الدين, فكانت النتيجة رهيبة جداً جداً جداً هي النتيجة التي نشاهدها اليوم. لأن واقعنا اليوم ـ كما نكرر كثيراً وكثيراً ـ ليس وليد اللحظة إنه نتاج الماضي إنه امتداد للماضي الذي حول الأمة الإسلامية من أمة قوية كبرى إلى واقع لا أسوأ منه في العالم.
اليوم وقوى الطغيان مجتمعة من داخل أمتنا من المحسوبين على المسلمين تحت الراية الأمريكية تحت الراية الإسرائيلية عبيداً وخدماً وعملاء ومرتزقة يتحركون مجتمعين لتدمير المنطقة واستعباد الشعوب وقهرها وإذلالها، نحن اليوم بحاجة إلى هذه المبادئ إلى هذه القيم القرآنية إلى هذه الروح والاستعداد العالي للتضحية إلى هذا الإيمان والوعي لنتحرك به في مواجهة هذه التحديات.
البصيرة ثم القتال
عبارة أطلقها الإمام زيـد (عليه السلام) من رؤية قرآنية نافذة يعلم خطورة الجهل وغياب الوعي وما يؤدي إليه من اختلالات في سلمية التوجه وصحة المسار النابع من صميم الإسلام المحمدي الأصيل ذلك لأن التوجه الخاطئ أو الناقص ـ حتى وإن كان تحت عنوان (في سبيل الله) ـ إنما ينتج عنه أخطاء كارثية ويعود بخسارة كبيرة في مقدمته خسارة عظماء وأعلام ورجال مؤمنين.
لذلك الإمام العظيم زيد بن علي (عليهما السلام) ـ كما يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ـ كان يقول في ذلك الوقت (البصيرة البصيرة) يدعو أصحابه إلى أن يتحلوا بالوعي، ألم ينهزم الكثير ممن خرجوا معه؟ ألم يتفرقوا عنه؟ لأنهم كانوا ضعفاء البصيرة، كانوا ضعفاء الإيمان، كانوا قليلي الوعي، أدى إلى أن يستشهد قائدهم العظيم، أدى إلى أن تستحكم دولة بني أمية من جديد).