لكل شيءٍ أُسُسٌ، وأُسُسُ العروض العسكرية هي فرضُ الوجود وقول: نحن هنا؛ وكوننا رقماً صعباً في جدول ضرب أرقام الدول المستقلة عن أية وَصاية أَو ارتهان، والتفاخر أمام دول العالم الأُخرى ورفع معنويات الشعب اليمني وهو يرى جيشَه أمامه، ورسالة لكل من تسول له نفسه أن يعبثَ بالوطن، وهي رسالةٌ سياسية بطريقة استعراضية تحمل في طياتها أننا أمرٌ واقعٌ لا مناص منه ولا احتمال ولا إمْكَانية لتجاهلنا أَو التساهل بنا كشعب يمني، شعارنا نكون أَو نكون، ليس هناك خيارٌ آخر..
دلالةُ هذه العروض الجبارة لتخرُّج الدُّفَع العسكرية بكافة مكوناتها، والتنظيم الدقيق وامتلاك القوّة المتمثّلة في الأسلحة والمعدّات العسكرية الموضوعة في تصرف الجيش اليمني الصامد والمناهض، والهيبة العالية الناتجة عن ذلك، هي أعظم دليل على أن وراءها قيادة حكيمة نظرتها بعيدة وطموحها يناطح السحاب.. قيادة لا تقبل الهوان لشعبها، وتسعى جاهدةً أن ترد لهذا الشعب حقه المغصوب ورفع الوَصاية الجاثمة منذ عقود.. وكما هي دليل على أن الشعب اليمني لا يقبل الضيم مهما طال الزمن، ومن رحم المعاناة والحصار والأزمات لهذا الشعب يولد الأمل وتولد معه الرغبة في فرض السيادة وقطع كُـلّ يد تحلم بالعبث بمقدراته وتحول دون الحصول على حقوقه، ومجده وسيادته.
العروض العسكرية تمثل نقلةً نوعيةً، سيحسب لها العدوّ ألف حساب ويراجع حساباته ومعادلاته البائسة كما جاء في خطاب فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن/ مهدي المشاط.
استعراضُنا للوحدات المتخرجة من الشرطة العسكرية، والقوات الخاصة، وشُعبة الوحدة الطبية، ووحدة القناصة، وضد الدروع، والكورنيت، ووحدة الدفاع الجوي، وألوية المدرعات، والطائرات المسيَّرة والمدفعية، وسلاح الزلزال 2 المحلي، والكاتيوشا، له بُعدٌ سياسي وعسكري وسيادي إقليمي، أَسَاس هدفه الحرية ورأسه الاستقلال وما بين ذلك المجد والسيادة وهو استعراضٌ مهيب عكس المستوى العالي من التدريب والتأهيل.
والعروض تعبيرٌ عن مدى حجم المجد والسيادة التي سيتمتع بها الشعب اليمني، ودليلٌ على حرص القيادة بامتلاك القرار وفرض الشروط من مصدر قوةٍ في أي حوار، وملازمة طريق الحرية والاستقلال من الوصاية، والعمالة والارتهان، وقطع دابر المنافقين الأقزام.
عبدالرحمن زيد أبو رأس