تتسارع وتيرة الأحداث فيما يتعلّق بالتطوّرات التي تترافق مع زيارة مُرتقبة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لجزيرة تايوان، حيث تدل المُؤشّرات الأخيرة بأن بيلوسي ومن خلفها الولايات المتحدة عازمة على استفزاز الصين التي بدورها حذّرت من تلك الزيارة، التي قد يصل الرّد عليها عسكريّاً، وفيما يلي أبرز المؤشرات:
– أعلنت تايوان استلامها طلباً بخُصوص زيارة بيلوسي اليوم الثلاثاء، ولافت بأن الزيارة ستكون بصُحبة “قائد أسطول المحيط الهادي بالجيش الأمريكي”، وهو استفزاز أمريكي صريح للصين، وجيشها الذي بات يترقّب العالم شكل ردّه “الصّارم والحازم” وفق تعبير الخارجيّة الصينيّة.
– مجلس الأمن القومي الأمريكي وبعد تباين حول الزيارة، وإظهار مخاوف من قبل الجيش الأمريكي من تداعيات تلك الزيارة، صرّح بأنه لن يخضع للتهديد الصيني بشأن زيارة بيلوسي لتايوان، وهو تصريح يُؤَشِّر على رغبة أمريكيّة باستعادة بقايا هيبتها، وإعطاء رسالة على قوّة ردعها وسياساتها الخارجيّة التي تراجعت لصالح روسيا والصين.
– رغم إسقاط بيان مكتب بيلوسي زيارتها لتايوان ضمن جولتها الآسيويّة، أكّدت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن بيلوسي ستصل إلى تايوان اليوم الثلاثاء.
– الجيش الصيني في رسالة تهديد وردع واضحة: “قف جاهزًا، وقاتل، وادفن أيّ عدوّ يأتي.
– الجيش الأمريكي يُصَعِّد، ويُعلن عن مُناورة عسكريّة عاجلة في المحيط الهادئ استعدادًا لزيارة بيلوسي إلى تايوان.
– يبدو أن ثمّة تنسيق مُسبق بين بيلوسي، وإدارة الرئيس جو بايدن، حيث قالت قناة (CNN) الأمريكيّة بأن وزير الدفاع الأمريكي “تباحث” مع بيلوسي بشأن زيارتها لتايوان.
– البيت الأبيض في مُحاولة لإظهار عدم الاكتراث بالتحذيرات الصينيّة، لا ينبغي أن يُخيفنا الخطاب أو الأفعال الصينيّة.
– نقل مجلس الأمن القومي الأمريكي قوله بأن بايدن سيدعم زيارة بيلوسي إلى تايوان.
– نشرت الصين بالتزامن مقاطع مُصوّرة لمُناورات عسكريّة ردًّا على زيارة نانسي بيلوسي وتحت شعار: “قف مُنتَبِهاً، العدوّ قادم”.
– قالت وكالة سيتن التايوانيّة بأن وزارة الدفاع الوطني ألغت بشَكلٍ عاجل إجازة الضبّاط والجنود، وحشدت قوات الدفاع الجوي للاستعداد الفوري للحرب.
– الاتحاد الأوروبي يستعد في الأثناء لفرض عُقوبات على الصين، فيما الولايات المتحدة تقول عبر مسؤول أمريكي بأن الولايات المتحدة لا تُهَدَّد.
– تايوان تُعلن دخول 4 طائرات حربيّة للجيش الصيني منطقة دفاعها الجوّي.
– التساؤلات ستكون مطروحة حول شكل الرّد الصيني على زيارة بيلوسي الاستفزازيّة، فتايوان وفقاً للأدبيات الصينيّة جُزء من سيادة أراضيها، فهل يُمكن لبكين أن تستهدف طائرة بيلوسي، أو كيف ستعمل على منعها من الهُبوط في تايوان، وماذا سيفعل الأمريكيّون حال تعرّض رئيسة مجلس نوّابهم للخطر.
– مصادر تايوانيّة تقول بأن من المُحتمل أن تقضي بيلوسي ليلة كاملة في تايوان، وهذه خطوة استفزازيّة أكثر خُطورة من الزيارة نفسها، فهي بذلك تتخطّى الخُطوط الحمراء الصينيّة، وتُعطي وتُؤكد الإشارات السلبيّة للحُكومة الانفصاليّة في تايوان كما نوّهت الخارجيّة الصينيّة، وتُعجّل من الاجتياح الصيني للجزيرة، الذي يراه البعض بمثابة الفخ الأمريكي للصين، لكن الأخيرة ستجتاج تايوان بتوقيتها، وبحسب أهدافها.
– نشطاء صينيّون يصطفّون خلف قيادة بلادهم وبرسالة حادّة لبيلوسي قالوا: “عندما تأتين إلى تايوان، سوف نُرسلك لتَريَنّ الله”.
– المنطقة العسكريّة الصينيّة الشرقيّة تُصرّح: سندفن كُل الأعداء المُعتدين.
– هي زيارة دخلت حيّز الترقّب، ويحبس العالم معها أنفاسه، فصاحبة 82 عاماً نانسي بيلوسي، ربّما ستكون المُفجّر لحربٍ عالميّة، يكون بعدها المشهد ليس كما قبلها.
خلفية التوتر
تعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها ولم تتخل أبدا عن استعدادها لاستخدام القوة لوضع الجزيرة تحت سيطرتها. وترفض تايوان ادعاءات السيادة الصينية عليها.
وتنتهج الولايات المتحدة حيال تايوان سياسة خارجية تعرف باسم “الغموض الاستراتيجي” تقوم على الاعتراف بحكومة صينية واحدة وهي سلطات بكين والاستمرار بتقديم دعم حاسم لتايبيه مع الامتناع عن توضيح ما اذا كانت ستدافع عنها عسكريا في حال حصول غزو من الصين لإعادتها إلى سيادتها.
وسمح هذا المفهوم حتى الآن بالمحافظة على استقرار نسبي في المنطقة، إلا أن زيارة بيلوسي المحتملة حساسة، فمن ناحية إذا لم تتم الزيارة ستكتسب الصين جولة مهمة من الحرب الباردة وسيصبح ضم تايوان إليها مسألة وقت “حسبما تراه تايوان”، ومن ناحية إذا تمت الزيارة فالمواجهة الصينية الأمريكية ستشتعل على كافة الأصعدة وستترك آثاراً بالغة الشدة على العالم بأسره.