منذ الإعلان عن تشكيل “مجلس الرياض الرئاسي” من قبل السعودية والإمارات، حظي حلفاء الإمارات في اليمن على مزايا واسعة، على عكس بقية قوى التحالف وعلى وجه الخصوص الإصلاح.
وعززت التطورات الأخيرة التي تشهدها محافظة شبوة، حقيقة نوايا السعودية والإمارات تجاه حليفهما اللدود حزب التجمع اليمني للإصلاح فرع الإخوان في اليمن.
تنسيق سعودي إمارتي لاجتثاث الإصلاح
التغاضي السعودي تجاه محاولات الإمارات اقتلاع رموز قيادات الإصلاح وميليشياتها بات يوفر غطاء سخياً للميليشيا التابعة لأبو ظبي، أكثر مما كانوا يحصلون عليه سابقاً وذلك في اطار لعبة تبادل الأدوار والتمويه بين السعودية والإمارات.
حيث اعتبرت قيادات الصف الثاني لحزب الإصلاح، أن “دور القوات السعودية التي تسلمت زمام السلطة في محافظات عدن والمهرة وحضرموت وشبوة ومأرب، لا يختلف كثيراً عن سابقتها الإماراتية”، مضيفين أن قوات السعودية منذ أن حلت في المحافظات المحتلة، لم تقدم أي حلول ناجعة يمكنها نزع فتيل الصراع الدموي بين وكلاء التحالف “الإصلاح والانتقالي”، بل أن وكلاء الامارات باتوا يتلقون الدعم الكامل من السعودية لتمكينهم من السيطرة على المحافظات الجنوبية المحتلة، بشكل أفضل مما كان عليه الوضع على يد الإمارات.
بينما يشير مراقبون، إلى أن ما تقوم به دول التحالف من استبعاد المسلحي حزب لإصلاح في شبوة، واستبدالها بقوات تابعة لـ”الإمارات” ليست أكثر من مناورة، الغرض منها امتصاص أي ردة فعل قد تنجم عن ميليشيا الإصلاح وحلفاءهم من مسلحي بعض القبائل والعناصر الإرهابية المنضوية تحت راية الحزب، في حال كانت تلك الإجراءات صادرة عن الاحتلال الاماراتي، حيث أن ما تقوم به السعودية لا يختلف كثيراً عن ما قامت به الامارات تجاه “هادي” وحلفاءه، وكل ما في الأمر أن حزب الإصلاح يعتقد واهماً أن التحالف القائم بينه وبين السعودية سيوفر له الحماية وسيضمن له التحكم بالمناطق المحتلة.
قميص لعكب
الأسبوع الماضي، شهدت مدينة عتق أحداث دامية بدأت بمحاولة تصفية العميد “عبدربه لعكب” أخر وأقوى أوراق حزب الاصلاح العسكرية في محافظة شبوة الغنية بالنفط.
وعقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها لعكب، شنت “قوات دفاع شبوة” هجوم عسكري استهدف مواقع القوات الخاصة وشرطة النجدة الخاضعة لميليشيا الإصلاح في مدينة عتق.
وبدلاً من التحقيق في محاولة اغتيال “لعكب” أصدر محافظ “حكومة التحالف” في شبوة عوض بن الوزير العولقي قراراً بايقاف “لعكب” عن عمله بجوار العقيد “وجدي باعوم” قائد أحد “ألوية دفاع شبوة” الخاضعة لسيطرة “الانتقالي” والإمارات.
وتأتي عملية التخلص من “لعكب” بمثابة إسقاط أخر “أوراق التوت” عن الإصلاح في شبوة، خاصة وأن لعكب” قام في الأول من سبتمبر 2021، بمحاصرة القوات الإماراتية داخل منشئة بلحاف النفطية.
تغذية العنف
ويرى مراقبون، أن مصالح دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات، تتعارض مع تطبيع الأوضاع الأمنية في محافظة شبوة وبقية المناطق القابعة تحت سيطرة التحالف، لأن ذلك التطبيع يعطّل المصالح التي دفعت دول التحالف لشن حربها على اليمني في 26 مارس 2015، بالهيمنة على المواقع الاستراتيجية والحيوية اليمنية، من منافذ برية وبحرية وجوية وجزر وسواحل وثروات نفطية ومعدنية.
وأكد المراقبون، أن التخلص من ورقة الإصلاح الأخيرة في المحافظة الغنية بالنفط يأتي في إطار التنسيق السعودي الإماراتي والمتزامن مع اختتام اجتماع قمة جدة بين الرئيس الأمريكي جو بادين ودول الخليج في تسهيل عملية الأستحواذ على منابع الثروة النفطية في اليمن لصالح توفير إمدادات الطاقة للغرب، بعيداً عن حزب الاصلاح الذي يحاول لعب أي دور يتيح له العودة إلى المسرح السياسي في اليمن.
وفي السياق كشف مواقع “إمارات ليكس” عن اتفاق إماراتي فرنسي لإعادة تشغيل محطة بلحاف الغازية.
ومن هذا المنطلق يأتي دعم التحالف لعمليات الاغتيالات والصراعات الدموية فيما بين ميليشيات الإصلاح و”الانتقالي” في المحافظات المحتلة كحلقة من حلقات العنف والانفلات الأمني الساعية إلى تقوّيض استتباب الأمن والحد من بناء تكتلات سياسية وتشكيلات أمنية وعسكرية في الجنوب قد تتجه في المستقبل للعمل تحت مظلة قوى إقليمية منافسه للسعودية والإمارات وعلى رأسها قطر وتركيا، تحت مبرر حماية الحقول النفطية من صراعات الأخوة الأعداء “الإصلاح والانتقالي”.
تقرير – وكالة الصحافة اليمنية