أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر آلُلُہ في “حوار الأربعين” على قناة الميادين أن “لبنان منذ العام 2006 الى اليوم محمي في مواجهة العدوان الإسرائيلي ولا يجرؤ العدو على القيام بأي عدوان والعدو يعترف ان هناك توازن ردع”.
معادلات الردع خلال 40 عام
وقال السيد نصر آلُلُہ “بدايات الردع بدأت عام 1984 – 1985 عندما اضطر العدو مبكراً للانسحاب من الكثير من المناطق التي احتلها”، وأضاف “المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة”، وتابع “من عام 1993 حتى عام 1996 تم تحقيق مستوى عال من الردع”، وأوضح ان “تفاهم نيسان 1996 أسس لانتصار عام 2000 حيث بات للردع عناوين عدة بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد”، ولفت الى ان “العدو يلجأ اليوم إلى عمليات لا تترك أي بصمة ومنذ العام 2006 إلى اليوم لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان”.
فرصة لبنان لانتزاع حقوقه
وحول الحدود البحرية، قال السيد نصر آلُلُہ “لبنان الآن أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل عن النفط والغاز الروسيين، أمريكا وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز وإسرائيل ترى فرصة في ذلك”، وأضاف ان “بايدن لا يريد حرباً في المنطقة وهي فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا”، واكد ان “الموضوع ليس كاريش وقانا وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل إسرائيل في مياه فلسطين مقابل حقوق لبنان”، وتابع “العمل سواء في كاريش او ما بعده متوقف على قرار العدو الإسرائيلي”، وشدد على ان “هدفنا ان يستخرج لبنان النفط والغاز لأنه هذا الطريق الوحيد لنجاة لبنان”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “اذا تبلغنا من الدولة اللبنانية أنها تقبل الفيول من ايران هبة، ونحن حزب الله حاضرون أن نجلب الكمية المطلوبة”.
وعن مسيرات المقاومة، أكد السيد نصر الله “لطالما دخلت مسيراتنا إلى منطقة الجليل وذهبت وعادت عشرات المرات خلال السنوات القليلة الماضية دون أن يتم اسقاطها من قبل العدو”، وتابع “كنا نريد من العدو الإسرائيلي إطلاق نار على المسيرات ووقع في الفخ ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل شيء له علاقة بحقل كاريش”.
وأوضح السيد نصر الله “ضمن مستوى معين قادرون على مواجهة المسيرات الإسرائيلية ونحن نعمل في ظروف صعبة”، وأكد “نحن سنمنع استخراج النفط والغاز الإسرائيلي ما لم يسمح للبناني باستخراج النفط والغاز ولو أدى ذلك إلى وقوع حرب والأمور مرهونة بأداء العدو الإسرائيلي”، وتابع “اذا ذهبت الأمور إلى الحرب يجب أن يكون للبنانيين ثقة بربهم وثقة بهذه المقاومة التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو واحتمال ان تدخل قوى أخرى في الحرب وارد جدا”.
سلام يا مهدي رسالة جيل
وأكد السيد نصر آلُلُہ ان “هذا الجيل يخاف منه الإسرائيلي لأنه ينظر بعمق ورسالة “سلام يا مهدي” سواء في لبنان أو في ايران جميلة وقوية جدا”، وأضاف “لمن يقول إننا لا نشبههم يمكن أن تقول انت مين وما هي ثقافتك وما هي حضارتك ومن قال إنك صورة لبنان وتعالوا لنقرأ التاريخ والحاضر”، ورأى ان “مشكلتهم ليست مع الـ 100 ألف مقاتل بل مع ثقافة المقاومة لأن المطلوب في المنطقة ثقافة التطبيع”، وشدد على ان “فكرة الإمام المهدي جامعة لدى كل المسلمين وهي مرتبطة بالسيد المسيح وسوياً سيقيمان العدل في الأرض بعد أن ملئت ظلماً وجورا”.
الكيان المؤقت
وقال السيد نصر الله “أنا أؤمن بأن لا مستقبل للكيان الصهيوني وأنا أسميه الكيان المؤقت واليوم القادة الإسرائيليون الكبار يتحدثون عن مخاطر وجود”، وتابع “أنا أرى زوال الكيان الإسرائيلي قريباً جداً ونعتقد أن هناك مجموعة عوامل داخلية بالإضافة إلى تمسك الشعب الفلسطيني بالإيمان بالمقاومة وقوة محور المقاومة والوضع الدولي”، ولفت الى ان “التحولات الدولية ستكون مؤثرة جداً في زوال الكيان والنظام الدولي يتحول إلى نظام متعدد الأقطاب والمشهد لدي هو مشهد ناس ذاهبة إلى المعابر والموانئ والمطارات ولا نحتاج إلى 40 ربيعاً أخرى لنرى هذه النتيجة”، وأضاف ان “الإنكليز من جاء بالإسرائيليين إلى فلسطين وليس التوراة وهم يعرفون هذه الكذبة وهذه الأرض ليس لهم أي صلة بها على الإطلاق وكل عناصر البقاء تخمد وعناصر الذهاب تقوى يوماً بعد يوم”.
وأشار السيد نصر آلُلُہ الى انه “في معركة سيف القدس كل ما كان يتوفر لدينا من معلومات كنا نقدمه إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة”، وأوضح ان “حرس الثورة الإسلامية شارك في معركة سيف القدس من خلال غرفة العمليات المشتركة”، ولفت الى ان “حماس هي حركة مقاومة إسلامية فلسطينية وقضيتها الأول فلسطين وتحرير القدس وإنقاذ الشعب الفلسطيني وكل هذه الويلات التي يعيشها”، وتابع “في إطار هذه الأولوية أي حركة مقاومة فلسطينية عندما تجد أصدقاء وحلفاء يجب أن تتمسك بهم وإذا حصل في يوم من الأيام خلل والتباس في العلاقة يجب أن يعالج”، وأضاف “عندما ترى الفصائل والشعب في فلسطين أن الأنظمة العربية متجهة نحو التطبيع وفي نهاية المطاف سيتطلع إلى من يقف معه”.
وذكر السيد نصر آلُلُہ ان “سوريا جزء أساسي في محور المقاومة وإذا كنت تريد أن تستكمل الصراع مع العدو الإسرائيلي فلا تستطيع ان تدير ظهرك لسوريا”، واكد ان “الاخوة في حماس يقولون في الجلسات الداخلية خلال الأزمة وما بعدها إنه لا يوجد نظام عربي قدم ما قدمته سوريا للحركة ولحركات المقاومة الفلسطينية”، ورأى ان “المهم هو النظرة إلى المستقبل وانا اعتقد أن قابلية الأمور جيدة وعودة العلاقات بين سوريا وحماس تحتاج إلى بعض الوقت ونصل فيها إلى خاتمة طيبة والمسار إيجابي”.
في الحرب على اليمن لسنا وسطاء
وقال السيد نصر آلُلُہ “لم يطلب من حزب الله بشكل رسمي التوسط لدى السيد عبدالملك الحوثي وفي هذا الامر نحن لسنا وسطاء نحن طرف وأنا لست وسيطا مع السعودية في اليمن”، وتابع لسنا لدينا مشكلة جذرية مع السعودية والإمارات وعلاقاتنا ليست مبنية على خلفية عقائدية أو دينية أو ما شاكل وقبل أحداث اليمن التقينا مع السفراء السعوديين في لبنان”.
وأضاف “إشكالنا الأساسي مع السعودية بدأ في اليمن وهو مرتبط حكماً باليمن وصداقاتنا وعلاقاتنا لها علاقة بمجموعة من المبادئ والمصالح”، وسأل “حزب الله بماذا أخطأ مع الإمارات ؟ لماذا هذه الإعتقالات في الإمارات ؟”، وأوضح ان “كل الذين اعتقلوا في الإمارات لا علاقة لهم بحزب الله ويجب على الدولة اللبنانية علاج هذا الأمر”.
موقف إيران من فلسطين “عقائدي”
واكد السيد نصر الله “موقف الجمهورية الإسلامية في موضوع فلسطين عقائدي وديني وليس موقفاً سياسياً او استراتيجياً بهدف تحصيل نفوذ وهناك أناس لا يفهمون هذا ولا تريد جزاء ولا شكورا”، وقال “ايران لم تطلب مني شيئاً في يوم من الأيام حول لبنان ومصالح ايران والحاج قاسم سليماني طلب مني المساعدة في العراق وليس ايران”، وأضاف “جريمة ايران في العراق أنها منعت تمدد داعش، وايران تقف إلى جانب حلفائها لتدافع عنهم وهي لا تسيطر عليهم وهي لا تتدخل في السياسة السورية”.
إنجازات حزب آلُلُہ خلال 40 عام
وعن مسيرة حزب الله، قال السيد نصر آلُلُہ “كل إنجازات حزب الله هي بفضل الله أولا وبمجموع الجهود ولا نستطيع إعطاء نسب مئوية والإنجاز لحزب الله ليس فقط تنظيمياً بل لكل الجمهور”، وتابع “نحن لدينا حصة في انجاز تحرير عام الـ2000 وفي تحقيق الأمن والأمان في الجنوب”، وأضاف “كنا شركاء في صد الهجمة الكونية الكبرى في المنطقة وكنا جزءا من السد الصلب في مواجهة هذا المشروع”.
واكد “نحن من الجهات المساهمة في تثبيت السلم الأهلي في لبنان وعندما اعتقل الرئيس الحريري في السعودية كان هناك رغبة في افتعال حرب أهلية في لبنان”، ولفت الى ان “قوى معروفة في علاقتها مع السعودية كانت تدفع باتجاه حرب أهلية في لبنان وهناك شواهد ومعلومات حول هذا الموضوع”.